خرافة الاصطفاء السلالي في الخرافة السلالية ..الهاشمية (7 -12)
- احمد الكاتب اليمني الجمعة, 02 ديسمبر, 2016 - 11:49 مساءً
خرافة الاصطفاء السلالي في الخرافة السلالية ..الهاشمية (7 -12)

في هذه السلسلة يكشف (الموقع بوست) حقيقة ما يسمى بالخرافة السلالية الهاشمية، من خلال (12) حلقة متتالية، توضح كيف تم صناعة هذه الخرافة، و كيف جرى الترويج لها، واقناع الناس بها تأريخيا.
 
السلسلة تشكل مجموعة ابحاث تأريخية عميقة، استغرقت وقتاً طويلاً في سبيل الوصول الى الحقيقة.

 

آية التطهير:
 
 المقصود قوله تعالى:" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا". والعبارة هي جزء من آية لا آية كاملة ويستند عليها الشيعة في إثبات خصوصية قرابية عضوية فيها منحة تفضيلية إلهية. وبشأنها يمكن إيراد الملاحظات التالية:
 
•           الآية كاملة والآيات قبلها وبعدها تشير بوضوح إلى نساء النبي.
 
•           مما تدل عليه لفظة أهل في القرآن، الزوجة، يقول تعالى في بشارة الولد" وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ، قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ".
 
•           الاحتجاج الشيعي بنون النسوة، فإذا كان المقصود نساء النبي فقط لقال ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن، وعلى هذا فمن المقصود إلى جانب زوجة إبراهيم.؟ فقد وردت بصيغة الجمع بالميم.
 
 إضافة إلى أن هناك من قال استخدمت الميم بدلاً من نون النسوة لدخول النبي الأكرم وإبراهيم عليهما السلام في التطهير والمباركة فإن آيات أخرى استخدمت الميم صيغة الجمع في حق الزوجة، منها قوله تعالى "في إحدى قصص موسى " إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ"، ويدلل أكثر على أن المقصود زوجة موسى قوله تعالى " فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ".. وفي الأغلب أن المقصود زوجته ولم يرد في القرآن أو الحديث الصحيح  ما يشير إلى وجود أسر من بني إسرائيل تنتسب لموسى . نعم هناك إشارة في التوراة إلى وجود ولد لموسى، لكن المعلوم أن التوراة كتبت بعد موسى بقرون أقلها سبعة قرون.
 
•           التطهير لنساء النبي فضيلة، لكنها يمكن أن تسرى على مؤمنين آخرين كما يقول تعالى "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم"، سياق الآية يتحدث عن طهارة حسية لكن عبارة "وليتم نعمته" إشارة إلى أن الأوامر ليست فقط للطهارة الحسية وكذا قوله تعالى "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام".
 
الكساء:
 
إدخال غير نساء النبي، وتحديداً علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم في آية التطهير يستند إلى دليل خارجي من حديث يُعرف بحديث الكساء، وفيه أنه عندما نزلت آية التطهير أن النبي دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين فمد عليهم كساءً وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهير وتلا الآية. والمشهور أن راوي الحديث أم سلمة زوج النبي، وفي الروايات حتى الموجودة في كتب الشيعة كالكافي للكليني، والأمالي للطوسي قول النبي لها " أنتِ من أهلي" ويمكن إيراد الملاحظات التالية بشأن الحديث:
 
•           الحديث ورد بروايات مختلفة وأكثر طرقه ضعيفة إلا ما جاء في صحيح مسلم عن السيدة عائشة.
•           من سياق الحديث أن مافعله النبي يأتي في إطار يقينه أن الآيه نزلت في أزواجه، ورغبته في دخول الأربعة في مدلول الآية، ولو كانوا داخلين في الآية ابتداءاً لما احتاج النبي لفعل ما فعل، وكأن الحادثة على سبيل دعاء النبي بأن يندرج الأربعة في مدلول الآية. وسنتجنب هنا نقاش اعتقادات الشيعة في الاستدلال على عصمة أئمتهم من هذه الآية، وكذا حصرها بناء على الحديث في من عرفوا بأهل الكساء، النبي، علي، فاطمة، الحسن، الحسين، وإخراج نساء النبي منها، باعتبار أن الآية ابتداء واضحة في من المقصود بها.
 
آية المودة لذوي القربى:
 
وهي قوله تعالى "قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" وهذه أيضاً جزء من آية. ويعتبرها الشيعة دليلاً على وجوب المودة في قرابة النبي ويقيمون مدى الالتزام الديني بمدى حب قرابة النبي، بمن فيهم الذرية الهاشمية. ويمكن إيراد بعض الملاحظات:
 
•           السورة ومن بينها الآية مكية، كما في الروايات، وما تتضمنه من خصائص العهد القرآني المكي، كما أن المحاورة بائنة في كونها موجهة على لسان النبي لغير مسلمين، ولذلك فمن غير المعقول أن يطلب منهم وهو في الأصل محل لأذيتهم أن يودوا قرابته، يؤيد ذلك أحاديث صحيحة استند إليها مفسرون من أن المعنى: لا أسالكم مقابلاً غير أن تراعوا قرابتي منكم وتخلوا بيني وبين الدعوة.
 
•           مودة المشركين لقرابة النبي قائمة بالأساس، ومعيارهم في ذلك كون قريب النبي متبعاً له أم لا فيكون المقصود قرابته هو منهم.
 
•           ما تطرق له القرآن من توصيات بقرابات عضوية استخدم لفظ "ذي" وليس "في" يقول تعالى "وبالوالدين إحسانا وذي القربى"، ويقول" واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى"، ويقول "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى"، ويقول "وآت ذا القربى حقه".
 
•           الأصل في الرسالات السماوية والنبوات أنها لا تبحث عن أجر دنيوي، يقول تعالى على لسان عديد أنبياء بمن فيه نبينا "وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين"، ويقول "قل ما أسالكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا"، ويقول" يا قوم لا أسالكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني". ويحث القرآن النبي على الاقتداء بسلوكيات الأنبياء السابقين بما في ذلك عدم طلب الأجر والمكافأة الدنيوية، يقول تعالى" أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسالكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين".
 
•           على أي أساس يتم تحديد قرابة النبي المشمولين بالآية – إذا سلمنا بالمعتقد الشيعي – فالكثير من بيوت قريش ومن غيرها له قرابة عضوية بالنبي سواء أكانوا من جهة أبيه أو من جهة أمه، أو من جهة المصاهرة. أم تتحدد من خلال من قيل أن الصدقة حرمت عليهم، وهؤلاء فيهم عديد أقوال أقلها يحصرهم ببني هاشم فقط، وأوسعها لناحية القرابة العضوية يصلون إلى غالب، فيدخل بينهم بنو أمية. أم هم من أعطوا من الخمس فوردت روايات أنهم بنو هاشم وبنو المطلب إضافة لزوجات النبي، وتخصيص بني المطلب دون بني نوفل وبني عبد شمس ومنهم بنو أميه مع أنهم بنفس درجة القرابة يشير إلى أن القرابة ليست العامل الحاسم في الأمر، وبالرجوع للتاريخ النبوي نجد أن مزية إدخال بني المطلب في الخمس كان نتيجة مشاركتهم النضالية في العهد المكي رغم أن كثيرا منهم ومن بني هاشم لم يكونوا مسلمين.
 
وفي كل الأحوال يقع الشيعة في تناقضات المودة في موقفهم من السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة النبي وأحب نسائه إليه.
 
آية المباهلة:
 
وهي قوله تعالى: "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين". وورد حديث صحيح يوجه المقصود بالآية مفاده محاورة نصارى نجران للنبي وإصرارهم على بعض المعتقدات، فأتى النبي بعلي وفاطمة والحسن والحسين، وفسر الشيعة النساء بفاطمة والأبناء بالحسن والحسين، والنفس بعلي بن أبي طالب ليدللوا بذلك على ما يوحي بالمساواة المطلقة بين النبي وعلي. وفي الصدد يمكن إيراد عدد من الملاحظات:
 
•           الحادثة حسب ما تؤكد الروايات وقعت في السنة العاشرة للهجرة وحينها كانت كل بنات النبي عدا فاطمة قد توفين. وبعض الروايات تشير إلى أنها وقعت في السنة الثانية للهجرة، أي قبل مولد الحسن والحسين.
 
•           المباهلة عادة تكون بالأقرباء.
 
•           الإمام علي كان بمثابة ابن للنبي، والقول بأنه نفس النبي هو اجتهاد من بعض المفسرين.
 
•           لفظة أنفسكم لا تقتضي المساواة وفقاً لما ورد في القرآن الكريم يقول تعالى "لقد جاءكم رسول من أنفسكم"، ويقول "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم"، ويقول "والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً". في الآيتين الأوليين، لا يقتضي كون الرسول من نفس المؤمنين المساواة في الفضل والاصطفاء بينه وبينهم، وفي الآية الأخيرة افتراق في الجنس رغم أن المرأة من نفس الرجل، هذا إذا سلمنا بتفسير المفسرين بأن نفس النبي الواردة في آية المباهلة المقصود بها علي.
 
حديث الثقلين:
 
 قوله عليه الصلاة والسلام "تركت فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي". والحديث بهذا اللفظ هو الصحيح مما ورد في هذا الباب، ويأخذ الشيعة بألفاظ أخرى غير صحيحة عند أهل الحديث ويفسرونها بالحث على أن هدى الأمة وتجنب ضلالها مرتبط بالتمسك بكتاب الله عبر إتباع أهل بيت النبي الذين يحصرونهم بذرية علي من فاطمة. ويمكن إيراد الملاحظات الآتية:
 
•           الحديث تضمن التمسك بكتاب الله وفي هذا السياق البديهي الكثير من الآيات القرآنية المؤيدة، أما أهل البيت فلفظ الحديث واضح في التوصية بهم.
 
•           أهل البيت حسب اللفظ القرآني المقصود بهم أزواج النبي.
 
لمتابعة الحلقات السابقة على الروابط التالية:
 
الحلقة الاولى.
 
الحلقة الثانية.
 
الحلقة الثالثة.
 
الحلقة الرابعة.
 
الحلقة الخامسة.
 
الحلقة السادسة.
 


التعليقات