[ الزيدي ]
فوجئ الشيخ علي الزيدي إمام وخطيب مسجد النصر في مديرية المنصورة بمجموعة من المسلحين يقتحمون المسجد قبيل أذان فجر اليوم الأربعاء بثوان, ويطلبونه للذهاب معهم دون أن تكون لديهم أي أوراق رسمية تؤكد قانونية إعتقاله.
وتسببت عملية اقتحام المسجد ومحاصرته ومحاولة إعتقال الشيخ علي الزيدي وهو أحد الشخصيات الإجتماعية المعروفة في العاصمة المؤقتة عدن بحالة من الفوضى, داخل المسجد، حيث قوبلت هذه العملية بالرفض من قبل المواطنين والذين قاموا بالإلتفاف حول الزيدي والحيلولة دون إعتقاله, في حادثة لم تشهدها عدن من قبل.
وأوضح الشيخ علي الزيدي في حديث خاص مع (الموقع بوست) أن محاولة إعتقاله أو إختطافه بالأصح كانت محاولة بائسة لفرض إمام جديد للمسجد قام مدير مكتب الأوقاف بتكليفه خلال فترة غيابي للعلاج بدولة الأردن.
وعن تفاصيل الحادثة قال بأنه توجه للمسجد مشيا على الاقدام كالعادة, ودخل المسجد ليصلي ركعتين ويقرأ ما تيسر من القرآن الكريم, وقبل أذان الفجر بثواني فوجئ برجل أمن ملثم يدخل المسجد ولم يخلع حذاءه في أسلوب استفز المصلين.
وتابع " قام المسلح بطلبي للمجيء معهم , حيث كان هناك طقمين عسكريين محاصرين للمسجد , إلا أنني رفضت وقلت له ' من انتم وأي جهة تمثلون حتى أقبل ب المجيء معكم ومن ثم أين ورقة الإعتقال !!؟ وقال لي بالحرف الواحد " مش شغلك ".
وأضاف " طلبت منهم الانتظار حتى يكمل المؤذن الأذان ومن ثم قمنا بالصلاة مباشرة تحت ضغط منهم , وما إن أكملنا الصلاة حتى عاود ثلاثة جنود مقنعين اقتحام المسجد بأحذيتهم وموجهين أسلحتهم نحوي ونحو المسلحين.
وذكر "رفضت التحرك معهم وبقيت ساكنا في مكاني , إلا أنهم حاولوا الاقتراب مني وقاموا بتكرار طلبي للذهاب معهم مع التلويح باسلحتهم نحوي ونحو المصلين , وكررت لهم كلامي بأني لن اذهب معهم إلا في حال وجود أوامر من النيابة.
وأشار إلى أن عشرات المصلين قاموا بالإلتفاف حولي وحالوا بيني وبين المسلحين وقاموا بسؤالهم بشكل متكرر من أنتم ومن تتبعون وكان ردهم موحدا وفجا " هذا ليس من اختصاصكم".
ولفت إلى أن المسلحين انسحبوا بعد أن رأوا التفاف الناس حولي، حيث قمت بأخذ الميكرفون وقلت نحن في دولة نظام وقانون وعلى الجهات الأمنية أن تحضر معها ما يثبت قانونية الاعتقالات التي تقوم بها، ونحن معهم وسنكون عندهم وقت ما طلبونا.
يذكر أن مسجد النصر وهو أحد أشهر مساجد العاصمة المؤقتة عدن الواقع وسط حي العيادات في مديرية المنصورة، شهد مشاجرات واشتباكات بالأيدي قبيل يومين بين أنصار إمام وخطيب المسجد المعين رسميا من مكتب الأوقاف قبل أكثر من 10 سنوات وبين إمام جديد قام مدير مكتب الأوقاف محمد الوالي بتكليفه قبيل شهرين خلال فترة سفر الزيدي للعلاج بدولة الأردن.
وتمكن الشيخ علي من استعادة المسجد كونه خطيب وإمام المسجد المعين رسميا.
واختتم الزيدي حديثه بتحميل الأجهزة الأمنية مسؤولية ما قد يقع له , مطالبا إياهم بتوفير الحماية اللازمة له ولمسجده.
وفي سياق متصل فقد شهدت عدة مساجد في العاصمة المؤقتة عدن منذ مطلع العام الجاري عدة حوادث مشابهة تم خلالها تغيير أئمة وخطباء واستبدالهم بآخرين ينتمون للتيار السلفي التابع لوزير الدولة هاني بن بريك مستغلين بذلك نفوذهم وسطوتهم.