خرافة الانتساب السلالي في الخرافة السلالية الهاشمية (9- 12)
- احمد الكاتب اليمني الخميس, 15 ديسمبر, 2016 - 09:17 صباحاً
خرافة الانتساب السلالي في الخرافة السلالية الهاشمية (9- 12)

في هذه السلسلة يكشف (الموقع بوست) حقيقة ما يسمى بالخرافة السلالية الهاشمية، من خلال (12) حلقة متتالية، توضح كيف تم صناعة هذه الخرافة، و كيف جرى الترويج لها، واقناع الناس بها تأريخيا.
 
السلسلة تشكل مجموعة ابحاث تأريخية عميقة، استغرقت وقتاً طويلاً في سبيل الوصول الى الحقيقة.

 
أدت مقولات الاصطفاء السلالي وربطها دينياً على أساس الفكر الشيعي إلى خلق ظاهرة تدافع استمرت طيلة التاريخ الإسلامي نحو الانتساب للسلالة "المطهرة" لنيل امتيازات سياسية واقتصادية واجتماعية، وهذا ما يبدو جلياً في أمواج الادعاءات بالنسب الهاشمي وتحديدا العلوي الفاطمي، حتى تجاوزت التقديرات في أقل عدد مطروح الثلاثين مليون فاطمي حول العالم.
 
ولنا أن نناقش هذا الأساس من الخرافة في النقاط التالية:
 
أولاً: المنطقية الدينية للتكاثر اللامعقول:
 
باعتبار الاصطفاء السلالي حسب الفكر الشيعي هو أساس الدين فلابد من مستندات دينية توفر الغطاء الإيديولوجي للجزئيات المتصلة بالاصطفاء، ولما لم يكن في المرجعية الدينية الإسلامية ممثلة بالقرآن هذه المستندات فقد لجأ للبحث عن مداخل مؤيدة في السنة النبوية، سواء  كانت صحيحة أو مختلقة، ولما لم يجد في السنة ما يكفي، تم نبش كتب التاريخ، ولما عجزت النزعة الشيعية عن هذه وتلك ولجت في محاولات تفسيرية وتأويلية للقرآن الكريم، كما في محاولة تبرير الكثرة غير الطبيعية لمنتسبي السلالة الهاشمية العلوية، الفاطمية، مستعينين بتأويل تعسفي لسورة الكوثر "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ  ( 1 )  فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ  ( 2 )  إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ( 3 )" الكوثر.
 
فأول الفكر الشيعي "الكوثر" بفاطمة الزهراء رضي الله عنها وذريتها، بدليل كلمة "الأبتر"، التي يدخل في معانيها من لا عقب أو نسل له، فاستدلوا بها على إمكانية التكاثر اللامعقول لذرية النبي من فاطمة. وبالخصوص بالإمكان مناقشة التالي: 
 
•           ورد في أسباب نزول السورة أحاديث بعضها متضارب، وجميعها دون درجة الصحة، ويتمحور سبب النزول في قولين أساسيين، أحدهما، يفيد أنه عند مقدم كعب الأشرف اليهودي إلى مكة سُئل من بعض كفار قريش: هذا المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، فقال أنتم خير منه.
 
وثانيهما، أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي عندما وصف النبي بعد وفاة ابنه القاسم، وقيل عبدالله، بأنه أبتر.
 
وبأخذ السبب الأول للنزول تنعدم دلالة لفظة الكوثر على فاطمة، وبأخذ السبب الثاني تكون دلالة الكوثر على فاطمة شبه منعدمة لأنها لم تكن قد ولدت، والفعل أعطيناك، ماضي.
 
•           لم يرد في السنة أية إشارات إلى أن الكوثر هي فاطمة، ولم تسجل كتب السيرة والتاريخ إطلاق لقب الكوثر عليها. وما ورد يفيد أن الكوثر المقصود هو نهر في الجنة.
 
•           سياق السورة يميل بلفظة الكوثر إلى معناها اللغوي، الخير الكثير، ولو تم التسليم بسبب النزول في غمز العاص بن وائل بانقطاع ذرية النبي، رغم أن مضمون الرواية لا ينسجم كون القاسم أو حتى عبدالله من أوائل أولاد النبي الذي كان حينها ما يزال شاباً وبإمكانه إنجاب المزيد من الأبناء، فالغمز هنا لا يستقيم بوفاة واحد أو اثنين من أولاده، لكن لو تم التسليم على أساس أي تخريجات يمكن قبولها كوصف القرشيين من أبطأ عليه الولد بالأبتر، فإن المعنى المجازي للفظة الأبتر هو الأقرب بقرينة عقلية مفادها أن العاص لم يكن منقطع النسل ولو كان كذلك لما غمز النبي ووصفه بالأبتر، فيكون المعنى أن مبغضك هو منقطع الذِكر والأثر، فيما النبي خالد الذكر بالخير الذي أعطاه الله ووفقاً للسياق يحتمل بشكل كبير أن الكوثر المقصود هو الرسالة والدين، فبالدين خلد الله النبي عليه الصلاة والسلام، أما القرينة بكون الكوثر هو الدين بما يتضمنه من خيري الدنيا والآخرة، قوله تعالى "فصل لربك وأنحر"، والصلاة والنحر شعائر دينية لا علاقة لها بالإنجاب أو عدمه.
 
•           تؤكد السورة ما سبق تناوله من أن النسل والذرية لا تمثل بحد ذاتها أية قيمة في السياق الديني.
 
•           من أهم الشواهد الواقعية على عدم وجود فوارق في معدلات تكاثر النسل العلوي الفاطمي، الأخذ بمعدل التكاثر خلال ثلاثة قرون من بداية الهجرة إلى أواخر القرن الثالث، ولعل هذه الفترة من أنسب الفترات لقصر سلسلة النسب، وضعف فرض الادعاء وسهولة كشفه إذا حاول المدعي الترويج لانتسابه إلى البيت العلوي الفاطمي.
 
وبالنظر لمسار التكاثر خلال الفترة المحددة لا يجد المرء أية زيادات غير طبيعية سواء في نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، بل إنه عند المقارنة بمتوسط عام لولادات بعض البيوت حينها قد تقل الولادات في البيت العلوي الفاطمي عن المتوسط المأخوذ.
 
كأمثلة على ذلك يقال إن الإمام علي أنجب أربعة عشر ولداً ذكراً، من أعقب منهم خمسة فقط فيما تسعة درجوا، أي انقطع نسلهم، ويقال إن الحسن أنجب أحد عشر ذكراً أعقب منهم اثنان فقط.
 
ويقال إن الحسين أنجب أربعة ذكور، أعقب منهم واحد فقط هو زين العابدين علي بن الحسين، ومن بين تسعة ذكور للأخير أعقب منهم ستة، وهكذا تتكاثر تفرعات سلسلتي الحسن والحسين في هذا الشخص من السلسلة وتضيق عند ثاني وتنقطع لدى ثالث. ما يجعلها كبقية السلاسل البشرية لا غريب فيها ولا عجيب تنطبق عليهم فترات الحمل البشرية بين سبعة وتسعة شهور، وكذا نُسب التكاثر والولادات.
 
•           ظاهرة الاضطهاد والقتل التي طالت العلويين في كثير من فترات العهدين الأموي والعباسي تقلل من فرص الزيادات الطبيعية، فضلاً عن الزيادات غير الطبيعية، بزيادتها معدل الوفيات، وضياع فرص الإنجاب كما في حالة يحيى بن زيد على سبيل المثال.
 
•           الحسابات الرياضية بأي نسب تكاثر مقبولة علمياً، حتى في معدلاتها الأعلى، مع استبعاد ظاهرة القتل والاضطهاد التي طالت المنتسبين، حقيقة أو ادعاء، إلى علي وفاطمة خلال الكثير من فترات الحكمين الأموي والعباسي، تكشف أن الأعداد الحقيقية الممكنة عشرات الآلاف فقط، وبالتجاوز والمبالغة، مئات الآلاف، لا ملايين، ناهيك عن عشرات الملايين المزعومة، كأمثلة على ذلك ما يقال عن أن عدد من حجوا مع النبي في حجة الوداع مئة ألف فلو بلغت ذرية كل واحد منهم إلى اليوم مئة ألف فقط لبلغ عدد ذرياتهم إلى اليوم عشرة مليارات إنسان، وهو عدد يفوق عدد سكان العالم في الوقت الراهن، هذا إذا افترضنا أنه لم يكن على وجه الأرض حينها إلا هؤلاء الحجاج.
 
 وبحسب سجلات التاريخ الصيني كان عدد سكان الصين في القرن الثالث قبل الميلاد أربعة عشر مليون نسمة ووصل عددهم راهنا إلى ما يفوق المليار إنسان، بمعنى تضاعفهم خلال ألفين ومئتي عام أقل من مئة مرة.
 
مثل أخير يتعلق بمن يعرفون ببني شيبة (بني الشيبي) سدنة الكعبة المشرفة وهم الأسرة التي أعطى النبي جدهم مفتاح الكعبة ودعا على من يأخذه منهم فظلوا موثقين نسبهم للحفاظ على هذه الفضيلة النبوية، ويقول كبير السدنة في هذه الأسرة قبل نحو عشر سنوات من الآن عبدالعزيز الشيبي في مقابلة صحفية أن عدد أفراد الأسرة 370 شخصا بمعنى أن هذه الأسرة تضاعفت خلال ألف وأربعمائة سنة أقل من أربعمائة مرة وهو رقم تضاعف مقبول، ولو أسقطنا هذا التضاعف على المئة ألف المشاركين في حجة الوداع لكان عدد أحفادهم اليوم أربعون مليونا، أي بنسبة تعادل نحو نصف الواحد بالمئة من عدد سكان العالم وهي نسبة مقبولة، فيما قدر أحد المنتمين لهذه الأسرة ويدعى زياد الشيبي عدد أفرادها بثلاثة آلاف، ولو أسقطنا رقم التضاعف هذا مرة أخرى على المشاركين في حجة الوداع لكان أحفادهم اليوم حوالي ثلاثمائة مليون، بنسبة تقدر بأقل من خمسة بالمئة من عدد سكان العالم في الوقت الراهن، ورغم أن النسبة كبيرة إلا أنها تظل في حدود المقبول وفي الوقت ذاته أقرب إلى المستحيل وفي حافته لأننا لو أعدنا تنزيل النسبة إلى فترة حجة الوداع لكان عدد سكان العالم حينها مليوني إنسان فقط وهو عدد يتنافى مع الحقائق التاريخية والرياضية، وبإسقاط أي رقم تضاعف على النسل العلوي الفاطمي فالعدد سيقدر بالآلاف ومع التجاوز بعشرات الآلاف فقط، أما الملايين وعشرات الملايين فهي أرقام فلكية لا صلة لها بالواقع البشري.
 
•           يُعد اليهود من أكثر شعوب العالم حرصاً على النقاء السلالي إلا أن الدراسات الجينية أثبتت اختلاف أصولهم. إلى جانب أن عدد اليهود بمن فيهم الكثير ممن تهودوا عبر التاريخ من غير بني إسرائيل لم يتجاوزوا بعد أربعة آلاف سنة العشرين مليوناً، وإن أخذنا بالرقم الوارد في العهد القديم الذي ذكر أن من خرج مع موسى في الفرار من فرعون ستمائة ألف فتكون الأمة اليهودية تضاعفت خلال ثلاثة آلاف وثلاثمائة عام بنحو ثلاثين مرة فقط، لكن هذا العدد مبالغ فيه وتعرض لانتقادات تناولته من مختلف الزوايا حتى أن البعض قدره بستمائة وآخرين بستة آلاف وهناك من قدر عدد من خرج مع موسى بأربعين ألفا، وإذا أخذنا الرقم الأخير تكون الأمة اليهودية تضاعفت خلال الثلاثة وثلاثين قرنا حوالي خمسمائة مرة، ولو أسقطنا رقم التضاعف هذا على النسل العلوي متغافلين عن مدة التضاعف التي تقل في الأخيرين عن الخمسة عشر قرنا، واعتبرنا أن عدد أولاد الإمام علي وأحفاده حينها خمسين شخصا تظل الأرقام أقل من خمسة وعشرين ألفا اليوم.
 
•           في هذا العصر أدى كشف البصمة الوراثية واختبارات الحمض النووي إلى قلب مفاهيم خاصة بالسلالات والأعراق البشرية، وفي النسب الهاشمي العلوي الفاطمي جرت دراسات في بعض البلدان، بينها إنشاء خارطة وراثية لأصول الأردنيين وإفراد خط للسلالة النبوية لتنتهي النتائج إلى أسر تقل عن العشر تنتمي حقاً للسلالة الهاشمية. وبحث آخر أجري من خلال فحص الأحماض النووية لمجموعات من اثنتي عشرة أسرة في تونس والجزائر مشهورة بانتمائها الهاشمي وتحتفظ بمشجرات ووثائق تثبت صحة هذا النسب، في حين مقارنة نتائج الفحوصات أظهرت تباينات تنفي وحدة أصلها الجيني في العهد النبوي، بمعنى أنه في أفضل الحالات والافتراضات إذا صح انتسابها للسلالة النبوية فسيكون بحسب النتائج الجينية من نصيب أسرة واحدة منها فقط وكنسبة مئوية نحو ثمانية بالمئة.
 
ثانياً: ضياع وتجريد أعقاب النساء من الفضيلة المفترضة: نظراً لقيام سلسلة النسب على الذكورة فإن الأولاد الذكور من الإناث الفاطميات المتزوجات بغير فاطميين يحرمون من الفضيلة المفترضة مع اشتراكهم في النطفة (الطاهرة) بسبب أن أعمدة أنسابهم هم وذرياتهم ستختفي منها بطبيعة الحال الأمهات الفاطميات، وهكذا تضيع الفضيلة السلالية المزعومة من ذرية الإناث المنتسبات لفاطمة الزهراء، والإمام علي وتبقى في الذكور فقط. ما ينافي العدالة المنطقية والدينية رغم توافر النطفة في الجميع، ورغم استحقاق أولاد الإناث أكثر من أولاد الذكور للفضيلة السلالية بحكم أن أساس هذه الفضيلة أنثى هي السيدة فاطمة الزهراء ومنها إلى النبي الأكرم الذي يقول عنه تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ" الأحزاب 40، وإنما كان عضويا أبا الإناث "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ" الأحزاب 59.
 
ثالثاً: التناسب الطردي بين النسب والفضيلة المفترضة:
 
تتسلسل العملية الاصطفائية السلالية، المصطبغة بالدين، نزولاً حسب الفكر الشيعي، والعجيب أن تكاثر الذرية يسير بنفس السلسلة الاصطفائية المزعومة. فلدى الشيعة اصطفاء ضمني يمتد من هاشم إلى أبي طالب، وصريح من علي نزولاً حتى يبدأ بالافتراق وفقاً للفرق الشيعية الأساسية.
 
ولغرض عدم التشعب سنكتفي بالوصول إلى أولاد الإمام علي بن أبي طالب.
 
ضمن بني عبد مناف يحوز التفضيل هاشم توأم جد الأمويين عبد شمس، و أخا نوفل وطالب، على الثلاثة الأخيرين، ولولا حكم بني أمية لضاعت أنسابهم حتى في عصور الإسلام الأولى، ورغم أن لدى هاشم أربعة ذكور فقد قيل أن ثلاثة درجوا وانقطع نسلهم، وبقى النسل في عبد المطلب، أفضل إخوانه، وأنجب عبد المطلب أكثر من أحد عشر ولداً ذكراً، ومع أن المنطق التاريخي والطبيعي يوحي أن فرص التكاثر متوافرة بشكل كبير لولد العباس بن عبد المطلب باعتبار السلطة والثراء الناجم عنها لأكثر من خمسمائة سنة، غير سلطتهم الاسمية في عهد المماليك، مع ذلك لا نجد ممن ينتسب من نسلهم إلا القليل اليوم مقارنة بملايين ينتسبون لولد أبي طالب، أما السبب، فليس في الانتساب للعباسيين ذات الإغراءات السياسية والاجتماعية المرتدية دثار الدين المتوافرة في الانتساب للطالبيين، أما ذرية أبي لهب فقد غابت نهائياً ليس بسبب انقطاعها ولكن بسبب وصمة أبي لهب، وإلى جانبهم تختفي ذريات من أعقب من أولاد عبدالمطلب.
 
حتى أولاد أبي طالب تتضاءل ذرية جعفر وتضيع ذرية عقيل، مقابل طفرة وكثرة خارقة للعادة في نسل علي، والسبب مرة أخرى الفكر الشيعي وانعدام الامتيازات في الانتساب لجعفر وعقيل.
 
وبالمثل يبتر المؤرخون والنسابة نسل أغلب أولاد علي بن أبي طالب لينحصر في خمسة فقط، وتقل ذرية ثلاثة لصالح زيادة مهولة في ذرية اثنين هما الحسن والحسين، والسبب أن أولاد علي من فاطمة هم ورثة الولاية وما يتبعها من امتيازات. ولأن الحسين أفضل من الحسن في معظم الفكر الشيعي فإن الانتساب لذريته خصوصاً في المناطق الأكثر تشيعاً يتفوق على المنتسبين للحسن.
 
وبالجملة يزيد عدد المنتسبين لعلي بن أبي طالب طردياً مع تأثير الفكر الشيعي في بلد ما وزمن ما، وبدرجة أقل في مناطق انتشار التقاليد الصوفية لأن أغلب الأخيرين يفضلون الإمام علي على غيره من صحابة النبي.
 
رابعاً: ادعاءات شهيرة بالنسب الفاطمي:
 
يمتلئ التاريخ الإسلامي بنماذج لادعاءات الانتساب لأولاد علي من فاطمة، بعض هؤلاء الأدعياء طبقت شهرتهم الآفاق. من ذلك الشكوك التي دارت حول إدريس الثاني ابن مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب، الذي أتى راشد مولى إدريس الأول وموطّئ دولته بجارية حامل بعد وفاة إدريس قال لوجهاء الدولة أنها تحمل في بطنها ولداً لإدريس، فوضع القوم التاج على بطنها بانتظار ولادته. حسبما روى المؤرخون.
 
ومن أشهر هؤلاء الأدعياء عبيد الله المهدي مؤسس الدولة العبيدية (الفاطمية)، الذي لم يتمكن من تثبيت نسبه إلى جعفر الصادق رغم الفارق الزمني القصير بينهما، أقل من مئة وخمسين سنة، وورد في سجلات الدولة الفاطمية الرسمية ما يشير إلى ارتباك نسبهم، وكذلك اختلاف النسابة، ومخالفة مؤرخيهم الإسماعيليين لرأي النسابة المثبتين لنسب عبيد الله، إضافة لإصدار الطالبيين في بغداد ما يشبه البيان مرتين ابتداء من أربعمائة هجرية ينكرون فيه النسب العلوي لحكام الدولة الفاطمية، ورغم ما يمكن أن يقال إن بيان إنكار لا يخلو من البعد السياسي لصدوره من عاصمة الدولة العباسية المنافس للدولة الفاطمية على السيادة الإسلامية، إلا أن الملاحظ على فترة صدور البيانين أنهما كانا في عهد الدولة البويهية الشيعية المسيطرة فعلاً على الدولة والخليفة العباسيين، والمتوافقة مع الدولة الفاطمية أغلب الوقت.
 
والأمر ينطبق على قائد ثورة الزنج، ومثله زعيم القرامطة، وفي العصور اللاحقة على صفي الدين الأردبيلي جد إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية في إيران، وأسرته حسب المؤرخين أسرة تركمانية.
 
وحديثاً يتبادل الكثير من المنتسبين لعلي بن أبي طالب الطعن في أنسابهم، كما حصل بشأن السيستاني، والخميني، والخوئي وغيرهما.
 
لمتابعة الحلقات السابقة على الروابط التالية:
 
الحلقة الاولى.
 
الحلقة الثانية.
 
الحلقة الثالثة.
 
الحلقة الرابعة.
 
الحلقة الخامسة.
 
الحلقة السادسة.
 
الحلقة السابعة.
 
الحلقة الثامنة.
 


التعليقات