كشفت مصادر إعلامية عن معلومات جديدة حول العمليات العسكرية للجيش الأمريكي ضد تنظيم القاعدة في اليمن، والتي تركزت في ثلاث محافظات يمنية هي أبين والبيضاء وشبوة، في عملية تعد الأولى من نوعها، من حيث اتساعها الجغرافي، ونوعية التنفيذ.
وقالت الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية في حسابها على تويتر إن البنتاغون نفذ أكثر من 20 ضربة جوية ضد مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن ومواقعهم ومعداتهم في أبين والبيضاء وشبوة، بالشراكة مع الحكومة اليمنية والتنسيق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي.
طائرة أمريكية يعتقد أنها من ضمن المقاتلات ضد القاعدة في اليمن
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الحكومة اليمنية شريك قيّم في مكافحة الإرهاب، وأعربت عن تأييدها للجهود الرامية لتحقيق الاستقرار من خلال مواجهة المنظمات الإرهابية كالقاعدة.
وفي سلسلة تغريدات للجيش الأمريكي قالت القيادة المركزية إن قوات الولايات المتحدة ستستمر بالعمل مع الحكومة اليمنية لهزيمة القاعدة وحرمانها من القدرة على تنفيذ عمليات إرهابية في اليمن.
وأوضحت أن القاعدة استغلت مساحات غير خاضعة للسلطة في اليمن لرسم وتوجيه وإلهام الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، لافتة إلى أن الضربات الجوية ضد القاعدة ستقوض من قدراتها لتخطيط هجمات خارجية وتحد قدرتها على استخدام الأراضي المستولى عليها في اليمن للتخطيط الإرهابي.
ونشر الحساب عدة صور لمقاتلات أمريكية يرجح أنها تستخدم في العمليات الأخيرة بالمحافظات الثلاث.
طائرة أمريكية نشرتها القيادة المركزية للقوات الأمريكية
نفي الإنزال العسكري البحري
على ذات الصعيد، قال الكابتن البحري جيف ديفيس -المتحدث باسم البنتاجون- في بيان إن الهجمات الجوية استهدفت "المسلحين والمعدات والبنية التحتية" المرتبطة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في المحافظات الثلاث.
وقال الزعيم القبلي في محافظة أبين سالم المرقشي لصحيفة واشنطن بوست إن المروحيات جلبت قوات من المواقع البحرية في وقت مبكر يوم الخميس الماضي إلى منطقة نخيلة، ورجح أن يكون الجنود الأمريكيون المشاركون جاؤوا من البوارج الحربية في البحر.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في البنتاغون نفيهم لتقارير يمنية أن الجيش الأمريكي أجرى غارة برية بالتزامن مع الضربات الجوية.
وذكرت الصحيفة أن القوات الأمريكية متواجدة على الأرض في نفس الفترة، وهو ما يمكنها من سرعة الهجمات ضد أهداف القاعدة.
وتأتي هذه التصريحات متطابقة مع أنباء تفيد بتمركز القوات الأمريكية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن، والتي لا زالت تستخدم مطار الريان وغيره من المواقع الحيوية هناك.
طائرة أمريكية نشرتها القيادة المركزية للقوات الأمريكية
عمليات أوسع
وفي تقرير لها عن الضربات الأمريكية الأخيرة، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الجيش الأمريكي يسعى لعمليات أوسع ضد القاعدة في اليمن، بما في ذلك القدرة على إجراء الضربات الجوية مستمرة في أجزاء من اليمن، بالشراكة مع قوات النخبة من دولة الإمارات العربية المتحدة المتواجدة في اليمن.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن الجيش قد منح سلطة مؤقتة لإجراء العمليات الجوية المكثفة ضد القاعدة في جزيرة العرب في بعض مناطق اليمن، باعتبارها "منطقة العداء النشط"، بما يمكنه من شن غارات دون عملية الموافقة على شنها من قبل البيت الأبيض، ويشابه ذلك السلطة التي منحت للقوات الأمريكية في مدينة سرت الليبية، عندما شن الجيش لعدة أشهر حملة عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي.
ولم يوضح المسؤول في تصريحه لصحيفة واشنطن بوست مقدار الفترة المؤقتة، لكنه رجح استمرارها لفترة طويلة وكثافة أكثر كتلك التي وقعت يوم الخميس الماضي.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين يرون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، باعتبارها واحدة من تهديدات المتشددين الأكثر خطورة التي يواجهونها لعدة أشهر.
أرملة أوينز
من جهة أخرى، لا زالت التداعيات تتصاعد في أروقة البيت الأبيض حول جدوى العملية السابقة التي أودت بحياة الجندي الأمريكي أوينز في منطقة يكلا برداع أواخر يناير الماضي.
وتبادل البيت الأبيض التهم مع أعضاء في الكونجرس حول جدوى العملية، وما إذا كانت تعتبر ناجحة أو فاشلة.
وتسببت أرملة الجندي الأمريكي بإثارة العديد من المواقف المناهضة لمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي تحدث أمام الكونجرس قائلا بأن قيادة وزارة الدفاع أخبرته أنها حصلت على معلومات ثمينة في عمليتها الأخيرة بالبيضاء.
وتضاربت الأنباء حول ما إذا كانت العمليات الأخيرة التي انطلقت يوم الخميس الماضي جاءت بناء على تلك المعلومات التي عثر عليها أم لا.
زوجة الجندي الأمريكي أوينز
