[ تحذيرات دولية من معركة الحديدة ]
أعربت ألمانيا عن قلقها من تداعيات العملية العسكرية التي تنفذها السعودية والإمارات في مدينة الحديدة اليمنية، في حين دعت فرنسا إلى "حل سياسي تفاوضي".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن حكومته تشعر بقلق شديد من التطورات الراهنة بالحديدة، وتتخوف من أن تفضي العمليات العسكرية الدائرة بهذه المدينة إلى حدوث تداعيات إنسانية خطيرة.
وأوضح أن هذه المخاوف يعززها اعتبار الحديدة بيئة حضرية مكتظة بالسكان، ووضعها بوصفها أهم ميناء للاستيراد في اليمن ومركزا رئيسيا لتوفير المساعدات الإنسانية لكل سكان هذه الدولة العربية المضطربة.
ولفت المتحدث باسم الخارجية الألمانية إلى أن الاشتباكات التي وقعت بجنوبي الحديدة في الشهور الأخيرة أدت لتفاقم الأزمة والمعاناة الإنسانية بهذه المنطقة، وأرغمت عشرات الآلاف من سكانها على الفرار منها.
وذكر أن الحكومة الألمانية تدعو كافة أطراف الصراع الدائر باليمن لتوفير حماية للسكان المدنيين، ومراعاة معاناة هؤلاء السكان بالامتثال الصارم للقانون الدولي الإنساني واحترام المبادئ الإنسانية.
من جهتها دعت فرنسا إلى "حل سياسي تفاوضي" في اليمن، بما في ذلك في الحديدة المرفأ الإستراتيجي الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تذكر بأنه وحده الحل السياسي التفاوضي بما في ذلك في الحديدة، سيسمح بوضع حد بشكل دائم للحرب في اليمن ووقف تدهور الوضع الأمني والإنساني في هذا البلد".
وأضاف البيان أن مرفأ الحديدة هو مدخل رئيسي إلى اليمن لنقل المواد التجارية والإغاثية إلى المدنيين، وأن الوضع الراهن على الأرض يجعلنا على قناعة بأن الأسرة الدولية تولي اهتماما خاصا لمسألة إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق دعا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث أطراف الصراع في اليمن إلى ضبط النفس وتجنيب مدنية الحديدة مواجهة عسكرية.
وقال غريفيث -في تغريدة عبر تويتر- إن التصعيد العسكري في الحديدة مقلق للغاية، وكذلك تأثيره على الصعيدين الإنساني والسياسي، وذلك بعد ساعات على انطلاق العملية العسكرية الحكومية لاستعادة المدينة.
وعلى الجانب الأميركي الداعم للتحالف العربي، وزع سبعة أعضاء في مجلس النواب الأميركي رسالة تدعو وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى المساعدة في منع أي عملية عسكرية في ميناء الحديدة. وجاء في الرسالة -التي وزعت لجمع توقيعات بقية أعضاء المجلس قبل إرسالها إلى وزير الدفاع- أن أي عملية عسكرية في هذا الميناء الرئيسي ستكون كارثية.
وكانت قوات سعودية وإماراتية بدأت اليوم عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية التي تدخل عبرها المساعدات إلى اليمن، متجاهلة النداءات الإنسانية التي حذرت من أي "معركة دموية في الحديدة وعواقبها الإنسانية المدمرة".