مأرب تثير الجدل في اليمن.. لماذا؟
- خاص الأحد, 23 ديسمبر, 2018 - 08:12 مساءً
مأرب تثير الجدل في اليمن.. لماذا؟

[ أفراد من الجيش الوطني في جبهة صرواح غربي مأرب ]

أثارت الأخبار الإعلامية المفبركة حول سقوط جبهة "صرواح" غربي مأرب بيد جماعة الحوثي جدلاً واسعاً في أوساط اليمنيين.
 
وتحدثت مصادر إعلامية محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- والرئيس السابق علي عبد الله صالح خلال الأيام القليلة الماضية عن سقوط صرواح بيد الحوثيين وتكبد قوات الجيش الوطني خسائر كبيرة، حسب زعمها.
 
ونشرت صحيفة الأيام -التي يملكها وكيل وزارة الإعلام المحسوب على الشرعية محمد هشام باشراحيل- في صدر صفحتها الأولى أن الحوثي أسقط 90% من مأرب.
 
وتأتي تلك الشائعات عقب زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر محافظة مأرب، الخميس الماضي، مبدياً إعجابه بما شاهده من نهضة تنموية وأمن واستقرار في المحافظة وحضور فاعل ومتميز لمؤسسات الدولة ودورها في تقديم الخدمات للمواطنين، مشيدا بنجاحات السلطة المحلية ومستوى أداء الأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار بالمحافظة. والتقى السفير الأمريكي بمحافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، مرحباً به في زيارته الثانية إلى مأرب.
  
واعتبر يمنيون أن هناك مطابخ إعلامية موالية للإمارات عمدت إلى نشر شائعة صرواح لتضليل الرأي العام عن الجرائم الفظيعة التي كشفتها الأجهزة الأمنية في تعز من مقابر جماعية ومخازن أسلحة ومعامل متفجرات في أحياء شرق مدينة تعز التي كانت خاضعة لسيطرة مسلحين متطرفين وعصابات اغتيالات كانت تعمل تحت مظلة كتائب "أبو العباس" المدعومة من الإمارات.
 
مطابخ احترافية
 
وفي السياق قال الصحفي علي الفقيه إن المطابخ الاحترافية صنعت زفة ضخمة اسمها "سقوط صرواح" للتغطية على الجرائم الفظيعة ولإشغال الناس عن ما تم كشفه من حقائق في محافظة تعز في مناطق واقعة تحت مظلة كتائب "أبو العباس" المدعومة من الإمارات.
 
وأضاف الفقيه: اليوم انتهت كذبة "سقوط صرواح" أيش معكم اليوم من زفة جديدة عشان ما أحد ينتبه لجرائمكم؟ وقال "لا تقلقوا القوا بأبسط كذبة ولديكم إلى جانب الذباب الإلكتروني آلاف الأغبياء سيتلقفونها ويدندنون حولها".
 
وتابع "أما صرواح فهي تعيش قتالاً يهدأ ويتحرك منذ حاولت جحافل الإمامة اتخاذها بوابة لمهاجمة مأرب في 2015 فالتهمت منهم الآلاف ولا تزال تذيقهم الموت كل يوم".
 
وزعم نشطاء محسوبون على الانتقالي الجنوبي في شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل إعلام تمولها الإمارات أن حزب الإصلاح سلم جبهة صرواح للحوثيين.
 
انتقام رخيص
 
من جانبه قال الطبيب والروائي اليمني مروان الغفوري إن إعلام الانتقام الرخيص، منح كل صرواح ومن خلفها مأرب للحوثيين. وأضاف: مررت بصفحات أشهر الناشطين الانتقاليين على تويتر فوجدتهم يرددون هذه الجملة بتنويعات خفيفة: سلم جيش الإخوان المسلمين صرواح للميليشيات الشيعية.
 
وتابع: تتحدث هذه الفئة من "الرهائن" عن شمال اليمن بوصفه مجرد خليط سام من "الشيعة والإخوان". وقال "يملك الحوثي قبضة شديدة البأس، هذه القبضة تتمثل في وجود هذا التفسخ والحمق على الجهة الأخرى، التفسخ والتهالك والخفة.. تلك هي قبضة الحوثيين الشرسة، وهي التي سبق أن ضرب بها في غير مكان وأصاب ربحاً، بإشارة منه إلى قيادات في الانتقالي الجنوبي.
 
وقال "ثمة رهائن آخرون، النسخة النجدية من الرهائن، سبق أن منحوا صرواح للحوثيين عندما كانوا أحلافاً، ثم عادوا وفعلوا الشيء نفسه بعد التوبة"، في إشارة منه إلى الموالين للرئيس السابق صالح.
 
مخبرون
 
من جهته قال الصحفي عدنان الجبرني إن من بدأ بإثارة الجدل حول صرواح ويروج لسقوطها هم مجموعة مخبرين سابقين من تركة الرئيس الراحل صالح التي فضلت الاستمرار مع "العم" المنتصر.
 
وأضاف: ثم يأتي بعد ذلك "الغيورين" من أعزائنا في عواصم المهجر ليستكملوا تمشيط صرواح وينجزوا المهمة بانفعال صادق وحريص، لكنه يقع فريسة المعلومة المخادعة، وربما هذا الاندفاع عائد إلى كم الإحباط الذي يراكمونه في ذهنياتهم بعناية من احراش وسائل التواصل وأبطالها من الهواة "المنصفين" في نقل المعلومات، بنظرهم العميق.
 
وتابع "في صرواح، حجم حُطام المعدات والآليات المدمرة للحوثي يوازي أكبر جبال صرواح، وخسائره البشرية فيها كما ونوعا تساوي كل ما خسره في حروب تمدده كلها".
 
قبح الشركاء
 
أما الصحفي والناشط السياسي مصطفى الجبزي فقال: "الحديث إعلاميا عن سقوط مأرب بيد الحوثي سقوط أخلاقي مريع لكنه ليس غير مسبوق". مضيفا "بهكذا سقوط أخلاقي سقطت عمليا المدن واحدة تلو الأخرى وانهارت الجمهورية بسبب قبح الشركاء وأدعياء الوطنية ومحاربي الفساد".
 
وأضاف الجبزي "ذهنية انتقام رخيصة باعت البلاد لإيران وأداته الرخيصة إقليميا حزب الله ومحليا الحوثي، تحريض على المدن اليمنية بلا استثناء وبث كراهية وتخادم مع الحوثي. نالت تعز نصيبها وكذلك مأرب".
 
تضليل
 
فيما الصحفي خليل العمري انتقد نشر وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية هشام باشراحيل خبرا في صدر صحيفته "الأيام" عن جبهة صرواح والتي قال إن الحوثي أسقط 90% من مأرب. وقال العمري "إذا كان هذا مسؤول حكومي يشتغل للحوثيين توجيه معنوي ويغدر بتضحيات الجيش كيف تشتوا تنتصروا؟".


 
وأضاف "مجموعة تافهين في الحكومة اليمنية"، وقال "مأرب هي معقل التاريخ ومنها انطلق قوس النصر الأول للتحالف والجيش الوطني".
 
مشاريع قذرة
 
وكذلك الإعلامي بشير الحارثي اتهم الجنوبيين المحسوبين على الإمارات بالترويج ونشر أخبار كاذبة ومظللة بسيطرة الحوثي على مأرب التي لم ولن تسقط عندما كان الحوثي في أوج قوته ويمتلك كل الأسلحة حتى الطيران حينها وصمدت مأرب وكسرت خشم الحوثي بفضل رجالها الأبطال أمثال اللواء الشهيد عبدالرب الشدادي ورفاقه والشيخ سلطان العرادة ورفاقه.
 
وقال الحارثي "هللوا وكبروا واحتفلوا بسقوط عمران ثم صنعاء وكل المحافظات في الشمال وكانوا يرددون دحابشة يروحوا ملح مالنا دخل، وكنا نتحدث ونقول يا جماعة يا إخواننا هذا الحوثي لا يفرق بين الشمال والجنوب.. الحوثي عدو اليمنيين جميعا لكنهم لم يفقهوا ولم يتعلموا الدرس حتى اجتاح الحوثي الجنوب ووصل إلى عدن وقتل ودمر وارتكب كل الجرائم".
 
وأضاف "اليوم يعاودون الكرة من جديد بعد فشل مشروعهم العنصري المناطقي وتحولهم إلى عبيد ومرتزقة لدى الحاكم الإماراتي".


التعليقات