أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مساء الأربعاء، استعداده لاستئناف أعماله في مدينة الحديدة، غربي اليمن، التي تشهد قتالا بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثيين، منذ منتصف العام الماضي.
يأتي ذلك بعد أن تمكن موظفو الأمم المتحدة من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، للمرة الأولى منذ سبتمبر/ أيلول 2018، بعد أن تسبب القتال الذي تصاعد في وقف العمل داخل المطاحن.
وتقع تلك المطاحن جنوبي الحديدة، على خطوط التماس بين الحوثيين والقوات الحكومية، وتسيطر عليها الأخيرة حاليا، فيما تستخدمها الأمم المتحدة منذ بدء الحرب لطحن القمح المقدم كمساعدات للمدنيين.
وتحوي مخازن المطاحن على 51 ألف طن متري من القمح، تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر واحد.
وقال المتحدث باسم البرنامج إرفيه فيروسيل ، إن فريقا مكلفا من البرنامج قد أكمل تقييمه الأول لحالة المطاحن ومخزون القمح.
وتابع بحسب مانقل موقع أخبار الأمم المتحدة "أرسلنا عينات من القمح إلى المختبرات لبحث جودته، وننتظر النتائج. القمح موبوء بالسوس، وهو شيء كنا تتوقعه، وسنكون في حاجة إلى إجراء عملية تطهير القمح".
وأضاف "لم نر أي دليل على حدوث ضرر بالماء للمخزون، وهو مؤشر جيد. وتبدو على الصوامع أدلة على حدوث أضرار بسبب القتال، غير أنه لا توجد بها أي أضرار هيكلية خطيرة".
وأشار فيروسيل إلى أن الفريق قد لاحظ وجود صومعة واحدة تحتوي على قمح تابع لبرنامج الأغذية تبدو عليها آثار أضرار خطيرة تسبب فيها الحريق الذي تعرضت له أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، دون أن يشير إلى أسباب الحريق.
وكانت الحكومة اليمنية اتهمت الحوثيين بقصف مخازن البرنامج ما أدى إلى اشتعال النيران.
ونقل المتحدث عن فريق التقييم أن "المولدات في مطاحن البحر الأحمر تبدو بحالة جيدة وتحتوي على قدر من الوقود وأن مرافق الطحن لم تصب بأضرار ولكنها تحتاج إلى تنظيف وتطهير شامل، وأن مستودع قطع الغيار أيضا لم يتأثر".
وشدد على حاجة البرنامج إلى الوصول المستمر إلى هذه المطاحن من أجل تعقيم القمح، ثم البدء في طحنه، والحاجة إلى ممرات آمنة لوصول موظفي البرنامج وعمال المطاحن إليها.
ووفق البرنامج فإن الجهد المطلوب سيستغرق عدة أسابيع إلى أن تعود المنشآت إلى عملها بشكل طبيعي.
وأعرب فيروسيل عن أمله في نجاح الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لضمان التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وقال إن كلا الطرفين يتحادثان حول "احتمال تجريد المنطقة من السلاح،" آملا في رؤية نتائج هذا الحوار على أرض الواقع.
ومن المتوقع أن تنفذ عملية انسحاب جزئي من مواقع المواجهات لقوات الحوثيين والقوات الحكومية، الخميس، وفق ما توصل له رئيس لجنة إعادة الانتشار وقائد فريق المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد.
ويأتي ذلك تطبيقا للمرحلة الأولى لاتفاق السويد بين الأطراف اليمنية حول الانسحاب من الحديدة.