[ تعتقل مليشيا الحوثي عشرة صحفيين منذ 4 أعوام ]
قالت منظمة العفو الدولية إن الاحتجاز التعسفي لعشرة صحفيين، لمدة تقرب من أربع سنوات على أيدي سلطات الأمر الواقع الحوثية، هو مؤشر قاتم للحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام في اليمن.
وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عنهم عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وقالت رشا محمد، الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية: "إن الاحتجاز غير القانوني المطول والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لهؤلاء الصحفيين العشرة إنما هو تذكير مروع بالمناخ الإعلامي القمعي الذي يواجهه الصحفيون في اليمن، ويبرز المخاطر التي يواجهونها على أيدي جميع أطراف النزاع".
وأضافت "فهؤلاء الرجال يُعاقبون بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير. وينبغي على سلطات الحوثيين، بحكم الأمر الواقع، إطلاق سراحهم فورا وإسقاط جميع التهم الموجهة إليهم. كما يجب السماح للصحفيين بالقيام بعملهم دون تعرضهم للمضايقة أو التخويف أو التهديد بالاعتقال التعسفي أو الاحتجاز المطول أو الملاحقة القضائية ".
بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على احتجازهم، في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وجهت للصحفيين تهم رسمية، بعد استجوابهم بحضور محاميهم، وأحيلت قضاياهم من جهاز الأمن السياسي إلى المحكمة الجزائية المتخصصة، وهي محكمة مخصصة تقليديا للقضايا المتعلقة بالإرهاب.
ووُجهت إليهم تهمة ارتكاب سلسلة من الجرائم، من بينها التجسس -التي يعاقب عليها بالإعدام في القانون الجنائي اليمني- ومساعدة التحالف بقيادة السعودية. ولم تبدأ محاكماتهم بعد، ومن غير الواضح متى ستعقد.
وكان بعض الصحفيين يعملون في وسائل الأخبار الإلكترونية التابعة للتجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب سياسي يعارض إدارة الأمر الواقع الحوثية.
وتحدثت منظمة العفو الدولية إلى أفراد من أسر الصحفيين الذين وصفوا عذابات الانفصال عن أحبائهم، والتأثير النفسي على أطفالهم الذين يكبرون بدون وجود الأب.
وقالت إحدى زوجات الصحفيين إنها كانت مترددة في اصطحاب ابنها الصغير لرؤية والده بانتظام لأنها كانت تشعر بالقلق من تعرضه للصدمة: "عندما يرى والده، يسأله فقط متى ستعود إلى المنزل معنا يا بابا؟ وبعد ذلك يمكنك أن ترى كيف كان والده يشعر بالألم".