اشتباكات الميناء.. هل تفجّر الأوضاع في سقطرى؟
- الجزيرة نت السبت, 22 يونيو, 2019 - 10:56 صباحاً
اشتباكات الميناء.. هل تفجّر الأوضاع في سقطرى؟

[ سفينة كانت تقل سيارات تابعة لقوات الحزام الأمني في ميناء سقطرى قبل اندلاع المواجهات (مواقع التواصل) ]

جولة جديدة من الصراع في جزيرة سقطرى اليمنية، بعد محاولة قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات السيطرة على ميناء الجزيرة مساء الثلاثاء، مما أدى لاندلاع مواجهات بينها وبين القوات الموالية للحكومة اليمنية.

 

أذكى الحادث فتيل التوتر في سقطرى الواقعة بالمحيط الهندي على خطوط الملاحة الدولية، ويخشى سكانها من دورة عنف جراء الانقسام، وهم الذين ألفوا العيش في دعة وهدوء، قبل أن تحل عليهم "لعنة الإمارات" كما يصفونها.

 

يقول سالم عبد المجيد وهو أحد سكان سقطرى، إن الوضع في الجزيرة بات مقلقا وقد ينفجر في أي لحظة.

 

ويضيف للجزيرة نت "كنا نعتقد أن مصير سقطرى سيكون مختلفا عن باقي المدن والمحافظات اليمنية، فالبعد الجغرافي للجزيرة سيحول دون تمدد القتال إليها، لكن الإمارات لا تزال تصر على أن يحل الدمار في كل اليمن".

 

السيطرة على الميناء

 

بدأ التوتر في سقطرى مع وصول ثلاثمئة جندي من قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات إلى سواحل الجزيرة في مايو/أيار الماضي، بعد أن تلقوا تدريبات في معسكرات عدن على يد ضباط إماراتيين.

 

مساء الثلاثاء الماضي، كان الوضع يسير في ميناء الجزيرة بصورة اعتيادية، قبل أن يصل قائد قوات الحزام الأمني عصام الشزابي بقوة مرافقة له إلى بوابة الميناء محاولا اقتحامه، بحجة تسلم سفينة تحمل سيارات تابعة لقواته.

 

يروى ضابط في قوات خفر السواحل للجزيرة نت تفاصيل الأحداث، ويقول إن الشزابي لم يكن يحمل تصريحا لدخول الميناء، وبعد محاولات منعه، وصلت تعزيزات كبيرة لقواته، وتحول الأمر إلى هجوم على الميناء للسيطرة عليه.

 

يضيف "أطلقت قوات الحزام النار على القوات القليلة التابعة لخفر السواحل، ووجهنا نداء لسلطات المحافظة في الجزيرة، وبعد لحظات وصلت قوات اللواء الأول مشاة بحري، وخاضت مواجهات مع قوات الحزام الأمني، وصدت الهجوم".

 

وأدت الاشتباكات إلى إصابة قائد قوات الحزام عصام الشزابي، لتنسحب قواته على الفور.

 

ورغم أن الأوضاع مستقرة في الميناء، لكن أسباب التوتر لا تزال باقية، إذ يقدر مراقبون الاشتباكات بأنها خطوة أولى في طريق الإمارات لسيطرة القوات الموالية لها على الميناء، وإحكام قبضتها الكاملة على جزيرة سقطرى.

 

حياد السعوديين

 

كانت سلطات المحافظ رمزي محروس -المتهمة من الموالين للإمارات بأنها حكم جماعة الإخوان المسلمين- تعوّل على الرفض السعودي للتمدد الإماراتي في سقطرى، غير أن القوات السعودية في الميناء بقيت على الحياد.

 

يقول مصدر رفيع في الحكومة اليمنية للجزيرة نت، مفضلا التكتم على هويته، إن الموقف السعودي كان حازما أمام التحركات الإماراتية في وقت سابق، قبل أن يتغير منذ أيام، مرجحا أن هناك تنسيقا بين الجانبين.

 

وذكر أنه "كان من المفترض تدخّل القوات السعودية، لكنها التزمت الحياد، في محاولة لتركيع المحافظ ومخالفة أوامره الصريحة، التي أكدت مرارا رفض أي مليشيات أو معسكرات خارج سيطرة الحكومة".

 

وعزا المصدر تبدّل الموقف السعودي إلى موقف المحافظ الصارم لأي أطماع سعودية أو إماراتية، ويقول "السعوديون يريدون محافظا يلبي أوامرهم مثل محافظ المهرة".

 

يستند المحافظ محروس على الدعم الشعبي من سكان الجزيرة، فلم يشارك الأربعاء في المظاهرة التي دعا إليها الموالون للإمارات إلا عدد قليل، معظمهم من جنود الحزام الأمني.

 

وتفسر المظاهرة التي سيّرها الموالون للإمارات في الجزيرة ضد المحافظ ووزير الثروة السمكية فهد كفاين الذي ينتمي لسقطرى، بأن حالة العداء والانقسام ستكون أعمق هذه المرة.

 

ووفق الضابط في ميناء الجزيرة، فإنه من غير المستبعد أن تعود قوات الحزام الأمني للسيطرة على الميناء، وأضاف "نتمنى ألا يحدث ذلك، لكن الانقسام الحاصل والتوتر ينذر بأزمة قد تكون الأشد على أبناء سقطرى".

 

من جهته، وصف رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى عبد الله آل عفرار الأحداث بـ"الفتنة التي لم يعهدها مجتمعنا المسالم وتهدد بتمزيق نسيجنا الاجتماعي الواحد".

 

واستبعد الناشط في جزيرة سقطرى محمد العقربي حدوث مواجهات في المرحلة الحالية، لأن قوات الحزام الأمني لا تزال لا تملك القوة والعدد الكافي لمواجهة القوات الحكومية، إلا في حال وصلت إليهم آليات وقوات عسكرية إضافية.

 

وقال للجزيرة نت "قوات الحزام ستتجه إلى إثارة الشغب وأعمال البلطجة وإقامة المظاهرات لخلخلة الوضع وإضفاء حالة من التوتر".

 

سيناريوهات

 

ويرى رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد أن الإمارات استغلت انشغال السعودية بالتصعيد الإيراني والحوثي، فأوعزت إلى مليشياتها للتحرك في سقطرى وشبوة، ولذا توقع ثلاثة سيناريوهات.

 

الأول يتمثل في تدخل السعودية لوقف التصعيد الإماراتي، وإتاحة الوضع للحكومة الشرعية القيام بمهامها في المناطق المحررة.

 

أما السيناريو الثاني فقد يتضمن تصعيد الإمارات عملياتها العسكرية النوعية، وقد تستخدم الطيران مع غض السعودية طرفها، تمهيدا لعزل الرئيس عبد ربه منصور هادي وإعلان حالة انتقالية مختلفة تقبل بمستجدات الأمر الواقع في صنعاء وعدن.

 

ووفق عبد السلام فإن السيناريو الثالث سيكون في مواجهة الحكومة مليشيات الإمارات في كل المناطق المحررة، لكن هذا الوضع قد يدفع الحوثي لاستغلال الوضع للتوسع وملء الفراغ من جديد.


التعليقات