[ المعلم فيصل سعد الريمي ]
حملت وزارة التربية والتعليم في الحكومة اليمنية، اليوم الجمعة، جماعة الحوثي مسؤولية مقتل المعلم فيصل سعد الريمي في إحدى مدارس أمانة العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين على يد ولي أمر أحد الطلاب.
وأكدت الوزارة أن "حادثة الاعتداء حتى الموت على المعلم فيصل سعد الريمي، يوم أمس، في أمانة العاصمة، لم تكن إلا مشهداً مختصراً لما آلت إليه أوضاع المعلم اليمني من تدهور مريع منذ انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية الدستورية باليمن في 21 سبتمبر 2014، حيث ركزت الجماعة منذ اليوم الأول لانقلابها على ضرب قطاع التربية والتعليم الذي يمثل المعلم عموده الفقري".
وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم الجمعة، إن "هذه الحادثة تأتي استمرارا للجرائم والاعتداءات التي تمارس ضد المعلمين في مدارس المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الإجرامية"، وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية.
وأدانت وزارة التربية والتعليم في بيانها حادثة مقتل المعلم الريمي في إحدى مدارس أمانة العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي على يد ولي أمر أحد الطلاب رجل الأعمال المدعو "ناصر جبران الفقيه".
وأشار البيان إلى أن حادثة الاعتداء حتى الموت على المعلم فيصل الريمي تضاف إلى رصيد جماعة الحوثي لانتهاكات حقوق المعلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها الذين يؤدون مهامهم في التعليم بدون رواتب منذ ثلاث سنوات، إلى جانب سرقة مخصصاتهم التي كانت قد تكفلت بها الأمم المتحدة من أجل عدم توقف العملية التعليمية.
وناشدت وزارة التربية والتعليم الرأي العام في صنعاء التحرك للضغط وإلقاء القبض على القاتل ومحاكمته محاكمة عادلة وإعادة الاعتبار للمعلم وللعملية التعليمة في الجمهورية التي عبثت بها جماعة الحوثي منذ قرابة خمسة أعوام.
ولفتت الوزارة إلى أنه في مطلع الشهر الجاري اعتدت الجماعة الحوثية على عدد من المعلمات والطالبات داخل إحدى المدارس الحكومية في محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرتها، حيث اقتحم قيادي حوثي (معين وكيلا للمحافظة) برفقة عشرات المسلحين مدرسة اللسواس للبنات في مدينة البيضاء مركز المحافظة، وقاموا بالاعتداء على المعلمات والطالبات بصورة وحشية.
وأشارت الوزارة إلى أن الجماعة الحوثية قامت بتعديل المناهج الدراسية على أساس مذهبي وطائفي وإدخال مادة جديدة إلى المناهج الدراسية هي مادة "السلوك" لتدريس سلوكهم المذهبي والطائفي، مشيرة إلى أن الجماعة الحوثية تستخدم التهم الجاهزة لمن يخالفهم من المعلمين أو يطالب بحقوقه.
وكانت نقابة المعلمين اليمنيين قد كشفت في تقرير لها في أغسطس الماضي عن مقتل أكثر من 1500 معلم ومعلمة على يد جماعة الحوثي، وتعرض 2400 من العاملين في القطاع التعليمي باليمن لإصابات نارية مختلفة، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.
ووثقت النقابة 32 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم جماعة الحوثي من منازلهم ومدارسهم، ولا يزالون مخفيين منذ سنوات، وكذلك قيام الجماعة الحوثية بهدم 44 منزلاً من منازل المعلمين في محافظات عدة.
ومنذ انقلاب الجماعة الحوثية ترك آلاف المعلمين اليمنيين منازلهم ومدارسهم ومناطقهم خوفا من بطش واضطهاد الجماعة، وأصبحوا بلا مأوى وبلا عمل.