جدل واسع إثر تعليق الصلاة بمساجد حضرموت والصوفيين يقولون "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" (رصد)
- خاص الثلاثاء, 24 مارس, 2020 - 10:03 مساءً
جدل واسع إثر تعليق الصلاة بمساجد حضرموت والصوفيين يقولون

[ تجمعات للصوفية بمناسبة الإسراء والمعراج في ظل تحذيرات من تفشي وباء كورونا ]

أثار تعميم وزارة الأوقاف والإرشاد بمنع إقامة الصلاة جماعة في المساجد وكذلك أداء صلاة الجمعة، بحجة الاحتراز من تفشي فيروس "كورونا"، جدلاً واسعاً بين أوساط المواطنين في محافظة حضرموت (شرقي اليمن).

 

وأقر التعميم "استمرار الجمعة مع الاكتفاء بالواجب من أركانها لنحو ربع ساعة وكذا استمرار أداء الجماعات مع ضابط فتح المساجد قبل الأذان بدقائق وإغلاقها بعد الفريضة والنافلة وتحديد ذلك بـ10 دقائق بين الأذان والإقامة".

 

وشدد القرار على إيقاف كافة التجمعات الأخرى من حلقات تحفيظ ومحاضرات ودروس وكذا التجمعات الدينية بمختلف أنواعها والاجتماعية والترفيهية والأسواق، إضافة إلى الاهتمام بنظافة المساجد وتعقيمها ومشاركة أهل كل حي في ذلك وكذا الملتقيات الشبابية التطوعية.

 

وتوالت ردود فعل متباينة بين مؤيد للقرار وآخر معارض بحجة إغلاق الأسواق والتجمعات الأخرى قبل منع الصلاة بالمساجد.

 

وذهبت السلطات المحلية بالمحافظة إلى ما اعتبره البعض الحل الوسط بين المؤيدين والمعارضين في اجتماع لها مع أصحاب الفضيلة العلماء.

 

واعتبر الناشط جمعان بن سعد أن نتائج اجتماع العلماء والدعاة مع السلطة المحلية "مفزعة" لا تنم عن أي فهم للوباء باعتبار "الحال يبقى على ما هو عليه ".

 

وتساءل عن كيفية تقليص خطبة الجمعة من نصف ساعة إلى ربع ساعة، إذا كان المعدي بالفيروس سينقله في ثانية واحدة، مضيفا "أين قاعدة: الحكم على الشيء فرع عن تصوره؟ هل تصورتم كيفية انتشار الفيروس؟".

 

وسخر بن سعد من مخرجات اللقاء مشبها ذلك بمبايعة تمت بين طرفين، تمت قسمة الفارق فيما بينهما، فريق يقول تبقى صلاة الجمعة كما هي نصف ساعة وفريق آخر يقول بل تتوقف، فتدخل الوسطاء ليكون الحل ألا تلغى تماماً ولا تبقى كما هي، واتفقتم على ربع ساعة كحل وسط بين الطرفين.

 

 

وأشار إلى أن المشكلة بالنسبة للعدوى هي في حضور مصاب واحد فقط للمسجد لينقل العدوى لعدد كبير من المصلين والعدد الكبير بدورهم سينقلونه إلى أعداد أخرى حتى يتفشى المرض لا قدر الله.

 

واستغرب الناشط الحضرمي من تحجج البعض بأن الصلاة في جماعة لم ترفع وقت الحرب والعدو متربص، فكيف نرفعها بسبب الخوف من المرض؟

 

وتابع قائلا إن الجمعة والجماعة ترفع بسبب المطر والخوف من الوحل، فكيف يرفعها الشرع خوفاً على الناس من أن تتسخ ملابسهم بالطين ولا ترفع بسبب الخوف من اتساخها بفيروس معدي وقد يتسبب بالوفاة؟

 

لامبالاة من المواطن

 

وتشهد مدن حضرموت حركة طبيعية للمواطنين في الأسواق العامة والتجمعات التجارية والأسواق علاوة على استمرار حلقات الذكر والدروس ببعض المساجد.

 

وفي مطلع الأسبوع الجاري، طالب محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني المواطنين بالمكوث بمنازلهم ضمن حزمة إجراءات احترازية لمواجهة جائحة فيروس كورونا.

 

وتوعد البحسني باتخاذ إجراءات صارمة إذا لم يتقيد الناس بتلك الإجراءات، مهددا بفرض حظر التجوال إذا استمر المواطن في الاستهتار بالأمر.

 

وحول قرار المحافظ بمطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم، لفت الإعلامي أشرف دومان إلى أن المكلا تشهد انقطاعا للتيار الكهربائي لأكثر من ست ساعات متواصلة.

 

وسخر بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من تطبيق القرار في ظل اجواء حارة تشهدها مدن ساحل حضرموت وعدم قدرة كبار السن والأطفال تحمل تلك الأجواء داخل منازلهم.

 

تجمعات للصوفية

 

وفي وادي حضرموت، ما زالت بعض المدن تقيم الاحتفالات الدينية الخاصة بذكرى الإسراء والمعراج والمتزامنة مع قرب زيارة قبر نبي الله هود التي تقام مطلع شهر شعبان من كل عام.

 

واتخذت السلطة المحلية قرارا بمنع إقامة الزيارة، كونها تشهد تجمعات كبيرة من الناس من بينها وافدون من عدد من الدول المجاورة وشرق آسيا.

 

لكن السلطة تتخوف من قلة الوعي لدى الناس وسلوك طرق أخرى للوصول إلى موقع الزيارة تتجاوز أي نقاط أمنية قد تستحدثها السلطات بالطرق الرسمية.

 

ولم يصدر من الجهات المنظمة للزيارة أي ردود بمنع الزيارة أو تأجيل طقوسها لوقت آخر.

 

في حين رصد بعض النشطاء صورا ومقاطع فيديو لاستمرار بعض طقوس الإسراء والمعراج.

 

وأقيم في مدينة تريم عصر أمس الاثنين أمام مقر السلطة المحلية بالمديرية احتفال حاشد بذكرى الإسراء والمعراج، الأمر الذي اعتبره عضو المجلس المحلي بمديرية تريم عمر باغريب تحدِ صارخ لقرارات السلطة المحلية بالوادي.

 

وقال "لا نعلم كيف يفكر هؤلاء القوم، فحالة واحدة كفيلة بجعل تريم بؤرة انتشار للفيروس بصورة غير مسبوقة".

 

بدوره دعا الناشط الإعلامي أمين بارفيد عقلاء الصوفية في تريم إلى أن يعوا حجم الخطر وتوقف المناسبات الدينية لحين انجلاء الخطر والغمة، مذكرا إياهم بإغلاق مسجد رسول الله وتعطيل العمرة والطواف حول الكعبة.

 

من جانبه الصحفي أمجد صبيح -في منشور على فيسبوك- اعتبر تلك الحشود استهتارا بكل القرارات، مضيفا "القصر أمامكم فيه مكتب المدير العام والسلطة المحلية ومن هذا القصر صدرت بعض القرارات التي تحد من التجمعات للوقاية من كورونا".

 

واستغرب صبيح من ذلك التحدي لتلك الفئة التي وصفها وكأنها "شعب الله المختار" ومناعتهم منزلة من المريخ، وفق تعبيره.

 

وتساءل في ختام منشوره بالقول: "كيف يقيمون عصر اليوم حفلا حضره الآلاف بذكرى الإسراء والمعراج؟ ألم يوصيكم الرسول بأنفسكم خيرا قبل كل شيء؟ لماذا الاستهتار بأرواحكم وأرواح من تحبون في ظل دولة غير مكترثة بكم ولا بصحتكم؟".

 

تكاتف مجتمعي

 

ونفذ عدد من الشباب بمحافظة حضرموت حملات توعية لتعميق ثقافة غسل اليدين بين الوقت والآخر والجلوس بالبيت عبر هاشتاق #قع_صمصوم_قعد_في_دارك .

 

بينما نفذت بعض الفرق التطوعية بالتعاون مع بعض الشركات التجارية توزيع المنظفات وأدوات التعقيم على المواطنين والعاملين الصحيين بعدد من المرافق الطبية.


التعليقات