سجل تقرير حقوقي جديد، ارتكاب الأطراف اليمنية، أكثر من 13 ألف جريمة وانتهاك بحق المسافرين العابرين من النقاط العسكرية المنتشرة بين منافذ المحافظات منذ بداية الصراع وحتى نهاية 2021م.
وقال تقرير صادر عن منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، حمل عنوان "نقاط الموت" إن إجمالي الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الصراع بحق المسافرين العابرين من النقاط العسكرية المنتشرة بين منافذ المحافظات بلغت 13574 حالة منذ بداية الصراع وحتى نهاية عام 2021م.
وطالبت رايتس رادار ومقرها أمستردام/هولندا، المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ، ممارسة المزيد من الضغوط على أطراف الحرب في اليمن بإيقاف أية انتهاكات تمارس بحق المسافرين العابرين من النقاط العسكرية المنتشرة بين منافذ المحافظات التي هي محل صراع أو مواجهات عسكرية.
ودعا التقرير، إلى سرعة رفع نقاط التفتيش والحواجز (غير المشروعة) بما في ذلك نقاط الجباية والمنافذ الجمركية المستحدثة من كآفة الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية ومداخل العواصم والمدن والأحياء السكنية، دون قيد أو شرط.
وبحسب تقرير المنظمة، فإن الحوادث والإنتهاكات التي تم رصدها في1352 نقطة وحاجز تفتش، وتنوعت ما بين القتل والإصابة والاعتداء الجسدي والاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب إضافة للنهب وفرض الإتاوات والإضرار بالممتلكات وتقييد حركة التنقل والعرقلة وكذلك نهب المعونات والمساعدات الإنسانية.
وتشير الأرقام المرصودة في التقرير "إلى ارتكاب 721 حالة قتل و1231 حالة إصابة واعتداء جسدي و3658 حالة اختطاف واخفاء وتعذيب، إضافة إلى 1401 حالة نهب وفرض جبايات وإتاوات وإضرار بممتلكات خاصة و6253 حالة تقييد حركة وتنقل و310 حالة عرقلة ونهب للمعونات والمساعدات الإنسانية".
وفقاً للتقرير، فإن محافظة البيضاء تصدرت قائمة المحافظات اليمنية الأكثر تضرراً من نقاط وحواجز التفتيش المستحدثة من قبل أطراف النزاع وذلك بواقع 2521 حالة انتهاكات بينها 94 حالة قتل و119 حالة إصابة واعتداء جسدي و915 حالة اختطاف واخفاء وتعذيب و180 حالة نهب وجباية غير قانونية وتضرر مركبات و1209 حالة تقييد لحرية الحركة والتنقل و4 حالة عرقلة وصول مساعدات.
تلتها محافظة تعز بـ 1580 انتهاكاً توزعت بين 117 حالة قتل و186 إصابة واعتداء جسدي و377 اختطاف واخفاء وتعذيب و154 تضرر لمركبات ونهب ومصادرة مقتنيات وفرض اتاوات و715 حالة تقييد لحرية الحركة والتنقل و31 عرقلة ونهب للمساعدات الإنسانية، ثم تأتي بعدها محافظة صنعاء بعدد 1313 حالة انتهاك منها 16 حالة قتل و40 حالة إصابة و446 اختطاف واخفاء وتعذيب و190 نهب وجباية واضرار و4 حالات نهب وعرقلة للمعونات.
واحتلت محافظة إب المرتبة الرابعة بـ 1288 انتهاكاً بينها 102 حالة قتل و97 إصابة واعتداء جسدي و283 اختطاف واخفاء قسري وتعذيب تعرض لها مدنيين أثناء عبورهم بنقاط وحواجز تفتيش مستحدثة فضلاً عن 603 حالة تقييد للحركة و58 حالة نهب ومصادرة للمساعدات.
ثم أعقبتها العاصمة المؤقتة عدن بـ 1144 انتهاكاً منها 77 حالة قتل و168 إصابة و308 اختطاف واخفاء وتعذيب، و122 حالة نهب وفرض اتاوات وتدمير مركبات و465 حالة تقييد حركة وتنقل و4 حالات نهب ومصادرة للمساعدات.
وتأتي محافظة ذمار في المرتبة السادسة بواقع 867 انتهاكاً تنوعت بين 20 حالة قتل و42 إصابة واعتداء جسدي و296 اختطاف واخفاء وتعذيب و86 حالة نهب وفرض اتاوات وإضرار بوسائل النقل و413 حالة تقييد لحرية الحركة و10 حالات عرقلة ونهب للمعونات.
ثم تلتها محافظة الحديدة بـ 718 انتهاكاً توزعت بين 19 حالة قتل و86 إصابة و128 اختطاف واخفاء وتعذيب، و297 تقييد لحرية الحركة والتنقل و121 حالة نهب وجباية غير قانونية وتدمير لمركبات و67 حالة إعاقة ومصادرة للمساعدات الإنسانية.
وجاءت محافظة لحج في المرتبة الثامنة بعدد 585 انتهاك توزعت بين 53 حالة قتل و76 حالة إصابة و154 حالة اختطاف واخفاء وتعذيب و52 حالة نهب وفرض إتاوات وتدمير لوسائل نقل مختلفة و246 حالة تقييد لحرية الحركة والتنقل و4 حالات مصادرة وعرقلة للمساعدات، لتأتي بعدها أمانة العاصمة بـ 494 انتهاكاً منها 23 حالة قتل و24 حالة إصابة و91 اختطاف واخفاء وتعذيب و106 نهب وجباية وإضرار بوسائل نقل و199 تقييد لحرية التنقل و54 حالة نهب وعرقلة للمعونات الإنسانية.
وفي المرتبة العاشرة، حلت محافظة الضالع التي سجلت نقاط وحواجز التفتيش فيها 412 انتهاكاً بحق مسافرين ومارة وسائقي مركبات بينها 37 حالة قتل و55 إصابة و68 اختطاف و35 نهب وجباية واضرار بوسائل النقل و215 حالة تقييد لحرية التنقل، بالإضافة لحالتي نهب وعرقلة وصول المساعدات.
وفيما يتعلق بالجهات المسؤولة عن انتهاك حق العبور والتنقل أشار التقرير إلى أن "جماعة الحوثي في المركز الأول بمسؤوليتها عن مقتل 553 مسافراً بينهم 59 طفلاً و26 امرأة و42 مسناً بالإضافة إلى 904 جريحاً بينهم 119 طفلاً و67 امرأة و40 مسناً ".
وأما ما يتعلق بضحايا الاختطاف والاحتجاز والاخفاء القسري فقد وثق فريق المنظمة 2901 حالة اختطاف واحتجاز تعرض لها مسافرون وسائقو وسائل نقل ومارة من نقاط وحواجز تفتيش تتبع جماعة الحوثي في جميع المحافظات التي شملها التقرير عدا حضرموت.
ومن بين المختطفين والمحتجزين 135 طفلاً و86 امرأة و108 مسنون، غالبيتهم اختطفوا من النقاط المنتشرة على طريق ذمار البيضاء والمؤدي إلى مأرب، وفقا التقرير.
وقالت المنظمة إنه "ثبت لفريقها بالدليل القاطع تورط نقاط وحواجز تفتيش تابعة لجماعة الحوثي باحتجاز 289 قافلة مساعدات إغاثية وإنسانية في 16 محافظة يمنية تتصدرها الحديدة تليها إب والعاصمة صنعاء ثم المحويت".
وأضافت أن "جماعة الحوثي قامت عبر نقاط وحواجز التفتيش التابعة لها بنهب ومصادرة 260 قافلة إغاثية بينها 160 شحنة محملة بالمواد الغذائية و38 شحنة أخرى تحتوي على مساعدات طبية ومحاليل ولقاحات خاصة بمرضى الكلى والسرطان ومكافحة الأوبئة المتفشية في عدد من المحافظات اليمنية بما في ذلك (الكوليرا، حمى الضنك، كوفيد-19)، إلى جانب 24 شحنة تضم مواد إيواء للنازحين و38 شحنة نفطية".
وجاءت المكونات العسكرية التي تشكلت في المناطق المحررة خارج إطار الدولة ولا تقع تحت إدارة وزارة الدفاع والداخلية في المركز الثاني من حيث المسؤولية عن انتهاك حق العبور والتنقل.
وتشمل هذه التشكيلات (ألوية الدعم والاسناد المنضوية ضمن قوات الحزام الأمني التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي" في محافظات (عدن، أبين، الضالع، لحج)، إضافة لقوات النخبة في محافظتي "حضرموت" و"شبوة" وكذلك القوات المدعومة من الإمارات في الساحل الغربي جنوب الحديدة وغرب تعز.
وبينت المنظمة أن هذه التشكيلات مسؤولة "عن تعرض 666 مدنياً للاختطاف والاحتجاز مورس التعذيب بحق 25 منهم، بينهم 19 مسناً و20 طفلاً و5 نساء".
وأشار التقرير إلى مسؤولية "هذه التشكيلات عن 866 حالة تقييد لحرية الحركة والتنقل في مناطق سيطرة الحكومة وذلك باستحداث 102 نقطة تفتيش وحاجز أمني، ومنع 764 مسافراً من الدخول إلى المحافظات الجنوبية وبعض المناطق الشمالية التي تحت سيطرتها".
وفي المركز الثالث حلت التنظيمات المتشددة المحسوبة على تنظيم القاعدة بجزيرة العرب أو تنظيم الدولة الإسلامية بارتكابها 458 انتهاكاً في نقاط وحواجز التفتيش التابعة لها، وحلت الحكومة الشرعية الرابعة في قائمة المنتهكين، وذلك بمسؤولية القوات الأمنية والعسكرية الحكومية عن 369 انتهاكاً في 11 محافظة يمنية.