[ سيتم تنفيذ خطة الإنقاذ على مرحلتين لمدة 18 شهراً (فرانس برس) ]
يقترب اليمن من طي صفحة "ناقلة صافر" وخطر التداعيات الكارثية على الملاحة والبيئة البحرية، بعد التطور بالغ الأهمية كما وصفته الأمم المتحدة، المتمثل بتوقيع اتفاقية لتأمين شراء "ناقلة نفط خام كبيرة جداً" بديلة سيتم استخدامها لتفريغ أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة العملاقة المتهالكة صافر، الراسية قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر.
ويعتبر ذلك أول خطوة لتنفيذ الاتفاق المبرم بين الأطراف اليمنية بإشراف أممي في مايو/ أيار من العام الماضي 2022، والتوصل إلى خطة للتصدي لانهيار خزان صافر بتكلفة نحو 140 مليون دولار سيتم تنفيذها على مرحلتين لمدة 18 شهراً.
كما تأتي هذه الخطوة كجزء من العملية التي تنسقها الأمم المتحدة لتفادي تسرب نفطي كارثي يهدد بوقوع أزمة إنسانية وبيئية واسعة، بالمقابل تؤكد المنظمة الأممية أنه لا تزال هناك حاجة ماسة إلى التمويل لإكمال إزالة النفط بشكل آمن من الناقلة صافر.
وقالت مصادر حكومية مطلعة، فضلت عدم الإشارة إلى هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن هناك إجراءات فنية وتنفيذية ولوجستية ولوائح قانونية التي تم البت فيها قبل التوافق على تنفيذ الخطة الأممية بحيث تراعي مختلف الجوانب المتعلقة بعملية سحب كميات النفط الخام لكي تجري بطريقة آمنة تمنع حدوث أي تسرب.
وشكلت السفينة العائمة "صافر" خطراً كبيراً على اليمن منذ بدء الحرب في البلاد عام 2015، وقلقاً أممياً ودولياً مع تراجع حركة الصيد وتضرر مئات الصيادين في مناطق حيوية بالقرب من المنطقة التي يرسو عليها الخزان العائم، إضافة إلى التهديدات التي شكلها على سواحل البحر الأحمر، ومن ظهور التأثير الاقتصادي لتعطّل الشحن في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
ويؤكد أستاذ العلوم البحرية في جامعة الحديدة شمال غرب اليمن عمر فاضل، لـ"العربي الجديد"، أهمية هذه الخطوة التي تمثلت بشراء ناقلة جديدة في عملية معقدة ومحفوفة بالمخاطر وفق تعبيره، لنقل النفط الخام من داخل خزان صافر.
ويشير فاضل إلى نقطة مهمة في هذا الصدد تتعلق بوضعية الخزان الخطيرة نظراً لتهالكه وتقادمه.
وتنبع المخاوف المحلية والدولية من ظروف البيئة البحرية في هذه السواحل اليمنية باعتبارها عرضة للرياح الموسمية والعواصف البحرية والتي قد تشكل تهديداً يساهم في تسريع انتشار الأضرار ووصولها إلى أبعد مدى.
ويلفت الخبير في العلوم البحرية سفيان الخليدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى تسارع عملية تحلل الناقلة صافر في آخر ثلاثة أعوام على وجه التحديد بعد تقادمها وانتهاء عمرها الافتراضي منذ ما قبل عام 2015، في الوقت الذي تحتوي على أضعاف كمية النفط المنسكبة من الناقلة الشهيرة "إكسون فالديز".
ويدعو محمود وهبان، مسؤول جمعية متخصصة في الإنتاج السمكي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى ضرورة تخصيص جزء من الدعم المقدم لمعالجة "خزان صافر" لتعويض الصيادين المتضررين من تبعات وضعيته المتدهورة والتي أثرت على مساحة اصطياد مهمة في سواحل البحر الأحمر بالذات في المنطقة الممتدة على طول ساحل الصليف ورأس عيسى.