بدأ حجاج بيت الله الحرام، مع غروب شمس اليوم الثلاثاء، الإفاضة إلى مزدلفة بعد أن قضوا نهارهم على صعيد عرفات وأدوا الركن الأعظم للحج. ويبيت الحجاج ليلتهم في مزدلفة قبل أن يتوجهوا إلى منى لرمي جمرة العقبة في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وبعد وصولهم إلى مزدلفة يصلي الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويقضون الليل قبل أن يتوجهوا صباحا إلى منى لرمي جمرة العقبة، علما بأن أصحاب الأعذار يمكنهم الاكتفاء بقضاء جزء من الليل في مزدلفة.
وعندما يصلون إلى منى الأربعاء أول أيام عيد الأضحى سيكون على الحجاج رمي جمرة العقبة الكبرى ثم الحلق أو التقصير وذبح الهدي، وهو ما يعني التحلل الأصغر من الإحرام، ثم يتوجهون إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، يتحلل بعده الحجاج تحللا أكبر ثم يسعون بين الصفا والمروة.
وكان الحجاج قد قضوا يومهم بصعيد عرفات، وأدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة بعرفات، بعد أن استمعوا إلى خطبة ألقاها عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، الذي قال في خطبته إن مما تتابعت النصوص (الشرعية) على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف.
وأضاف خطيب مسجد نمرة أن الشريعة نهت عن الانسياق خلف الحملات التي تحث على تفرقة الصف، داعيا المسلمين إلى تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده.
ويقضي الحجيج ليالي التشريق في منى (11 و12 و13 ذي الحجة)، وينشغل الحجاج في تلك الأيام برمي الجمرات الصغرى والوسطى ثم الكبرى، وهي أيام ذكر وشكر لله كما ورد في القرآن الكريم، ثم تختتم مناسك الحج بطواف الوداع الذي يحرصون على أن يكون آخر ما يفعلونه في مكة المكرمة.
وقال وزير الحج والعمرة السعودي توفيق بن فوزان الربيعة في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، داخل مخيم الوزارة في مشعر عرفات إن خطة تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات قد تكللت بالنجاح، مبينا أن عدد الحجاج في حج هذا العام بلغ مليونا و845 ألف حاج، قدموا من أكثر من 150 دولة.
وذكرت الهيئة العامة للإحصاء السعودية اليوم الثلاثاء أن من بين حجاج هذا العام، بلغ عدد حجاج الداخل 184 ألفا و130 حاجا من المواطنين السعوديين ومن المقيمين بالمملكة.
وأوضحت الهيئة أن عدد الحجاج القادمين من الدول العربية بلغ 21% من إجمالي الحجاج، وأما حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية فقد بلغت أعدادهم نسبة 63.5% من إجمالي أعداد ضيوف الرحمن، بينما بلغ عدد حجاج الدول الأفريقية عدا الدول العربية 13.4%، في حين بلغ عدد حجاج دول أوروبا وأميركا وأستراليا والدول الأخرى 2.1%.
وأما عن طرق قدوم الحجاج من خارج المملكة، فقد وصل أزيد من مليون و593 ألفا عن طريق المنافذ الجوية، بينما وصل 60 ألفا و813 حاجا عن طريق المنافذ البرية، في حين وصل عن طريق المنافذ البحرية 6 آلاف و831 حاجا.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنه نيابة عن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وصل ولي عهده الأمير محمد بن سلمان اليوم الثلاثاء إلى منى ليشرف على ما يقدم لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وأمان.
تجدر الإشارة إلى أن حج هذا العام هو أول حج بعد رفع كل القيود التي كانت مفروضة لمواجهة جائحة كورونا، وهي التي تسببت في تقليص عدد الحجاج بشدة في الأعوام القليلة الماضية.