[ الرئيس الروسي ]
تحت عنوان "كيف مهد بوتين الطريق لمحادثاته مع أوباما بشأن سوريا؟"، ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قضى أسابيع في الاستعداد – دبلوماسيا وعسكريا – لمحادثاته مع نظيره الأمريكي باراك أوباما.
وسردت المجلة أن بوتين يرغب في نقل تعبير "لقد قلت لك ذلك" لأوباما، أثناء لقائهما المرتقب، غدا الإثنين، على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكان آخر لقاء ضم بوتين وأوباما قبل عامين، خلال قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في شمال أيرلندا في يونيو 2013، وحينها تعارض الرئيسان حول كيفية إنهاء الحرب الأهلية في سوريا.
وخلال لقاء هذه المرة في نيويورك، تظل سوريا هي الموضوع الرئيسي للمناقشة، غير أن بوتين سيكون مجهزا بشكل أفضل لتوصيل وجهة نظره إلى أوباما.
منذ اندلاع النزاع السوري في عام 2011، حذر الرئيس الروسي الغرب مرارا وتكرارا من حماقة دعم المعارضة في سوريا ضد دكتاتورية الرئيس بشار الأسد.
وفسرت حالة الفوضى والعنف على مدى العامين الماضيين في سوريا تحذيرات بوتين؛ فقد شهد العالم محاولات فاشلة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لتسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، حتى تكون قادرة على الإطاحة بنظام الأسد.
وفي الوقت ذاته، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الخلافة التي تمتد عبر مساحات شاسعة من الأراضي السورية، حتى غمر اللاجئون الفارون من وحشية الصراع السوري العديد من البلدان الأوروبية والشرق أوسطية.
ومن المقرر أن يقترح الرئيس الروسي - خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، غدا الاثنين، التي يلقيها لأول مرة منذ عشر سنوات – مسارين متوازيين: الأول، هو أنه يريد دعم الأمم المتحدة للتدخل العسكري في سوريا، وهذا يتضمن السماح بما يدعو إليه بوتين لتشكيل "تحالفا دوليا" من القوى – والتي من المرجح أن تشمل روسيا والولايات المتحدة وإيران وغيرها – للعمل سويا من أجل هزيمة داعش.
والثاني، وربما يكون أكثر جدلا لأمريكا وحلفائها، يريد بوتين أن يلعب نظام الأسد دورا في هذا التحالف، وبالتالي يبقى في السلطة على الأقل حتى تصبح سوريا مستقرة بشكل كاف، وبعدها يتم التفاوض على تغيير القيادة.
لعدة أسابيع، وحتى قبل تحديد موعد محادثاته مع أوباما، كان بوتين منشغلا بتنفيذ المراحل الأولى من خطته، فتم نشر مجموعة كبيرة من الدبابات والطائرات الحربية والقوات حول معقل الأسد في غرب سوريا، وكل هذا يساعد بوتين في طرح اقتراحه غدا الاثنين باعتباره أمرا واقعا: فمع أو بدون موافقة الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، تصعد روسيا بالفعل تدخلها العسكري في سوريا لدعم الأسد ومساندته في محاربة الفصائل المعارضة.
وسيتعين على أوباما تقرير إذا ما كان سيوافق على التدخل العسكري في سوريا أم لا، وإذا أبدى موافقته، فبأي شروط؟ والشيء الأصعب بالنسبة لأوباما هو مساعدة الأسد، الذي ارتكبت قواته أعمال عنف فظيعة وبشعة واسعة النطاق بحق المدنيين، لكن على مدى الأسابيع القليلة الماضية، توصل بعض مساعدي أوباما السابقين وأقرب حلفائه إلى فكرة أن قوات الأسد ستكون ضرورية لأي حل للنزاع السوري.
والآن، إذا تمكن الرئيس الروسي من الحصول على موافقة أوباما على اقتراحه، فإنه سيشكل واحدا من أعظم الانتصارات الدبلوماسية لبوتين خلال فترة ولايته التي استمرت 15 عاما، وسيكون دور روسيا الحاسم في شؤون الشرق الأوسط أكثر وضوحا من أي وقت مضى منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، كما يخفف ذلك من عزلة روسيا الدبلوماسية الناجمة عن التوغل العسكري في شبه جزيرة القرم الأوكرانية العام الماضي.
وإذا شارك الجيش الروسي في التحالف مع الغرب في سوريا، فإن بوتين سوف يتمتع بالكثير من النفوذ السياسي، بما يدفع الغرب لرفع العقوبات المفروضة على بلاده جراء التدخل في أوكرانيا.