5 أيام على جنيف 2 اليمني
- فارس الجلال (العربي الجديد) الخميس, 10 ديسمبر, 2015 - 10:22 صباحاً
5 أيام على جنيف 2 اليمني

5 أيام فقط باتت تفصل عن الموعد المعلن لانطلاق محادثات جنيف 2 اليمنية برعاية أممية، وبدء سريان وقف مشروط لإطلاق النار المقترح من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لمدة 7 أيام، فيما تستمر المواجهات الميدانية في مختلف الجبهات، فضلاً عن محاولات ضبط الأوضاع الأمنية في المدن المحررة من مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وتحديداً في عدن التي هزّها أمس انفجار استهدف كنيسة.
 
وفيما عاد وفد الحوثيين الذي كان يتواجد منذ أيام في مسقط للاجتماع بممثل الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى العاصمة اليمنية صنعاء بهدف إجراء مشاورات داخلية قبيل انطلاق محادثات جنيف، تصاعدت المطالبات بضرورة الضغط من قبل الشرعية للإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع قبيل ذهاب وفد الشرعية إلى سويسرا. وبالتزامن لا يتردد البعض في الإعراب عن عدم تفاؤله من إمكانية إحراز تقدم في أي مفاوضات طالما هناك غياب للثقة وإصرار على سعي كل طرف لحسم المعركة عسكرياً لصالحه.
 
وكان الرئيس اليمني واضحاً في التأكيد على أن وقف إطلاق النار المقترح من قبله مشروط وقابل للتمديد. وهو ما أعاد نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، عبدالله العليمي، توضيحه في حديث لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها الشرعية، بقوله إن "هذا كله مرهون بمدى التزام المليشيات الانقلابية بوقف إطلاق النار ووقف عدوانها وتحركاتها العسكرية واستهداف المدن وإتاحة الفرصة للإغاثة الإنسانية العاجلة بالوصول الى المحافظات المحاصرة ولا سيما محافظة تعز". ولفت إلى أن "وقف إطلاق النار قابل للتجديد والتمديد تلقائياً إن تقدمت المليشيات بطريقة إيجابية في بناء الثقة من خلال الإفراج عن كافة المعتقلين والتوقف عن أي أعمال تقوض وقف إطلاق النار".
 
في غضون ذلك، واجهت القيادة الجديدة التي تتولى إدارة عدن أمنياً وسياسياً، بعد اختيار الرئيس اليمني لكل من عيدروس الزبيدي محافظاً للمدينة وشلال علي شائع مديراً لأمنها، أول حادث أمني منذ تسلمها مهامها أول من أمس عقب تفجير مسلحين ملثمين لكنيسة كاثوليكية في منطقة حافون بين المعلا والتواهي في عدن. وقد تفقد شائع مكان الانفجار وسط مطالبات بسرعة الحسم وضبط الأوضاع الأمنية في المدينة. وفي السياق، تشير مصادر تحدثت لـ "العربي الجديد" إلى أن "قيادة محافظة عدن بدأت إعداد خطة أمنية لوقف الاستهدافات الأمنية، والدفع بالمزيد من قوات التي كان يقودها الزبيدي وشائع".
 
بموازاة ذلك، ترتفع الأصوات التي تطالب هادي بضرورة إجراء تغييرات سريعة في قيادة محافظتي أبين ولحج، وتفعيل دور السلطات المحلية فيهما حتى لا تتحولان إلى أكبر تهديد للعاصمة المؤقتة، ولا سيما أن لحج تعد البوابة الشمالية والغربية لعدن، فيما تعد أبين بوابتها الشرقية. وتصاعدت هذه المطالبات بعد عودة تحركات القاعدة في أبين. وفي السياق، تؤكد مصادر حكومية تحدثت لـ "العربي الجديد" أن محافظتي لحج وأبين وضعت لهما خطط أيضاً وسيتم إجراء تغييرات عسكرية وأمنية وإدارية فيهما.
 
ميدانياً، تحشد جميع الأطراف المزيد من عتادها وجنودها إلى مختلف الجبهات قبيل انطلاق محادثات جنيف 2. وتشهد الجبهات في شرق اليمن في الجوف وشمال غرب مأرب تقدماً ملحوظاً لـ"المقاومة" والجيش الوطني، ولا سيما بعد أنباء عن السيطرة على معسكر "لبنات" في الجوف، من قبل قوات الشرعية بعد هجوم من جهات عدة، فيما قتل خلال المواجهات المتحدث باسم المقاومة في الجوف، حميد زيد عافية.
 
ويُعد يوم أمس من أكثر الأيام التي تتمكن فيها "المقاومة" والجيش الوطني، من إحراز تقدم كبير في مختلف الجبهات في المحافظة، من خلال سيطرتها على بعض المواقع والجبال. وتقترب المقاومة في مأرب من مفرق الجوف - مأرب - صنعاء، وهو مفرق استراتيجي، تفضي السيطرة عليه إلى إيقاف خط الإمداد الرئيسي للمليشيات، وفقاً لما يؤكده مصدر عسكري تحدث لـ "العربي الجديد". كذلك تتواصل المعارك جنوب وشرق وغرب تعز وعمليات كر وفر مستمرة منذ أسبوع، ولا سيما في منطقة الشريجة جنوب تعز بحدودها مع لحج، وسط تحليق كثيف لطائرات التحالف العربي فوق الشريجة.


التعليقات