تَعرف على عادات وتقاليد "سبوع المولود" في تعز
- خاص الإثنين, 17 ديسمبر, 2018 - 07:36 مساءً
تَعرف على عادات وتقاليد

[ عادات وتقاليد متوارثة للاحتفال باليوم الأربعين للمواليد في اليمن ]

تختلف العادات والتقاليد المرتبطة بالمواليد في اليمن من محافظة لأخرى، لتكشف حجم التنوع الثقافي في هذا البلد العريق الذي ما زال يحتفظ مواطنوه بكثير من تراثهم برغم الأوضاع المختلفة الصعبة التي فرضتها الحرب.
 
من أبرز تلك العادات هي الاحتفال بيوم "الأربعين"، والذي يأتي بعد "السابع" أي اليوم السابع في حياة الطفل، الذي يتم فيه ختان المولود إن كان ذكرا، فضلا عن ذبح عقيقتين له وواحدة للأنثى.
 
هذه المناسبة تأتي بعد أن يكون الطفل قد بلغ أربعين يوما، وهي احتفال بالأم ومولودها، يتم التحضير له بشكل بسيط حاليا، بدءا من دعوة بعض الأقرباء للحضور عصرا لتناول الأطعمة المختلفة التي يتم تحضيرها كالكيك والكعك وبعض الوجبات الخفيفة الأخرى والمشروبات الساخنة والباردة.
 
كما تحرص الأم على لبس ثياب أنيقة، وغالبا ما يتم كذلك شراء ملابس جديدة للمولود، ويلتقط بعض الأهل الصور لهما، كما يتلقى بعض المواليد بعض الهدايا كالملابس والألعاب.
 
تلك هي طريقة الاحتفال حاليا بتعز، أما قبل ذلك، فكان يتم وضع الجنبية قرب المولود وكذلك المسدس (سلاح)، ليكون شجاعا، ثم يجعلونه يمسك بالدفتر والقلم، ويخبرونه أنه يجب عليه أن يكبر ويجتهد ويذاكر كثيرا لأنهم يريدون منه أي يكون طبيبا أو مهندسا وغيره.
 
كما يتم أخذ السمن البلدي ويتم سكبه على كف الطفل حتى كوعه، ثم يتطوع أحد الحاضرين ولا بد أن يكون معروفا بكرمه، ويقوم بلحس تلك المادة من فوق المولود، ليكون سخيا حين يكبر كما يعتقدون.
 
كما يتم إحضار حبل صغير من الملابس ويوضع عليه سبع ودع (نوع من أنواع الصدف)، ثم يضاف إلى جانبها قطعة قماش يتم ملؤها بكثير من حبة البركة (الحبة السوداء)، وكثير من أنواع النباتات العطرية الشائعة في اليمن (كالريحان والحمُحم والشذاب)، تجعل رائحة الطفل جميلة.
 
ويظل ذلك معلقا عليه حتى بلوغه 9 أشهر، فقط يتم بين حين وآخر تغيير النباتات العطرية بعد أن تكون قد جفت، ويعتقد الأهالي أن ذلك يجعل المولود مشدودا ولا تتأذى عنقه، ويحميه من الأرواح الشريرة.
 
بالنسبة للثياب، فترتدي الأم ملابسها المعتادة أو جديدة، وكذلك الطفل، لكن غالبا ما يكون تم شراؤها احتفالا بهذه المناسبة وتعبيرا عن السعادة بالمولود.
 
تقول كريمة علي دهمش إنهم يحرصون على الاحتفال بالأربعين لكل أطفال عائلتهم، تعبيرا عن الفرحة بالمولود وسلامته مع أمه.
 
وأضافت لـ"الموقع بوست": "نحن نتمسك بهذه العادات البسيطة حاليا مقارنة بقبل عقود من الزمن، فهي فرصة بالنسبة للكثيرين للعيش بعيدا عن أجواء الحرب، برغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية".
 
بينما تختلف معها ميمونة القدسي التي ذكرت أن الاحتفال ليس ضروريا بالنسبة لكثير من الأسر خاصة في هذه الظروف، ويصعب على كثير منهم حتى شراء ملابس خاصة بيوم الأربعين للمولود.
 
وأشارت لـ"الموقع بوست" إلى أن الأسر الكبيرة التي أصبح لديها الكثير من الأطفال، غالبا تقوم بالاحتفال بمثل هذه المناسبة فقط لأول مولود، ثم تهمل هذا الأمر بعد ذلك، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على يوم "السابع".
 
واستطردت "أباؤنا وأمهاتنا كانوا أكثر اهتماما بمثل هذه العادات في المناسبات، برغم أن أوضاعهم جيدة كثيرا، وكانت حياتهم بسيطة للغاية، بعكس الوقت الحاضر فكثير من الأسر لا توليه أي اهتمام".
 
وقبل يوم "الأربعين" تقوم النساء بزيارة الأم للاطمئنان عليها والمولود، وتقديم النصائح لها من أجل أن تتحسن صحتها ورضيعها.


التعليقات