النساء الوسيلة الوحيدة لتهريب المواد الاساسية
منفذ الدحي.. شهادات حية تتحدث عن مواقف الاذلال والامتهان لسكان تعز (استطلاع خاص)
- تعز - وئام عبدالملك الثلاثاء, 16 فبراير, 2016 - 11:52 صباحاً
منفذ الدحي.. شهادات حية تتحدث عن مواقف الاذلال والامتهان لسكان تعز  (استطلاع خاص)

[ مواطنون في تعز ينتظرون سماح الحوثيين لهم بالمرور من منفذ الدحي ]

خرجت أم محمد نبيل من منزلها الكائن في حي" المسبح" في تعز، في السابعة صباحا، طرقت منزل جارتها، وأودعت طفلها الرضيع وابنها الذي ما زال في الرابعة من عمره لدى جارتها، وذهبت وزوجها لإحضار بعض الحاجيات للبقالة، التي هي مصدر رزقهم.
 
قبل أن تذهب كانت أم محمد قد وعدت جارتها، بأنها ستعود خلال وقت قصير، لكن ذلك لم يحدث، وحلّ الليل ومازالت جارة أم محمد تنتظر عودة الأم والزوج.
 
تقول" بسمة" في حديثها مع (الموقع): " لم يمر يوما بحياتي عصيبا كذلك اليوم، إذ كنت مضطرة لأن أعتني بأطفال جارتي، وكان ذلك صعبا للغاية، فابنها الرضيع كان بحاجة إلى أمه، ولم أتمكن من السيطرة عليه، وبقيت في حالة قلق كبير، خوفا على حياتهم، إذ كان من الصعب عليّ التواصل معهم، لأنهم لم يأخذوا أي تلفون، خوفا من مصادرته في" الدحي"".
 
وتتابع وقد انفرجت أسارير وجهها:" عادت جارتي في الحادية عشرة مساء، بعد أن سمح الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، بفتح المنفذ، الذي أغلقوه منذ الصباح".
 
النساء وسيلة للتهريب
 
أبو محمد نبيل كغيره من المدنيين في تعز، الذي يطلبون مساعدة النساء في المنفذ، ليتمكنوا من إدخال بعض الحاجيات، فالمليشيا هناك، كانت غالبا ما تسمح بدخول النساء فقط ومعهن بعض الحاجيات الضرورية، وبكميات قليلة، أما الرجال فلا تسمح لهم بذلك، إلا في بعض المرات القليلة.
 
أصبحت مهنة" تهريب الحياة" وسيلة بعض النساء اللائي دفعت بهن الحاجة، إلى العمل، وإن كانت من خلال أعمال شاقة.
 
عن ذلك يقول فؤاد إسماعيل لـ(الموقع):" منعني الحوثيين من إدخال بطارية لسيارتي، فدفعت ألف ريال إلى إحدى النساء هناك، وأدخلتها لي عبر المنفذ".
 
وأضاف بألم:" كانت البطارية ثقيلة الوزن، فأشفقت على تلك المرأة، لكن ممارسات الحوثيين هي من تجبرنا على ذلك".
 
كما يستعين بعض الرجال في تعز بالنساء المتواجدات هناك، ليعبروا المنفذ ويدخلوا المدينة، إذ يدفعوا مبلغا زهيدا من المال لإحداهن، لتقول في نقطة التفتيش بأن الرجل الذي برفقتها، هو أخ لها أو زوج أو قريب، وبعد التفتيش يسمحوا لهم بالعبور.
 
لكن يحدث في بعض المرات، أن تنسى المرأة الاسم الكامل للرجل الذي ستقول أمام المليشيا في النقطة بأنه قريب لها، وعند مطابقة الحوثيين للاسم الذي تذكره المرأة، وبطاقة الرجل، يتم منع الرجل من الدخول، وربما سجنه لساعات".
 
ويحدث أيضا أن تستعين النساء بالرجال هناك، فمقابل مساعدتهم وإدخالهم عبر المنفذ، يحمل لهن الرجال حاجياتهن، ويمروا معا بسلام.
 
مضايقة النساء
 
بعد أن تزايد أعداد النساء العاملات في التهريب في منفذ" الدحي"، تزايدت حالات الاعتداء اللفظي وحتى الجسدي أثناء التفتيش، على النساء، إذ ذكرت لـ(الموقع) إحدى النساء العاملات هناك والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أنها" تعرضت أكثر من مرة لمضايقات لفظية وحتى جسدية بحجة التفتيش، من قبل المليشيا المتواجدين في نقطة التفتيش".
 
قنص المدنيين
 
في منفذ الدحي الذي أصبح يسمى" معبر الموت"، لأن جميع من يمروا من خلاله يعرفون بأنهم قد يموتوا في أي لحظة، إذ يتم إطلاق النار على المدنيين هناك بين وقت وآخر؛ لتخويفهم وإذلالهم، كما يتعرض الناس من وقت لآخر، للقنص وبشكل مباشر.
 
فأصبح ذلك المنفذ خطيرا للغاية، ويمر الناس من خلاله للضرورة القصوى، إذ يفضل البعض عدم مغادرة المدينة ومهما كانت الظروف، حتى لا يمروا من خلال معبر الموت والإذلال.
 
الدحي
 
المدينة التي تمتلك أربعة منافذ، عمل الحوثيون بشتى الطرق لإحكام السيطرة على كل تلك المنافذ، منذ بداية الحرب في المدينة أواخر مارس 2015، فأغلقوا الثلاثة المنافذ، وأبقوا على منفذ وحيد يقع تحت سيطرتهم وهو المنفذ الغربي للمدينة" الدحي"، الذي يسمحون فيه في بعض المرات للمواطنين بالمرور من خلاله.
 
فتح المنفذ حسب الحاجة
 
من خلال منفذ" الدحي" تسمح المليشيا للمدنيين بالعبور من وقت لآخر، وحسب الحاجة والهدف، ففي بعض المرات أكد المواطنون لـ(الموقع) بأن" المليشيات غالبا ما تفتح المنفذ حين يكون لديها تقريرا تلفزيونيا، لتضليل الرأي العام".
 
سجون
 
مؤخرا عمل الحوثيون على استحداث سجون للنساء حسب ما أكدت لنا بعض المصادر، ولم يتسنَ لنا التأكد من مصدر مستقل، والسجون هي عبارة عن دكاكين يحتجز فيها المدنيين بالعشرات.
 
وكثيرا ما يتم احتجاز الرجال الذين يمرون أكثر من مرة خلال ذلك المنفذ، ليس لشيء إلا لتضييق الخناق عليهم.
 
احتجاز وتفتيش
 
يتم احتجاز المدنيين في المنفذ لوقت طويل قد يصل لأكثر من يومين، إذ لا يُسمح لأحد بدخول المدينة، سواء كانوا رجالا أو نساء، وحين يتم السماح للمدنيين بالدخول، يتم تفتيشهم تفتيشا دقيقا، حتى النساء، وهذا ما أكده القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي مطلع الشهر الماضي، في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، والذي ذكر فيه حول ذلك:" بأن الحوثيين في تعز يفتشون حقائب النساء، وفي حالة وجدوا تلفون مع إحداهن أو مع أحد الأولاد يتم مصادرته".
 


التعليقات