[ محمد عبدالسلام ]
أكد الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، يوم أمس السبت، حاجة البلد "لحوار سياسي يمني يمني، يأخذ على عاتقه بصدق وإخلاص وضع خارطة طريق تصل بالبلاد إلى شاطئ الأمان وفق رؤى وطنية محددة وواضحة".
علما بأن الجماعة، عرقلة خلال الفترة الماضية، العديد من فرص نجاة اليمن عن طريق الحوار، إلا أنها اليوم تطالب به.
مراوغة غبية
وفي هذا السياق، اعتبر الصحافي وعضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء عبدالكريم ثعيل دعوة ناطق الحوثيين للحوار، "مراوغة غبية جدا من قبل الحوثيين، ليجعلوا الشرعية أمام خيار الحسم العسكري مع جماعات لا تفهم إلا لغة السلاح".
وفي حديثه لـ( الموقع) دعا ثعيل الحوثيين وصالح إلى ضرورة الخضوع لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرارات الأممية، وإلا فإنهم ينتحرون بطريقة أسوأ من الطريقة التي دمروا بها اليمن.
وتساءل ثعيل:" عن أي حوار يتحدثون، وقد انتهى الحوار إلى نتائج، واستكملت المفاوضات بقرارات، وعقوبات ذات إجماع دولي"..
وأشار إلى أن:" صالح يستخدم الحوثية ظنا منه أنه سيفلت من العقاب بعد سفكه لدماء عشرات الآلاف من خيرة شباب اليمن، وبعد تدمير اليمن حضارة وشعبا وقيما".
القبول بالهزيمة
من جهته قال لـ( الموقع) المحلل السياسي فيصل المجيدي:" الواقع أن جماعة الحوثي لا يمكنها عمليا التعاطي مع القرار 2216، لأنه يعني عمليا سحب البساط من تحت قدمها"..
ونوّه إلى أن:" القرار في إجماله هزيمة للحوثيين بأدوات المجتمع الدولي، وقد عبرت المليشيا أكثر من مرة أن القرار لا يمكن تطبيقه، لكنها أدركت اخيرا انها لا تعيش في جزيرة معزولة كما كانت تعتقد، وبالتالي وبالتعاون مع الدبلوماسية الإيرانية وحلفائها الغربيين، بدأت بنقل مراوغاتها الداخلية إلى الخارج"..
والقضية الجوهرية بحسب المجيدي، تتمثل في نظرة كل طرف إلى هذه المفاوضات، فالشرعية تنظر إلى أنه لن يتم الحديث عن أي مفاوضات، إلا على أساس إجراءات بناء الثقة، والإفراج عن المعتقلين، ورفع الحصار عن تعز، ومن ثم الولوج للمفاوضات لتطبيق النقاط ال 7 في القرار الملزم للحوثيين، في حين تنظر المليشيا إلى أن جنيف فرصة لها كمنبر إعلامي للخروج من العزلة، وبالتالي السعي للالتفاف على القرار 2216 وليس لتطبيقه.
استثمار ورقة الإرهاب
وفي منشوره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي" الفيس بوك"، وصف محمد عبدالسلام حادثة الهجوم على دار المسنين في العاصمة المؤقتة عدن، بأنها جريمة وحشية.
وحمّل من وصفهم ( بالمرتزقة والعدوان) مسئولية ما يجري في الجنوب، في محاولة منه لاستغلال ما يشهده الجنوب من أحداث، لتقوية موقف الجماعة التي تدعي في خطاباتها ولقاءاتها أنها تستهدف الإرهاب، وليس اليمنيين، وهو الادعاء الذي تكذبه الوقائع على الأرض.
واستغرب العديد من المراقبين من مطالبة الناطق باسم جماعة الحوثي بالحوار، في هذا التوقيت، وبعد حادثة دار المسنين، وتعرض عدن لانفلات أمني مخطط له، استهدف أمن المحافظة طوال الأشهر الماضية.
وبات من المرجح بأن جماعة الحوثي، تضغط على المجتمع الدولي والحكومة الشرعية، من خلال ما يحدث في عدن، لتؤكد بأن الجماعة ينبغي أن تبقى، وبأن المناطق التي لا تخضع لسيطرتها ستكون تحت سيطرة المتطرفين، ليدفع الحوثيون مجددا نحو الخروج بتسوية سياسية، تكفل عدم خروجهم من المشهد، والتعجيل ببدء مكافحة الإرهاب الذي يستشري، في أي مدينة لا تخضع لسيطرتهم.
وهو ما يتفق معه المحلل السياسي فيصل المجيدي، حيث يرى:" أن ما يحدث في عدن يؤثر سلبيا على أداء الشرعية، والمليشيا تريد من خلاله تحويل العالم من معركة إسقاط الانقلاب إلى الاصطفاف مع الحوثيين- حد تخطيطهم- لمعركة الإرهاب، مستفيدين من تجربة النظام السوري".
لكنهم وجدوا صفعة قوية من روسيا بزيارة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، وإعلان روسيا أنها مع الشرعية اليمنية والقرار 2216. حد قوله.
المجيدي لا يستبعد أن يستخدم الحوثيون حادثة دار المسنين بعدن، والتي قضى فيها موظفين أجانب، ويتساءل إن كان الحوثيون سينجحون في ابتزاز الغرب ويحققون مكسبا عن طريق ذلك.
لكن المجيدي يعتقد أيضا بأن اقتراب المقاومة الشعبية من صنعاء، كان له تأثيرا كبيرا، وجعل الحوثيين يبحثون عن حل يعيدهم للواجهة، لكن ليس للحصول على حل سياسي لليمن، وإنما البحث عن مخرج لهم، لإعادة ترتيب صفوفهم مرة أخرى، للانقضاض على العملية السياسية.