مضى عام كامل على اختطاف ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح لـ 10 صحفيين يمنيين يعملون في وسائل إعلامية محلية ودولية، وسط تنديدات واسعة وساخطة صدرت عن منظمات حقوقية وصحفية، إزاء هذه الجريمة التي تمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين المحلية والدولية، واستمرار إخفائها لهم قسريا منذ ذلك الحين.
واختطفت مليشيا الحوثي 10 صحفيين منهم 9 دفعة واحدة في 9 يونيو/ تموز الماضي، من أحد فنادق العاصمة صنعاء، وهم عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، أكرم الوليدي، عصام بلغيث، حسن عناب، هشام طرموم، هشام اليوسفي، هيثم الشهاب، حارث حميد، في حين اختطفت المليشيا، الصحفي صلاح القاعدي من الشارع العام في 29 أغسطس/آب الماضي.
ويتعرض الصحفيون المختطفون للتعذيب النفسي والجسدي، في سجون المليشيات، إضافة إلى منع أقاربهم من زيارتهم، وعزلهم في زنازين انفرادية، بسجن احتياطي هبرة بالعاصمة صنعاء، بحسب شهادات وتأكيدات أقاربهم، وكذا منظمات محلية ودولية، معنية بحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وهو ما دفعهم إلى البدء بإضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على تلك الممارسات، بحسب تأكيدات أقاربهم، وكذا،
وتضع ميليشيا الحوثي الصحفيين المختطفين في "سجون انفرادية"، لساعات طويلة، وأحياناً يضعونهم في زنزانة قذرة مع 12 آخرين بطول 3 في 4 متر تقريباً، مع مجرمين عديدين، حسب إفادة بعض اهالي الصحفيين الذين حذروا في غير مرة من وضع أبنائهم في أماكن قصف محتمل وتعريضهم لنفس مصير زملائهم عبدالله قابل ويوسف العيزري مراسلي
قناتي "يمن شباب وسهيل" في مدينة ذمار، في حين تعرض الزميل صلاح القاعدي للضرب بالسلاسل والصعق بالكهرباء.
ووثقت نقابة الصحفيين اليمنيين، العديد من حالات التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها الصحفيون على يد سجانيهم، علما بأن المليشيات الإنقلابية قامت بعزل الصحفيين في غرفة ضيقة وتهديدهم وممارسة أنواع مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي لإجبارهم على كسر الإضراب ثم قامت بإخفائهم يوم الخميس الماضي.
إضراب عن الطعام
بدأ الصحفيون العشرة المختطفون في سجون المليشيا الحوثية، إضرابا مفتوحا عن الطعام، بداية شهر مايو/أيار الجاري، احتجاجا على المعاملة السيئة، التي يتعرضون لها في سجون المليشيات.
وأكدت نقابة الصحفيين اليمنيين أن عشرة صحفيين معتقلين لدى جماعة الحوثي منذ العام الماضي بدأوا اضرابا عن الطعام، احتجاجا على استمرار اختطافهم، وللمطالبة بالإفراج عنهم.
وأشارت النقابة، إلى أن هذه الخطوة تأتي "بعد تعرضهم لصور مختلفة من التنكيل وسوء المعاملة، ومنع زياراتهم وحرمانهم من التغذية الصحية والحصول على الدواء ما عرض عدد منهم للأمراض، خصوصا مع انفجار مياه المجاري داخل البدروم الذي يحتجزون فيه بسجن احتياطي هبرة بصنعاء".
وحملت النقابة جماعة الحوثي مسؤولية هذا "التنكيل" بحق الصحفيين المعتقلين، وجددت دعواتها المتكررة بإطلاق سراحهم وكافة الصحفيين المعتقلين، وللمنظمات الدولي.
اختفاء الصحفيين
أواخر الأسبوع المنصرم، قامت سلطات المليشيا الإنقلابية، بنقل الصحفيين العشرة المختطفين لديها، من سجن احتياطي هبرة، إلى جهةٍ مجهولة.
وأوضح أقارب وأهالي المختطفين، أنه وبعد 18 يوم من الإضراب عن الطعام، قامت سلطات الحوثيين، باختفاء الصحفيين العشرة من سجن احتياطي هبرة، وقامت بنقلهم إلى جهةٍ مجهولة، بالرغم من تدهور حالتهم الصحية.
وقال بيان أقارب الصحفيين المخفيين: "لقد تدهورت حالات أبنائنا وزادت سوءا وتفاقمت يوما بعد يوم فيما لا يزال الحوثيون مستمرين بتعذيبهم وتهديدهم ومنع الزيارة عنهم"، محملا الحوثيين المسؤولية عن حياة أبنائهم المختطفين لديهم.
أسر الصحفيين المختطفين، عبروا أيضا، عن قلقهم البالغ من ممارسات سلطات الإنقلاب، بحق أبنائهم، وقيامها بإخفائهم، بعد أكثر من أسبوعين على إضرابهم عن الطعام.
كما استنكرت أسر الصحفيين المعتقلين، حديث ناطق الحوثيين، محمد عبدالسلام الذي أنكر في حوار لصحيفة الشاهد الكويتية وجود أي صحفيين محتجزين لدى جماعته وهو ما رفضته أسر الصحفيين.
وأكد أقارب الصحفيين المختطفين، أبنائهم جرى اختطافهم من أمانة العاصمة قبل حوالي عام وهم يمارسون عملهم الصحفي بعد أن أغلق الحوثيون مقرات المؤسسات الصحفية والإعلامية التي كانوا يعملون لديها، مطالبين نقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين بموقف واضح من هذه التصريحات.
الاتحاد الدولي للصحفيين، أوضح في بيان له، أن مليشيا الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الصحفيين العشرة الذين اختفوا من سجن احتياطي هبرة بصنعاء، بعد أن كانوا قد بدأوا إضرابا عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة وعدم تقديم الغذاء او الرعاية الصحية لهم، مطالبا بالكشف الفوري عن مكان احتجاز الزملاء وإطلاق سراحهم فورا، ونقلهم الى المستشفى لتلقي العلاج.
كما دعا الاتحاد، يوم أمس الإثنين، 30 مايو/أيار، مبعوث الأمم المتحدة في اليمن للتدخل من أجل الإفراج الفوري العشرة الصحفيين، المختطفين لدى الحوثيين، إثر تزايد القلق على صحتهم والتعذيب الذي يتعرضون له، وذلك في رسالة وجهها الاتحاد لولد الشيخ، بعد أيام من اختفاء هؤلاء الصحفيين من أحد سجون الحوثيين بصنعاء.
احتجاجات
بدورها، نفذت أسر وأقارب الصحفيين المختطفين لدى المليشيا، عدة وقفات احتجاجية، للمطالبة بالإفراج عنهم، كان آخرها، وقفتين، الأولى صباح أمس الإثنين، 30 مايو/أيار، والثانية مساء ذات اليوم، أمام سجن احتياطي هبرة، حيث كان يتواجد الصحفيون المختطفون.
وطالبت أسر وأقارب الصحفيين المخفيين، بالكشف عن مصير أبنائها الذين تستمر مليشيا الحوثي والمخلوع بإخفائهم لليوم الرابع على التوالي.
على طاولة المفاوضات
بعد أن رفضت مليشيا الإنقلاب، الاستجابة، للمطالبات الدولية والمحلية، بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين لديها، تقدم الوفد الحكومي، في مشاورات الكويت، الأسبوع الماضي، بطلب إلى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، طالب فيها بإلزام المليشيات بالإفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين لديها.
وسلم الوفد الحكومي في مشاورات الكويت ولد الشيخ أحمد لائحة بأسماء الصحفيين المحتجزين لدى سجون المليشيا والمضربين عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين، كما طالب بالإطلاق الفوري وغير المشروط عنهم، وعدم تحويل حقهم في الحرية إلى قضية سياسية في طاولة المشاورات.
أداة ابتزاز
بدوره قال الصحفي نبيل الأسيدي رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحفيين اليمنيين في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)، إن "المليشيات تريد أن تجعل الصحفيين المختطفين أداة ابتزاز سياسي في المشاورات الدائرة حاليا في الكويت"
وأشار الأسيدي إلى أنها تريد أن تدخلهم ضمن تبادل الأسرى بينهم وبين الشرعية مضيفا وهي بالتالي تريد التأكيد بأنه لم يتم اختطافهم لانهم أصحاب رأي أو صحفيين بل تريد أن تقول أنهم أسرى حرب وأنهم كانوا من ضمن المقاتلين ،،.
وقال عضو النقابة: "نحن في نقابة الصحفيين نرفض رفضا قاطعا أن يتم وضع الصحفيين المختطفين ضمن أدوات الابتزاز السياسي.
وأضاف الأسيدي: "نؤكد أنهم مختطفون باعتبارهم صحفيين واصحاب رأي ولم يكونوا مطلقا ضمن المقاتلين، مضيفا بل ونتحدى المليشيات أن تثبت أنهم حملوا السلاح".