وزيرة دفاع الظل: دعم المملكة المتحدة للسعودية يكشف وجهة نظر تشاؤمية عن مكان بريطانيا في العالم (ترجمة)
- ترجمة خاصة الثلاثاء, 05 فبراير, 2019 - 07:42 مساءً
وزيرة دفاع الظل: دعم المملكة المتحدة للسعودية يكشف وجهة نظر تشاؤمية عن مكان بريطانيا في العالم (ترجمة)

[ تيريزا ماي مع ولي العهد محمد بن سلمان خارج داوننج ستريت (أ ف ب / غيتي) ]

تواجه حكومة المملكة المتحدة إدانات تجاه مواصلتها دعم المملكة العربية السعودية التي تقود حربا في اليمن منذ أربعة أعوام بالسلاح.

 

ومن المقرر أن تبدأ مناورة عسكرية مشتركة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل على الرغم من الإدانة الواسعة لدور المملكة في الحرب الأهلية اليمنية التي دامت أربع سنوات، حسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.

 

وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن "القوات المسلحة البريطانية تتمتع بسمعة تحسد عليها لا ينبغي أن نسخرها من خلال لعب المناورات مع السعوديين".

 

وحسب الإندبندنت، يشارك حوالي 100 من أفراد البحرية البريطانية في التدريبات التي تستمر خمسة أيام مع القوات السعودية الأحد، مما يؤدي إلى توجيه اتهامات ضد الحكومة بالتنازل الكامل عن مسؤولية بريطانيا الأخلاقية، مشيرة إلى أن السعودية دولة تخرق الأعراف الدولية مع الإفلات من العقاب وتتجاهل حكومتها الحقوق والحريات الأساسية.

 

كما أنه يأتي بعد أشهر من الضغط الدولي على المملكة بسبب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي وإطلاق الأمم المتحدة تحقيقاً في القضية المحزنة.

 

مناورات عسكرية مشتركة

 

ورداً على سؤال برلماني تم طرحه في مجلس العموم، قال وزير القوات المسلحة مارك لانكستر إن المملكة المتحدة ستجري مناورات عسكرية مخططة مع السعودية في الأسابيع المقبلة.

 

ومن المتوقع أن تبدأ المناورة الأولى الأحد على مدى خمسة أيام وتشمل سفينتي سلاح مضاد للبحرية الملكية، لكل منهما طاقم مكون من 35 إلى 50 فرداً بريطانياً، والثانية من المقرر أن تكون عملية على الصحراء يشارك فيها الجيش وستكون بين مارس وأبريل في "تمرين التخطيط".

 

وهاجمت وزيرة دفاع الظل نيا جريفيث -في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت- الوزراء ودعتهم إلى تعليق أي تدريبات مشتركة مع المملكة السعودية دون تأخير.

 

وبدلاً من اتخاذ موقف ضد السعودية، قالت جريفيث إن حكومة المملكة المتحدة "خططت في الواقع لممارسة تدريب عسكري لمدة أسبوعين مع السعودية الشهر المقبل، فضلاً عن التدريبات البحرية التي تستغرق خمسة أيام والتي تبدأ يوم الأحد".

 

واضافت أنه "ببساطة صعب تخيل أننا سنفكر في تمارين مشتركة مع نفس البحرية السعودية التي تحاصر الموانئ الرئيسية في اليمن مما يؤدي إلى تفاقم تجويع ومعاناة الشعب اليمني، لكن بالنسبة لحكومتنا فإنها تعمل كالمعتاد".

 

تساهل مع النظام السعودية البغيظ

 

وتابعت "إن المضي قدمًا في هذه التمارين لا يمثل فقط تنازلًا كاملاً عن المسؤولية الأخلاقية لهذا البلد، بل يكشف أيضًا عن وجهة نظر كئيبة تشاؤمية عن مكان بريطانيا في العالم".

 

وأردفت "بدلاً من التساهل مع السعودية ونظامها البغيض، علينا استخدام نفوذنا الدبلوماسي للدفع باتجاه سلام دائم في اليمن والتحقيق الفوري في مزاعم جرائم الحرب"، وأضافت "ينبغي تعليق جميع المناورات العسكرية المستقبلية دون تأخير".

 

وقالت جريفيث "لقد تجاهلت حكومتنا مرارًا هذه الدعوات ورفضت أن تحذو حذو الحلفاء مثل ألمانيا التي أوقفت مبيعاتها".

 

وذكرت "حتى القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي لم يفعل شيئاً لتغيير سياسة المحافظين المتمثلة في استرضاء نظام الرياض، وكذلك التقارير واسعة الانتشار عن التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين لم تؤدِّ إلى تغيير في الرأي".

 

وأشارت إلى أن الجيش السعودي يتورط حاليًا في الحرب المدمرة في اليمن، وهو الصراع الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين وكارثة إنسانية على نطاق مروع.

 

جرائم حرب في اليمن

 

كما كررت جريفيث دعوة حزبها لفرض حظر فوري على الأسلحة لضمان عدم تصدير أي شيء إلى السعودية، والذي يمكن استخدامه في حرب البلاد.

 

وكما كتبت إميلي ثورنبيري، إن الأدلة الواردة من منظمة انقذوا الأطفال أظهرت أن النظام السعودي يستخدم التجويع بشكل مخزٍ كسلاح للحرب.

 

ولهذا السبب دعا حزب العمال إلى فرض حظر فوري على الأسلحة لضمان عدم تصدير أي شيء يمكن استخدامه في حرب اليمن إلى المملكة العربية السعودية، في انتظار إجراء تحقيق شامل ومستقل حول جرائم الحرب المزعومة، وفقا للتقرير.

 

وقال أندرو سميث من حملة مناهضة تجارة الأسلحة إن الجيش السعودي "مسلح ومدعوم في كل خطوة على الطريق" من قبل حكومة المملكة المتحدة.

 

وأضاف "هذا النوع من التعاون العسكري هو جزء أساسي من العلاقة الفاضحة بين البرلمان البريطاني والعائلة المالكة السعودية"، مشيرا إلى أن الرسالة الأساسية التي ترسلها هذه التدريبات هي أنه بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يُقتلون في اليمن، فإن حكومة المملكة المتحدة ستواصل تقديم دعمها العسكري وغير النقدي للنظام.

 

لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع قال "إن الشراكة طويلة الأمد بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تساعد في جعل كلا البلدين أكثر أمناً. لدينا مصالح وطنية حيوية في الحفاظ على هذه العلاقة، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية ومعالجة التهديدات الإقليمية المتطرفة".

 

*يمكن الرجوع إلى المادة الأصل على الرابطين هنا و هنا


التعليقات