لماذا هزَّت صورة عمران العالم؟
- القبس الأحد, 21 أغسطس, 2016 - 07:55 مساءً
لماذا هزَّت صورة عمران العالم؟

[ عمران بعد معالجته امس في احد مستشفيات ]

رغم أن مُصوّري الحرب يلتقطون يوميا مئات الصور للمآسي السورية، فإن صورة الطفل الحلبي عمران دقنيش جذبت العالم، ليرى فيها تجسيدا لمعاناة هذا البلد.

وتساءلت «الإندبندنت» عما يميّز هذه الصورة لتنتشر بهذا الشكل، وأجرت حوارا مع ثلاثة مُصوّري حروب، شهدوا على أهوال سوريا لتعرف كيف أثّرت فيهم، ولماذا أصبحت رمزا بهذه السرعة؟

المُصوّرة الأميركية المميزة نيكول تانج رأت أطفالا «مقطوعي الرؤوس»، ورغم ذلك تقول إنّ ما يُميز هذه الصورة هو تعبيرها عن «فقدان البراءة».

وتُتابع: «وجه الطفل الصغير هو تعبير عن الصدمة بشكل كبير، ولقد رأيت مثله كثيرا في مواقع انفجارات، كان الأطفال فيها يرون أهلهم قتلى. وعادة لا يبكي الأطفال في تلك المرحلة، فقد مرّوا بأحداث عنيفة للغاية فتجمّدت عواطفهم».

وتضيف: «كان المميز في صورة الطفل إيلان الكردي ـــ الذي انتشرت صورته بعد غرقه حيث قذفته الأمواج إلى تركيا ـــ أنّه بعد انتشار الصورة تطوّع أشخاص كثيرون للذهاب إلى سوريا، إذ شعروا بواجب المساعدة، ولكن في هذا الموقف لا يستطيع أحد فعل شيء، وهذا يضاعف من قوّة الصورة».

مدير تصوير «فرانس برس» في تركيا بولنت كيلك، يقول: «صوّرت أطفالا قتلى كثيرين في الحروب، ولكن تلك الصورة أثرت فيّ كثيرا».

ويتابع: «شاهدت الفيديو أيضا، حيث كان الطفل الصغير يتلمّس وجهه وينظر إلى يديه جاهلا ما أصابه، هذه الصورة رسالة كبيرة إلى العالم، ولكن هل ستوقف الحرب في سوريا؟.. لا أعتقد».

المصوّرة البريطانية إيما بيلز المقيمة في جنوب تركيا على الحدود السورية، غطت الصراع السوري منذ 2012، تقول: «أحيانا ما لا يُكتب أو يُقال هو ما يجعل للصورة صدى عند الناس جميعا، فالفراغ الذي تتركه لديهم يجعلهم يتعاطفون. فالأهل يقارنون بين هذا الطفل وبين أطفالهم».

وتضيف: «يبدو عمران في الفيديو مشوّشا وفي صدمة.. أي صورة توضح معاناة الشعب السوري هي صورة مفيدة، ولكنها ليست مسابقة في المعاناة. المشكلة الآن أنّ كل شخص يعبّر عن قلقه لفترة قليلة، ثم لا يحدث شيء».
 


التعليقات