[ من هجوم باريس ]
كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن الأسباب الحقيقية لتفجيرات باريس، حيث قالت الكاتبة هارييت ألكسندر في مقالتها على الصحيفة، اليوم السبت، أن "هجمات باريس التي أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصا أثارت موجة من الغضب العالمي، لكنها، وللأسف، لم تكن مفاجأة بالنسبة للسلطات الفرنسية التي تعلم علم اليقين بالتهديدات التي تُحاك بها".
وقالت ألكسندر أن كل العواصم الغربية تدرك أن الإرهابيين تساورهم رغبة جامحة في شن هجمات ضدها، لكن القليل منهم من تفاجأ بتعرض العاصمة الفرنسية باريس لهجمات للإرهابيين، لماذا؟.. الإجابة القصيرة على هذا السؤال تتلخص في أن فرنسا لديها أحد أكثر المجتمعات انقساما في عموم أوروبا.
وأضافت الكاتبة أن فرنسا يتدفق عليها كميات هائلة من الأسلحة عبر حدود أوروبا القارية التي يسهل اختراقها، مما يجعلها قنبلة موقوتة كما حدث في هجمات "شارلي إيبدو" الدامية في يناير الماضي وتفجيرات باريس، أمس.
وأوضحت أن هجمات العاصمة الفرنسية "انتقاما لما يحدث في سوريا"، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده ستنشر حاملة طائرات في الخليج العربي للمساعد على قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميا بـ"داعش"، ما وضعه بالطبع في صدام مع قادة التنظيم.
وترى الكاتبة أن المشكلة الرئيسية هي داخلية، فالشعور بالعزلة والإقصاء من الممكن أن يدلي بدلوه في هذا الصدد، مع وجد حفنة قليلة جدا من المسلمين الذين يتقلدون مناصب مرموقة في مجالي السياسة والبزنس، وفرنسا دولة علمانية تحظر على النساء المسلمات ارتداء الحجاب أو النقاب، ولم يساعد حزب "الجبهة الوطنية" اليميني في تخفيف التوتر القائم بين المجتمعات المختلفة في فرنسا.
واختتمت ألكسندر مقالها قائلة: إننا لا نعرف من نفذ هجمات باريس المروعة، أمس الجمعة، ولماذا؟، ولكن السلطات الفرنسية وللأسف تعرف جيدا أن تلك الهجمات من الممكن أن تحدث في أي وقت.