أكدت أوكرانيا السبت رغبتها في وقف إطلاق النار شرقي البلاد، وعلى ضرورة المشاركة في المشاورات الأمنية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي مع موسكو، في حين اختتمت روسيا تدريبات عسكرية في مناطق متاخمة لحدودها مع أوكرانيا، وسط تصاعد للاتهامات بإذكاء النزاع بين كييف وموسكو.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع في بلاده لا يزال صعبا، في ضوء ما سماه عدم التزام روسيا بسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا.
جاء ذلك خلال اجتماع ترأسه زيلينسكي عبر دائرة الفيديو، وضم رؤساء أحزاب في أوكرانيا وعددا من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي.
وحسب ديوان الرئاسة الأوكرانية، أكد زيلينسكي رغبته في وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا، مشددا على ضرورة إشراك الولايات المتحدة الأميركية في عملية السلام.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا طالب أيضا بإشراك بلاده في المشاورات التي تجمع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بروسيا.
وأضاف كوليبا أن الأمن في المنطقة على المحك، معلنا تأييد كييف الحوار بين واشنطن والأوروبيين والناتو وبين روسيا لإنهاء الصراع.
وكان الوزير الأوكراني قد أبلغ الاتحاد الأوروبي ضرورة مشاركة بلاده في أي حوار يتعلق بأمنها.
برنامج ردع
من جانبه، طلب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف من نظيره الأميركي لويد أوستن تزويد كييف بمنظومات مضادة للصواريخ عالية التقنية، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal).
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين أن بلادهم بحاجة إلى برنامج أكثر قوة، لردع أي هجوم روسي محتمل، وأن البيت الأبيض لا يزال يدرس الطلب الأوكراني.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قوله إن واشنطن تقيّم الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا، ومدى قدرة الجيش الأوكراني على استيعاب معدات جديدة.
تدريبات روسية
وفي الجانب الروسي، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية اختتام تدريبات عسكرية في مناطق جنوبية متاخمة للحدودية الأوكرانية، وفي شبه جزيرة القرم.
وقالت القيادة -في بيان- إن أكثر من 10 آلاف عسكري روسي عادوا إلى مواقعهم بعد انتهاء التدريبات التي استمرت نحو شهر، وشاركت فيها وحدات من مختلف القطاعات.
وأثار نشر روسيا عشرات الآلاف من قواتها شمالي وشرقي وجنوبي أوكرانيا مخاوف في كييف وعواصم غربية من أن تكون موسكو تخطط لغزو محتمل، وتنفي روسيا ذلك، وتقول إنها تريد ضمانات من الغرب، منها تعهد من "الناتو" بعدم توسعه شرقا نحو الحدود الروسية، لأن أمنها مهدد بسبب تنامي علاقات أوكرانيا مع الغرب.
اتهامات متبادلة
سياسيا، اتهمت الخارجية الروسية السلطات الأوكرانية بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، واللجوء إلى حل أزمة إقليم دونباس عسكريا.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني إن الردع هو الطريقة الصحيحة لتهدئة التصعيد الروسي.
يأتي ذلك في وقت اختبرت فيه روسيا الصاروخ "تسيركون" الذي تتجاوز سرعته سرعة الصوت بنحو 9 مرات.
حادث خطير
على صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الهجوم على القنصلية الروسية في مدينة لفيف (غربي أوكرانيا) يعد حادثا خطيرا.
واعتبرت الهجوم نتيجة لما سمتها "هستيريا معاداة الروس في أوكرانيا، والتحريض على كراهية روسيا".
وأعلنت الوزارة استدعاء القائم بالأعمال الأوكراني في روسيا، وتقديم احتجاج شديد اللهجة له على خلفية الهجوم على القنصلية.
انتهاكات
وفي منطقة لوهانسك (شرق أوكرانيا) رصدت البعثة 84 انتهاكا لوقف إطلاق النار، بما فيها 45 انفجارا.
كما وثقت عرقلة من سمتهم "أعضاء تشكيلات مسلحة" عبور أعضائها بمنطقة لوهانسك، في حين ظلت حرية حركة البعثة مقيدة بـ4 نقاط تفتيش للتشكيلات المسلحة في منطقة دونيتسك.
ولاحظت بعثة الرصد بمنظمة التعاون الأوروبي -في تقرير لها- قوافل من الشاحنات الروسية في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك.