اعتبر رئيس مجموعة فاغنر الروسية العسكرية، يفغيني بريغوجين، الاثنين أن تقدم مجموعته نحو موسكو قبل يومين كشف "مشاكل خطيرة في الأمن" في روسيا، مؤكدًا أن رجاله قطعوا مسافة 780 كيلومترًا دون أن يواجهوا أي مقاومة تُذكر، نافيا أن يكون تحركه من أجل الإطاحة بالحكومة في روسيا.
وقال بريغوجين: "كشفت المسيرة مشاكل خطيرة في الأمن في هذا البلد".
وكشف أن رجاله قطعوا مسافة 780 كيلومترًا باتجاه العاصمة الروسية وتوقفوا "على بُعد أكثر من 200 كيلومتر منها بقليل".
ولفت إلى أن تراجع قواته يعود إلى أنه لم يرد "إراقة الدماء الروسية (...) والإطاحة بالنظام في البلد".
وفي أول تصريحات علنية له منذ إنهاء التمرد كرر بريغوجين قوله المعتاد إن مجموعة فاغنر هي القوة القتالية الأكثر فعالية في روسيا "وربما في العالم"، وأنها أفضل من الوحدات التي أرسلتها موسكو في أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط 2022.
وقال في رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة نُشرت عبر تطبيق تيليغرام: "أظهرنا نموذجا متقنا لما كان يجب أن يحدث في 24 شباط/ فبراير 2022".
وأكّد أن رجاله حظوا بتأييد من سكان البلدات التي عبروها خلال تمردهم في روسيا، قائلًا: "كانوا يستقبلوننا بأعلام روسية وشعارات فاغنر، كانوا سعداء حين وصلنا ومررنا إلى جانبهم".
وأضاف: "كان هدف التحرّك عدم السماح بتدمير مجموعة فاغنر ومحاسبة أولئك الذين ارتكبوا، من خلال أفعالهم غير المهنية، عددًا كبيرًا من الأخطاء خلال العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وتابع: "أظهرنا مستوى عاليًا من التنظيم يجب أن يكون على مستوى الجيش الروسي".
وكرّر أن مقاتلي فاغنر أسقطوا طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، وهو ما لم تؤكده موسكو، وقال "نأسف لاضطرارنا لإطلاق النار على سلاح الجو، لكنهم كانوا يلقون بالقنابل والصواريخ علينا".
منذ أشهر، يتهم بريغوجين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف بعدم الكفاءة وبالتضحية بعشرات الآلاف من الجنود.
وبحسب قوله، حاولت الوزارة تفكيك فاغنر ثم قصفت أحد معسكراتها وقتلت ثلاثين شخصًا. بالتالي، فإن تمرده الذي يصفه بـ"مسيرة من أجل العدالة" كان "استعراضًا" لما كان يجب أن يكون عليه الهجوم في أوكرانيا وفق قوله.
لم يكشف بريغوجين عن مكان تواجده، فيما أكّد الكرملين أنه سيذهب إلى بيلاروس.
في المقابل، أعلن بريغوجين الاثنين أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الذي كان وسيطا السبت بين الكرملين والمجموعة، اقترح حلولًا لإفساح المجال أمام فاغنر لمواصلة نشاطها.