أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، رئيسَ أركان الجيش باستخدام "كل القوة الغاشمة" لتأمين شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة أشهر، وذلك في أعقاب هجوم دامٍ شنَّه متشددون على مسجد، وأسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.
ولم تُعلن أيُّ جماعةٍ مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مسجداً بقرية الروضة، التابعة لمنطقة بئر العبد، في شمال سيناء، أثناء أداء صلاة الجمعة الماضية. وقُتل المئات من قوات الشرطة والجيش على يد جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في سيناء، على مدى أكثر من ثلاث سنوات.
وقال السيسي في كلمته في حفل بمناسبة المولد النبوي: "أنتهز هذه الفرصة وأُلزم الفريق محمد فريد حجازي أمامكم وأمام الشعب المصري كله: أنت مسؤول خلال ثلاثة أشهر عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء، أنت ووزارة الداخلية خلال ثلاثة أشهر تستعيد مصر، وبجهدكم وتضحياتكم أنتم والشرطة المدنية، الاستقرار والأمن في سيناء، و(أن) تستخدم كل القوة الغاشمة".
وأضاف السيسي: "سنجعل بئر العبد مدينة يشار لها بالبنان، ولا يمكن أبداً أن نسمح لأحد أن يفعل ذلك في أهلنا وفي ناسنا".
وقالت السلطات إن مسلحين يحملون رايات تنظيم الدولة الإسلامية فتحوا النار على المصلين داخل المسجد بعد تفجير عبوة ناسفة، وأطلقوا الرصاص على المصلين أثناء فرارهم، وقتلوا 305 أشخاص، وأصابوا 128 آخرين في أسوأ هجوم يشنه متشددون في مصر خلال تاريخها المعاصر.
وسبق أن أعلنت جماعة ولاية سيناء، التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، مسؤوليتها عن عدد من الهجمات الكبيرة في مصر. وتخشى مصر أن تصبح سيناء منطقة جذب للمتشددين، خاصة بعد الهزائم العسكرية التي تعرَّض لها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
ولطالما شكَّلت شبه جزيرة سيناء صداعاً أمنياً للسلطات في مصر؛ نظراً لأنشطة التهريب التي تجري فيها، ولحساسية منطقة الحدود مع قطاع غزة وإسرائيل.