أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري أمس الجمعة أن القوات الجوية والبرية الإسرائيلية تكثف العمليات في غزة، وسط قصف مكثف للقطاع المحاصر حيث انقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة.
وأضاف أن الجيش ضاعف الهجمات على قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، وإنّ قواته البرية ستوسع عملياتها خلال الليل، مضيفاً أن الجيش مستعد على الجبهات كافة للحفاظ على أمن إسرائيل، مما عزز التوقعات بأن الغزو البري لغزة المرتقب منذ وقت طويل ربما قد بدأ.
واحتشدت القوات الإسرائيلية خارج القطاع، حيث تشن إسرائيل حملة قصف جوي غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر في الجيش، بأن توسيع العملية البرية، بالإضافة إلى القصف المكثف الذي يتعرض له قطاع غزة، يهدف إلى مزيد من الضغط على حركة حماس، في وقت أكدت فيه شركة الاتصالات الفلسطينية جوال توقف خدماتها كافة في القطاع.
وتشن الطائرات الإسرائيلية غارات غير مسبوقة من حيث الكثافة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما تمسع أصوات اشتباكات مسلحة في شمال بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
انقطاع الانترنت
إلى ذلك أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الجمعة، انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة.
وقال المكتب إن "جيش الاحتلال قطع الاتصالات ومعظم الإنترنت بالكامل لارتكاب مجازر"، مضيفا أنه يقوم "بقصف جوي وبري ومن البحر دموي انتقامي هو الأعنف منذ بدء الحرب على مدينة غزة ومخيم الشاطئ وكافة مناطق شمال القطاع".
وأكد المكتب الإعلامي ذلك، متهما إسرائيل بالقيام بقطع الاتصالات تمهيدا "لارتكاب مزيد من المجازر" بعيدا عن أعين العالم.
وذكرت قناة الأقصى الفلسطينية أن جيش الاحتلال يكثف قصفه الجوي والبحري والبري نحو جميع مناطق غزة بشكل غير مسبوق، وأوضحت أن ذلك يأتي بالتزامن مع قطع الاتصالات بشكل كامل في القطاع.
وقال مرصد "نت بلوكس" المعني برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت الجمعة إن الاتصال بالإنترنت في قطاع غزة قد انهار. وأضاف أن "البيانات المباشرة تظهر انهيار الاتصال بالشبكة في قطاع غزة وسط أنباء عن قصف كثيف".
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الشهداء بينهم 3038 طفلا، إضافة إلى 1726 امرأة، كما أعلنت إصابة 18976 بجروح مختلفة وتلقيها 1650 بلاغا عن مفقودين، بينهم 940 طفلا ما زالوا تحت الأنقاض.
وأشارت الوزارة إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية في حق المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 104 من الكوادر الطبية، إضافة إلى تدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.
يأتي ذلك بينما تستمر الغارات الإسرائيلية منذ 3 أسابيع، وقد استُشهد الجمعة أكثر من 30 فلسطينيا وأصيب العشرات في مناطق متفرقة شمالي قطاع غزة.
وواصلت مقاتلات الاحتلال قصف المنازل وتدميرها على رؤوس ساكنيها ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء ودمار واسع في المناطق المستهدفة.
ونقلت وكالة رويترز عن منظمة الصحة العالمية قولها إن تقديراتها تفيد بأن ألف شخص لا يزالون تحت الأنقاض في قطاع غزة.
وأضافت المنظمة، في مؤتمر صحفي لمنظمات الأمم المتحدة في جنيف، أنها حصلت على قائمة من وزارة الصحة الفلسطينية بأسماء 6740 شهيدا في غزة، قبل أن يتم تعديل الحصيلة التي ارتفعت إلى 7326 شهيدا.
من جانبه، قال مفوض الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن الاحتياجات في غزة تفوق بكثير المساعدات التي وصلت، مضيفا أن القطاع يحتاج إلى 40 شاحنة من الأغذية يوميا.
وقال إن المدنيين في غزة يتعرضون لقصف متواصل وإنه يجب إنهاء العنف، مطالبا بالإفراج دون أي شرط عن جميع المدنيين المحتجزين.