في اليوم الـ37 من العدوان الإسرائيلي على غزة، قصفت قوات الاحتلال مستشفى للولادة مما أسفر عن استشهاد طبيبين، فيما أطلقت مسيّرات إسرائيلية النار على مجمع الشفاء الطبي، وخلّفت غارات جديدة على أحياء سكنية بشمال وجنوب القطاع عشرات الشهداء والجرحى.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، خروج 22 مستشفى في القطاع عن الخدمة بسبب العدوان الإسرائيلي.
وقال المكتب، في بيان، إنه "في ظل الاستهداف المُركّز على المستشفيات بشكل خاص وتهديد الطواقم الطبية، فقد خرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي 22 مستشفى و49 مركزا صحيا، كما واستهدف الاحتلال 53 سيارة إسعاف".
وأضاف أن "حصيلة الشهداء بلغت، حتى مساء الأحد، 11 ألفا و180، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة، وبلغ عدد الإصابات 28 ألفا و200، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء".
وأوضح البيان، أن "عدد المساجد المدمرة تدميرا كليا بلغ 70، و153 مسجدا تعرض للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس".
وبالنسبة للخسائر الزراعية، لفت بيان المكتب الحكومي إلى أن "الخسائر الزراعية الناجمة عن هذا العدوان المتواصل تقدر بـ180 مليون دولار خسائر مباشرة".
وتابع: "أتلف الاحتلال وجرف أكثر من 25 بالمئة من المساحات الزراعية، بواقع 45 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وكذلك إتلاف آلاف الأشجار المثمرة، وإعدام أفواج كاملة من مزارع الماشية والدواجن والأسماك".
وجاء في البيان أن "عدد المقرات الحكومية المدمرة بلغ 92، و241 مدرسة منها 61 مدرسة خرجت عن الخدمة".
وأدان البيان بأشد العبارات ما وصفه "التواطؤ الفظيع للمجتمع الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الذين اصطفوا إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وساندوه على كل المستويات، ومنحوه الضوء الأخضر لاستهداف وقصف المستشفيات والمنازل بالطائرات والصواريخ".
كما حمّل إسرائيل والمجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة عن المحرقة والجرائم المنظّمة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين وضد شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة".
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بإصابة عدد من المواطنين جراء إطلاق الاحتلال النار عليهم في شارع صلاح الدين في غزة، مشيرة إلى أن قصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة الرقب، مقابل مقر محافظة خان يونس القديم، أدى إلى استشهاد أطفال وحدوث عدة إصابات.
كما أفادت بأن عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلاً لعائلة النجار في بني سهيلا في خان يونس، ارتفع إلى 13، فيما بلغ عدد الجرحى 27.
استهداف المستشفيات
وقال مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت خلال مؤتمر صحافي، إن نحو 1500 نازح في مجمع الشفاء الطبي حياتهم بخطر، فيما أشار إلى وجود عدد من الأطفال المهددين بالموت جراء الإخلاء القسري لمستشفيي الرنتيسي والأطفال.
وأكد أن هناك 650 مريضا وجريحا، بينهم 36 طفلا، حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمع الشفاء.
وأضاف "لا مكان آمنا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه ولا يمكن الوصول إلى جثامين الشهداء". وطالب مصر بتحريك سيارات الإسعاف فورا إلى مجمع الشفاء لإنقاذ المرضى والنازحين.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال يرتكب جريمة منظّمة ضد مجمع الشفاء الطبي الذي يضم مئات الجرحى والنازحين والطواقم الطبية أمام مرأى العالم، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاصر مجمع الشفاء الطبي ويطلق النار بشكل مكثف على كل من يتحرك بداخله.
وبحسب بيان للمكتب فإن الاحتلال قصف إحدى العائلات النازحة أمس بعد محاولتها الخروج من مجمع الشفاء مما أدى إلى استشهاد أفرادها، مؤكدًا وجود عدد من الإصابات داخل المجمع نتيجة استهدافها بإطلاق النار من قبل الطائرات المُسيرة التابعة للاحتلال في ساحات المجمع.
وطالب المكتب الإعلامي المؤسسات الدولية في قطاع غزة بلا استثناء بالتوجه فوراً إلى مجمع الشفاء الطبي من أجل حماية الطواقم الطبية وكل من في داخله.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن آليات الاحتلال باتت على مقربة من البوابات الرئيسية لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
وأشارت إلى أن العشرات من جثامين الشهداء ما زالت ملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه، دون أن تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها لإخلائها، بسبب كثافة النيران، والاستهداف المباشر من قبل آليات الاحتلال.
وأضافت "منذ الساعة التاسعة من يوم الجمعة، لم تصل مركبة إسعاف إلى المجمع، نظرا لكثافة النيران".
وفي هذا السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية أنها فقدت الاتصالات بالموظفين في مستشفى الشفاء في شمال غزة، مشيرة إلى تقارير تفيد بأن بعض الفارين من مستشفى الشفاء بغزة تعرضوا لإطلاق النار أو أصيبوا أو قُتلوا.
الأمم المتحدة: سقوط "عدد كبير" من القتلى في قصف على مقر لنا
أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأحد استشهاد وإصابة "عدد كبير" من الأشخاص جراء قصف طاول مقرا له، في مدينة غزة، لجأ إليه فلسطينيون هربا من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال البرنامج في بيان إن "القصف أدى إلى "سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى"، معتبرا أن "المأساة المستمرة المتمثلة في مقتل وإصابة المدنيين الرازحين تحت النزاع أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف".
ولفت البيان إلى أن المقر أخلي من موظفي الأمم المتحدة في الأسبوع الأول من الحرب قبل أن يفتح لاستقبال النازحين. وأضاف "يجب احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وحرمة مرافق الأمم المتحدة في جميع الأوقات".
وأظهرت مقاطع مصورة حفرة في وسط باحة مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
واستهدف القصف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين جراء الحرب المتواصلة بلا هوادة منذ أكثر من شهر.