أربع كلمات شكّلت أميركا.. قرارات آنية غيّرت مجرى التاريخ
- الجزيرة نت الإثنين, 09 ديسمبر, 2019 - 11:31 مساءً
أربع كلمات شكّلت أميركا.. قرارات آنية غيّرت مجرى التاريخ

يرى غالبية الناس أن التاريخ مجرى واسع من الأحداث العظيمة. ولكن أليست تلك الأحداث هي أيضا لحظات وتفاصيل في تاريخ الأفراد والشعوب؟

 

تدل بعض القرارات الآنية التي اتخذت في لحظات معينة على أن المستقبل يعتمد في الغالب على تقديرات قد تكون لحظية وغير محسوبة، وكان بإمكان الأحداث التي تلت هذه القرارات أن تأخذ منحنى آخر تماما.

 

هذه ما تراه الكاتبة كلير نواك في تقريرها الذي نشرته مجلة "ريدرز دايجست" الأميركية، وتطرقت فيه إلى بعض تلك القرارات في التاريخ.

 

أربع كلمات شكلت أميركا

 

اقترب مارتن لوثر كينغ جونيور من المنصة بالقرب من نصب لنكولن يوم 28 أغسطس/آب 1963 حاملا ورقة ملاحظات، ونظرا لأهمية اللحظة بقي كينغ مستيقظا إلى وقت متأخر من الليل للتدرب على خطابه.

 

لكن أثناء اللحظة الحاسمة، تفطن كينغ إلى وجود جملة لا تتناسب مع الخطاب. حينها صاحت المغنية ماهاليا جاكسون "أخبرهم عن الحلم، مارتن!".

 

توقف كينغ ونظر إلى الحشد، ثم خرج عن مضمون نص الخطاب قائلا "أقول لكم اليوم يا أصدقائي، على الرغم من أننا نواجه صعوبات اليوم والغد، فإنه لا يزال لدي حلم".

 

وتناول باقي الخطاب الموضوع نفسه، لتصبح جملة "لدي حلم" من أشهر العبارات التي لا تنسى على مر التاريخ.

 

 

فارق زمني

 

في أوائل أبريل/نيسان 1961 أُرسل المنفيون الكوبيون لتنفيذ خطة المخابرات المركزية السرية لمهاجمة خليج الخنازير الكوبي والإطاحة بحكومة فيدل كاسترو الاشتراكية.

 

وبعد غارة جوية فاشلة، أرسل الرئيس كينيدي ست طائرات مقاتلة أميركية للمساعدة، لكن الطيارين نسوا مزامنة ساعاتهم مع توقيت كوبا ووصلوا متأخرين بساعة، مما جعل عملهم بلا فائدة، وتوترت العلاقة بين كوبا وأميركا منذ ذلك الحين.

 

خطاب مطول

 

في عام 1912 طوى الرئيس ثيودور روزفلت مخطوطا من 50 صفحة في نصفين ووضعه في الجيب الصدري للمعطف، ثم توجّه إلى قاعة في فندق جيلباتريك في ميلووكي بولاية ويسكونسن لإلقاء خطاب الحملة الانتخابية.

 

وبينما كان يلوح للجماهير الحاشدة المنتظرة، أطلق رجل النار عليه في صدره بواسطة مسدس كولت من عيار 38. ولحسن حظ روزفلت، حمت أوراق الخطاب السميكة صدره، وأبطأت الرصاصة ومنعتها من دخول رئته. ورغم هذه الحادثة، استمر روزفلت في إلقاء الخطاب.

 

مفتاح تيتانيك

 

وفي عام 1912 واجه الحارس المكلف بالمراقبة من البرج الموجود في أعلى السفينة مشكلة عويصة، حيث كانت المناظير التي يحتاجها لمراقبة أهم العقبات على غرار الجبال الجليدية، موجودة داخل خزانة مغلقة وكان المفتاح مفقودا.

 

ويعود السبب وراء ذلك إلى أنه مباشرة قبل مغادرة السفينة الميناء، اتخذت شركة الرحلات البحرية قرارا في اللحظة الأخيرة باستبدال ضابط السفينة الثاني ديفد بلير بالربان تشارلز لايترول، وفي ظل السرعة التي وقعت خلالها عملية التغيير، نسي بلير تسليم مفاتيح الخزانة.

 

جدار برلين

 

مثّل انهيار جدار برلين بداية نهاية الحرب الباردة، وهي مناسبة هامة في تاريخ العالم الحديث وقع الإعلان عنها عن طريق الصدفة.

 

في نوفمبر/تشرين الثاني 1989 تحدث غونتر شابوفسكي، المسؤول الشيوعي الألماني الشرقي، إلى وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي عندما سأل أحدهم عن القيود المفروضة على السفر. في ذلك الوقت، كان الجدار يمنع المواطنين في ألمانيا الشرقية من السفر إلى غرب البلاد.

 

ووفقا لصحيفة غارديان البريطانية، أجاب شابوفسكي آنذاك بنبرة مترددة قائلا "لذلك قررنا اليوم تطبيق لائحة تسمح لكل مواطن من جمهورية ألمانيا الديمقراطية بمغادرة ألمانيا الشرقية عبر أي من المعابر الحدودية". وعندما وقع الضغط بخصوص تحديد موعد سريان مفعول هذه اللائحة، قال شابوفسكي "على الفور، دون تأخير".

 

لم يكن من المفترض أن يقع نشر هذه المعلومات حتى الساعة الرابعة صباحا من اليوم التالي، لكن بانتشارها بشكل مسبق أدت إلى انهيار الجدار بشكل فوري.

 

عطلة النصر

 

أوضحت الكاتبة أن غزو نورماندي في السادس من يونيو/حزيران 1944 شكل الفوز الأبرز بالنسبة إلى الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، وكان من الممكن أن ينتهي بشكل مختلف، حيث كلف الجنرال الألماني إرفين روميل، المعروف أيضا باسم ديزرت فوكس، بقيادة جبهة الدفاع في نورماندي. ومع ذلك، فقد ترك موقعه قبل أيام قليلة من تاريخ السادس من يونيو/حزيران.

 

في هذا السياق، تختلف الأقاويل حول سبب المغادرة، فقد يكون غادر إما للتحدث مع هتلر في بافاريا وإما لرؤية زوجته في عيد ميلادها (الذي صادف السادس من يونيو/حزيران 1944). ومع ذلك، يعتبر غيابه السبب وراء خسارة ألمانيا في منطقة نورماندي وكذلك السبب وراء جل التبعات للحرب بأكملها.

 

راهب الرياضيات

 

لولا حساب التفاضل والتكامل لما حقق العالم التقدم في العلوم والتكنولوجيا الذي نشهده الآن. ولولا راهب مجهول الهوية من القرن الثالث عشر لحدثت تلك التطورات في وقت أبكر.

 

على ما يبدو، لم يستطع هذا الراهب العثور على ورقة جديدة لكتابة صلواته، لذلك قرر محو محتويات نص قديم كتبه عالم الرياضيات اليوناني أرخميدس، واستخدام تلك الورقة في الكتابة.

 

والجدير بالذكر أن النص ينتمي إلى كتاب غير معروف يحتوي على أسس حساب التفاضل والتكامل قبل أن يكتشفها إسحاق نيوتن وغوتفريد لايبنتس بفترة طويلة.

 

قرارات ماري أنطوانيت

 

اتخذت ماري أنطوانيت، وهي إحدى ملكات فرنسا، قرارا في اللحظة الأخيرة تسبب في القضاء على جميع فرص إنقاذ عائلتها من الموت.

 

في عام 1791 كانت ماري أنطوانيت وزوجها الملك لويس السادس عشر يخططان للقيام بمؤامرة ضد المتمردين الفرنسيين وقررا الفرار من باريس إلى مونميدي، الواقعة بالقرب من هولندا.

 

نُصحت العائلة بأن تسافر على عربتين على مدى الرحلة، لكن ماري أنطوانيت أصرت على سفر العائلة معا في عربة أفخم تدعى برلين. وهكذا، تعرف بعض القرويين المسلحين على العربة ولاحقوها.

 

حرب نووية

 

ربما لا يكون اسم ستانيسلاف بيتروف مألوفا، ولكن من دونه كان من الممكن أن تختفي جميع الأسر عن الوجود.

 

في عام 1983 كان ملازم قوات الدفاع الجوي للاتحاد السوفياتي يعمل ليلا عندما أظهر جهاز الحاسوب الخاص به أن خمسة صواريخ أميركية متوجهة نحو بلاده.

 

كان بإمكانه أن يبلغ على الفور عن الصواريخ، وهو أمر كان من المحتمل أن يؤدي إلى حرب نووية شاملة، لكنه لم يفعل ذلك لأنه تأكد من حدوث عطل في الحاسوب بعد أن تفحصه.


التعليقات