القضية الفلسطينية لم تغب عن تاريخ السينما المصرية
- الجزيرة نت الثلاثاء, 18 مايو, 2021 - 05:16 مساءً
القضية الفلسطينية لم تغب عن تاريخ السينما المصرية

[ قدمت السينما المصرية عدة أفلام عن فلسطين ]

اهتمت السينما المصرية منذ بدايتها بأن يكون لها دور فعال في عرض القضية الفلسطينية على الشاشة الذهبية، وبالتحديد منذ 1948 مع أول فيلم قدّم بالتزامن مع "حرب فلسطين" التي عرفت بالنكبة، مرورا بكثير من الأفلام عبر مراحل زمنية مختلفة قدمت القضية بمعالجة مختلفة، إلا أن جميعها ترمي إلى توثيق روح المقاومة ووحشية الاحتلال الإسرائيلي.

 

أول فيلم عربي عن فلسطين

 

ويعدّ "فتاة من فلسطين" أول فيلم مصري وعربي يتناول القضية الفلسطينية، إذ أُنتج عام 1948 وحرصت منتجته عزيزة أمير على نقل وحشية العدو الصهيوني، وتأكيد روح المقاومة والتضحية والاستشهاد من أجل فلسطين، وذلك من خلال العمل الذي قام ببطولته وأخرجه زوجها الفنان محمود ذو الفقار، وأدّت دور البطولة فيه سعاد محمد في شخصية "سلمى" الفتاة الفلسطينية.

 

فقد حرص المؤلف يوسف جوهر على تأكيد الدعم المصري لفلسطين، من خلال البطل وهو ضابط طيار يدافع عن الأراضي الفلسطينية وقت الحرب، ولكن طائرته تسقط في إحدى القرى الفلسطينية بسبب غارة، وتقوم "سلمى" بتطييب جراحه، وفي الأحداث نكتشف أن منزلها هو مخزن لأسلحة المقاومة.

 

الأسلحة الفاسدة

 

وبصورة إنسانية تناولت بعض الأفلام أزمة توريد الأسلحة الفاسدة للجيش في حرب فلسطين.

 

ففيلم "أرض الأبطال" الذي عرض عام 1953 وأدّت بطولته كوكا وعباس فارس ملحمة إنسانية مع بطل اختار أن يشارك في الحرب وتحرير فلسطين، ويقع في حب إحدى الفتيات في غزة ويقرر الزواج بها لكنه يفقد بصره في إحدى العمليات الحربية نتيجة الأسلحة الفاسدة، وتكون المفاجأة أن والده أحد المتورطين في توريد تلك الأسلحة.

 

وقُدمت القصة في قالب مختلف من خلال فيلم "الله معنا" عام 1955، والفيلم من تأليف إحسان عبد القدوس وإخراج أحمد بدرخان، وبطولة فاتن حمامة وعماد حمدي، فالضابط عماد بطل الأحداث يصاب في إحدى العمليات وتبتر ذراعه.

 

ويوثق الفيلم تلك المرحلة أيضا من خلال مشاهد الجرحى والمشوهين الذي أصيبوا جراء الأسلحة الفاسدة، والمفارقة أيضا أن والد خطيبته أحد المتورطين في توريد تلك الأسلحة.

 

تحرير فلسطين

 

وفي تجربة المخرج كمال الشيخ "أرض السلام" عام 1957 من بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف، حاول أن يركز على معارك الفدائيين من أجل تحرير فلسطين من العدو الصهيوني وإبراز الصعوبات التي يواجهها الأبطال في فلسطين، مثل نسف العدو خزانات الوقود، وغيرها من الأعمال الإجرامية التي ركز عليها الفيلم.

 

وكأغلب الأعمال التي تناولت القضية في تلك المرحلة قدّمت الأحداث في قالب رومانسي من خلال قصة حب جمعت الفدائي المصري بإحدى الفتيات الفلسطينيات التي تشارك في المقاومة أيضا.

 

وظهر بالفيلم عدد من الفنانين المصريين الذين يتحدثون باللهجة الفلسطينية مثل فاتن حمامة وعبد الوارث عسر وتوفيق الدقن.

 

إسقاط تاريخي

 

والطمع في الأراضي الفلسطينية ليس وليد اللحظة، والأزمات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني أيضا بدأت قبل حرب فلسطين، وهو ما جعل المخرج يوسف شاهين يستخدم أحداث فيلمه "الناصر صلاح الدين" 1963 والمعارك التي خاضها صلاح الدين الأيوبي كنوع من الإسقاط للتاريخ الحديث.

 

فالفيلم لم يلتزم بالدقة التاريخية بقدر ما ألقى بظلاله على العصر الحالي والصراعات بصورة رمزية، فاستخدم شاهين المعارك والأحداث كغطاء تاريخي لتقديم الأزمة الفلسطينية، وأظهر المطامع الأوروبية في أرض فلسطين التي في ظاهرها الدفاع عن الدين إلا أنها في الأساس من أجل تحقيق المصالح والثروات والمكاسب، وبناء الممالك، إذ تركوا بلادهم ليمارسوا كل أنواع العنف والاضطهاد بحق الشعب الفلسطيني.

 

توثيق رحلة مناضل

 

وفي عام 1992 شارك الفنان نور الشريف في إنتاج فيلم "ناجي العلي" من إخراج عاطف الطيب وتأليف بشير الديك، ووثق به لتجربة المناضل ورسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي وتاريخه النضالي، وواقعة اغتياله في لندن عام 1978. وقد واجه الفيلم هجوما ومنع عرضه في معظم الدول العربية، إذ أثار حفيظة الأنظمة العربية التي هاجمها العلي في رسومه.

 

الانتفاضة في فيلم شبابي

 

وفي عام 2001 ومن خلال تجربة شبابية في فيلم "أصحاب ولا بيزنس" لمصطفى قمر وهاني سلامة وعمرو واكد والمخرج علي إدريس، قدم الفيلم نموذجا سلبيا للأشخاص المستغلين للقضية من أجل الترويج لمنافعهم الشخصية، من خلال شخصية رئيس القناة الذي يقوم بالتصوير في الأراضي الفلسطينية لتحقيق المكاسب، ولكن الاحتكاك بالنضال الحقيقي غير من أفكار المذيع الانتهازي وصديقه، بعد إصرارهما على نقل الحقائق كما هي.

 

ونجح الفيلم في إعادة الحماسة للحديث عن القضية في السينما مجددا، كذلك تطرق إلى الانتفاضة الفلسطينية وإحدى العمليات الاستشهادية.

 

وكانت المقاومة في الخمسينيات والستينيات محور الأحداث في فيلم "باب الشمس" 2004، للمخرج يسري نصر الله، المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للأديب إلياس خوري.

 

وتحكي الأحداث قصة البطل "يونس" الشاب الفلسطيني الذي يقرر الانضمام إلى المقاومة في حين تتمسك زوجته بالبقاء في قريتها بالجليل، ويلتقيها في مغارة باب الشمس، وصوّر نصر الله مشاهد الفيلم في سوريا ولبنان.


التعليقات