توقّع مسح اقتصادي نشرت نتائجه اليوم الخميس إفلاس نحو نصف الشركات الصغيرة والمتوسطة في أوروبا خلال العام المقبل إذا لم تزد الإيرادات، وهو ما يبرز حجم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبحسب المسح الذي أجرته مؤسسة "ماكينزي أند كو" للاستشارات خلال أغسطس/آب الماضي وشمل أكثر من 2200 شركة صغيرة ومتوسطة في أكبر 5 اقتصادات بأوروبا، فإن شركة من بين كل 5 شركات في إيطاليا وفرنسا ستشهر إفلاسها خلال الأشهر الستة المقبلة.
وأشارت وكالة بلومبيرغ إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة أساسية بالنسبة للاقتصادات الأوروبية، حيث تساهم بحوالي ثلثي عدد الوظائف، إلى جانب أنها تمثل أكثر من نصف القيمة المضافة للاقتصاد في المنطقة الأوروبية.
وكانت جائحة كورونا قد ألحقت ضررا كبيرا بالشركات الأوروبية حيث تراجعت إيرادات نحو 70% من تلك الشركات، وزادت نسبة التراجع في إيطاليا وإسبانيا، اللتين كانتا الأشد تضررا من الجائحة واضطرتا إلى فرض إجراءات إغلاق أشد صرامة للحد من انتشار الفيروس.
ووصفت الأغلبية الساحقة من الشركات حالة الاقتصاد بأنها ضعيفة، وهذا يثير المخاوف من زيادة حالات التوقف عن سداد القروض واللجوء إلى تسريح المزيد من العمال، وأعلنت الحكومات في كل الدول التي شملها المسح عن برامج إضافية لدعم الوظائف، في محاولة للحد من ارتفاع معدل البطالة مع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا.
من جهتها، أعلنت مجموعة "آي إيه جي"، (IAG) المالكة لشركتي بريتش أيرويز (British Airways) البريطانية وآيبيريا (Iberia) الإسبانية للطيران، اليوم الخميس عن تسجيل خسارة قدرها 1.3 مليار يورو (1.52 مليار دولار) في الربع الثالث للعام المالي الحالي بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، وكانت مجموعة آي إيه جي حققت في الفترة نفسها من العام الماضي أرباحا قدرها 1.4 مليار يورو، وفق ما جاء في بيانها.
وتراجعت الإيرادات بنسبة 83% إلى 1.2 مليار يورو في الفترة المشمولة بالتقرير، وقالت آي إيه جي إنها تتوقع ألا يزيد عدد ركابها في الربع الأخير من العام الحالي عن 30% مقارنة بالعام السابق، وأوضحت المجموعة أنه نتيجة لذلك لا تتوقع تحقيق التوازن على صعيد التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام.
وأضافت أن الحجوزات لم تنتعش كما كان متوقعا بسبب الإجراءات الإضافية التي اتخذتها الكثير من الحكومات الأوروبية ردًا على الموجة الثانية من إصابات كوفيد-19.