[ قيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ]
في إحاطته لجلسة المجلس الأمن مطلع ديسمبر الجاري قال المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ بأن تحولا كبير سيطرأ على خارطة التحالفات السياسية في اليمن بعد مقتل "صالح".
ويشهد الواقع السياسي اليمني منعطفات استراتيجية قد تعيد صياغة التحالفات بطريقة غير مألوفة وتصب في خانة المفاجآت ذات العيار الثقيل.
مؤخراً شكل الانفتاح الإماراتي مع حزب الإصلاح بعد جهود بذلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأثمرت لقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد برئيس الحزب محمد اليدومي وامينه العام عبدالوهاب الآنسي بهدف توحيد الجهود لدعم الشرعية ومواجهة الانقلاب بحسب الخبر الرسمي.
لقاء المحمدين بقيادة الإصلاح اعقبه حراك دبلوماسي لسفراء امريكا وروسيا حيث التقيا بقيادة الإصلاح في لقاءين منفصلين وأشادا خلالهما بقدرة الإصلاح على احداث التوازن السياسي المطلوب.
يبحث التحالف العربي عن حليف محلي لديه القدرة على حشد كافة الشرائح المجتمع اليمني في عملية استكمال عملية التحرير وانهاء الانقلاب، خصوصا بعد مقتل صالح على يد الحوثيين وتفردهم بالسيطرة على المشهد في صنعاء.
مؤخراً قال الرئيس هادي أمام سفراء الدول الـ(19) في اليمن بأن "الانقلاب قتل شقه السياسي ولم يبق منه سوى البندقية"، وكان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي أكد في حديث متلفز بأن "المجتمع الدولي مقتنع بانه لا يوجد طرف سياسي يمكن للحكومة التحاور معه".
جنوبا يبدي المجلس الانتقالي غضبه من جهود توحيد مكونات الشرعية ضد الانقلاب حيث هدد بعض قياداته تصريحات تدعو لإنهاء التحالف مع الإمارات بل والتهديد باللجوء إلى إيران إذا استدعت الضرورة.
ورغم أن المؤشرات تقول بأن التحالف مع حزب الإصلاح سيكون لملء الفراغ الذي تسبب به مقتل صالح شمال اليمن، فما هي مصلحة الانتقالي في مهاجمة ذلك، وهل لايزال ضمن توجهات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وافشال المشروع الايراني أم لا؟
وكان المحلل السياسي الإماراتي أحمد الحميري قال في مداخلته على قناة روسيا اليوم : "نحن لسنا ضد حزب الإصلاح، واتحدى أي أحد يأتي بتصريح رسمي يمثل دولة الإمارات أو السعودية أو التحالف يقول غير ذلك".
عضو رئاسة المجلس الانتقالي ومحافظ محافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي كان قد طالب دولة الإمارات والتحالف العربي "بالكف عن تخدير الإرادة الشعبية الجنوبية وتقييد حريتها في التعبير عن مشروعها مع من تعتقد أن يكون حليف استراتيجي"، في إشارة إلى روسيا وإيران، مطالبا المجلس الانتقالي عدم الركون على التحالف العربي وضرورة "الأخذ بأسوأ الاحتمالات".
ودعا المجلس الانتقالي إلى "تقييم سياسات التحالفات وفق النوايا والممارسات"، في انتقاد مبطن لدولة الإمارات التي يتهمها الانتقالي بأنها تقف معه بالأقوال دون الأفعال.
وفي ذات التماهي مع الخطاب المهاجم للسعودية والإمارات قالت القيادية وعضو الجمعية العمومية في المجلس الانتقالي زهراء صالح بأن المجلس سيتوحد مع إيران لاستعادة دولة الجنوب في تهديد واضح للمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
وتتعرض المملكة العربية لتهديد صاروخي إيراني الصنع تطلقه جماعة الحوثي من اليمن بشكل مستمر.
واتهمت صالح في كلمة لها في حفل تأبين القيادي خالد الجنيدي في مدينة كريتر الأحد السعودية والامارات بخيانة الجنوبيين في اشارة الى ان المجلس الانتقالي وصل الى مفترق طرق مع التحالف العربي، محرضة على عدم القتال الى جانب التحالف العربي في الجبهات ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
دعوات التحالف مع إيران تصب في المحصلة في صالح الانقلابيين الحوثيين ويعزز من مخاوف سابقة لدى السعودية والإمارات من علاقة قيادات الانتقالي بإيران.
وفي خطوة ربما تظهر حجم الحنق الحراكي على الإمارات التقى القيادي الجنوبي البارز ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس بالسفير التركي في اليمن السيد ليفينت ايلر صباح الأربعاء.
اختيار التوقيت ربما لم يخلو من لؤم سياسي حيث شهد اليومين الماضيين أزمة في العلاقات الدبلوماسية بين أبوظبي وأنقرة، وشهدت منصات التواصل تراشق إعلامي بين قيادات بارزة في الدولتين.
خلال ثلاثة أعوام ظل المجلس الانتقالي يقدم نفسه حليفا استراتيجيا لدولة الإمارات العربية المتحدة و انه الأجدر على ضمان مصالحها في الجنوب اليمني، فهل شكل مقتل "صالح" مفترق طرق بين الانتقالي ودولة الإمارات؟.
وتتعرض المملكة العربية السعودية لعمليات إطلاق مستمرة لصواريخ باليستية إيرانية الصنع من قبل جماعة الحوثي على مواقع مختلفة من مناطق المملكة.
ولم يصدر عن المجلس الانتقالي أي موقف يدين إطلاق الحوثيين الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية والتي كان آخرها صاروخ تم اسقاطه من قبل منظومة الدفاع الجوي جنوب العاصمة الرياض الثلاثاء الماضي.
وكان مجلس الأمن أدان مطلع الشهر الجاري "إطلاق الصواريخ على السعودية، مجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بحظر تصدير السلاح إلى اليمن بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2216، 2015".
وكان المحلل السياسي السعودي علي التويتي قال في مقابلة سابقة على قناة العربية الحدث بأن قادة التحالف العربي لن يعملوا على إخراج إيران من الباب في اليمن ويسمحوا لها أن تعود "من شباك المجلس الانتقالي" الذي قال إن لديه نزعة قوية للتحالف مع إيران.