تحدثت عن تجربتها.. كاتبة "سد الغريب": المسلسل يلامس واقع اليمنيين في الريف والمدينة
- حوار ـ سمير النمري الإثنين, 11 مايو, 2020 - 03:03 صباحاً
تحدثت عن تجربتها.. كاتبة

حقق مسلسل (سد الغريب) الذي يبث على قناتي يمن شباب والمهرية النسبة الأعلى من المشاهدات، ويرجع نقاد الأمر إلى طريقة انتاج العمل الجديدة والتي تميزت بنقلة نوعية في التصوير والمونتاج والإضاءة والموسيقى والمؤثرات الصوتية، التي كان لها الأثر في جذب المشاهدين فضلاً عن قصة المسلسل التي اكتنفها الكثير من الغموض.


خلف هذا العمل تكمن كوادر يمنية مبدعة ولها اسم محفور في تاريخ الدراما اليمنية، لكننا اليوم مع اسم جديد يتمثل في كاتبة المسلسل يسرى عباس والذي تجاوبت معي مشكورة لإجراء هذا الحوار.

 

نص الحوار

 

*لمع اسم يسرى عباس بشكل مفاجىء في مسلسل سد الغريب. ككاتبة للسيناريو، يحتاج الجمهور للتعرف عليك أكثر؟

 

**أنا يسرى حسن زيد عبدالله عباس، من مديرية الخبت بمحافظة المحويت، درست الثانوية ولم أكمل دراستي في كلية التربية بجامعة صنعاء ودراستي الأكاديمية لأسباب كثيرة أهمها: أني قدمت العمل على الدراسة، موهبتي هي تقريبًا أصبحت دراستي وعملي ومصدر رزقي، تغلبت على أشياء كثيرة في حياتي و ظهرت عندي مواهب أخرى.

 

بدايتي مع الكتابة و أنا في عمر 18 سنة وتمثلت في كتابة قصة مسلسل أشواق وأشواك التي كانت بدايتي، والفضل لله أولاً ثم أمي وأبي وإخواني وأخواتي وكل المقربين مني، وقد ساعدني الوالد الأستاذ والفنان عبد الكريم محمد المتوكل كثيراً واكتسبت منه خبرة كبيرة، وأوجه له تحية.

 

أعمالي الأدبية ليست كثيرة ولكن استطاعت يسرى أن تصل أكثر من غيرها، عملت مع مؤسسة الدكتور محمد العماني في مسقط و كتبت فيلم معه (محاضر بلا رقابة) ولكن لم يظهر العمل إلى، الآن وعملت مع شركة الخليج للانتاج والتوزيع الفني وكنت من ضمن الكتاب لأحد المسلسلات و لكن لم ينتج العمل.

 

من أهم أعمالي أيضاً فيلم الحقيبة الذي حصل جائزة أفضل فيلم من قبل منظمة سراج، وكتبت سابقاً في مجلة المثقف الصغير ومجلة أطفال الصادرة من تعز
بالإضافة إلى بعض الفلاشات الإذاعية والتلفزيونية وغيرها، ولدي أعمال بعضها عند بعض المخرجين والباقي في الدرج وآخر أعمالي (مسلسل سد الغريب) يعرض على قناتين هما المهرية ويمن شباب.

 

*حظي مسلسل سد الغريب بمتابعة كبيرة من المشاهد اليمني في الداخل والخارج، كيف جاءت فكرته والى ماذا يهدف؟

 

**مسلسل سد الغريب أنا اعتبره مثل ابني، ذلك أني اجتهدت فيه كثيراً، والمسلسل من فكرة وقصة هاشم حمود هاشم و عبدالله يحيى ابراهيم، سيناريو وسكريبت يسرى عباس، وحوار ومعالجة درامية يسرى عباس وهاشم هاشم ومحمد العشبي ومن إنتاج دوت نوشن للانتاج الفني والإعلامي، وإخراج هاشم هاشم.

 

تناول مسلسل سد الغريب الكثير من القضايا الاجتماعية في الريف والمدينة أهمها الماء والمال والفقر والقهر والمرض والخداع والطمع والقتل والغدر، واستطاعت مجموعة من نخبة الدراما اليمنية الذين لهم تاريخ عريق أمثال الأستاذ نبيل حزام ونجيبة عبدالله وعبدالله يحيى ابراهيم وابراهيم الزبلي وأماني الذماري ونوال عاطف وسحر الأصبحي ويحيى إبراهيم محمد الرداعي وقيس السماوي أن يجسدوا الشخصيات التي رسمتها يسرى مع المخرج وأبدعت مجموعة من الوجوه الجديدة أيضاً في أدوارها، وقد عملنا كثير في هذا المسلسل من حيث فريق تطوير القصة والفكرة وبناء الخطوط الدرامية والأحداث وتدريب الوجوه الجديدة للمسلسل، حيث قام بتدريبهم عبدالله يحي ابراهيم.

 

*يعيب كثير من المشاهدين على مسلسل سد الغريب الغموض الزائد، هل سبب ذلك سيناريو القصة نفسها، أم الرؤية الاخراجية؟

 

**البعض يقول إن مسلسل سد الغريب غامض و مبهم، لن أنفي ذلك، لأن العمل يتطلب إخفاء الأحداث ليس للتشويق وإنما العمل يتحدث عن الماضي والحاضر، وعن 26 عامًا فكان لابد أن نخفي الأحداث، وقد تفاجأ الجمهور بالحلقتين الأولى والثانية بسبب التنقل في المشاهد باستثناء القليل الذين استوعبوا الأمر، ولم يكن الأمر بالنسبة لي سهلا في كتابة السيناريو بسبب تنقل الأحداث والزمن وكثرة الشخصيات، ولا أخفي القول أني سأخرج الشخصيات من رأسي مستقبلاً! أنا مقتنعة جداً وأحببت ما قدمته من حلقات ومشاهد وشخصيات، ولا أرى عيوب في سد الغريب وإنما هناك تقصير أو أخطاء غير مقصود، ولم يكن الأمر سهلا كونه أول عمل يمني كبير بهذا الحجم.

 

*ينتقد كثير من المتابعين فكرة تضمن المسلسل لكمية مفرطة من العنف الذي غلب على معظم الحلقات، هل يعد ذلك انعكاسًا للواقع اليمني، وهل يعتبر حلاً لذلك الواقع، أم تكريساً للعنف؟

 

**المسلسل جديد على الجمهور، وأيضا حتى البعض يعيب عليه بأنه كثير الوفيات أو كثير العنف والسبب يعود إلى أن السيناريو مبني على أحداث ماضي وحاضر و كان لابد أن نقترب من الواقع ونكون صادقين في سرد الأحداث، كما أن العمل يتحدث عن 26 عاما فمن المستحيل أنه لا أخد يموت في تلك السنوات، بالإضافة إلى أن المشاهد اليمني أعتاد على الدراما الخفيفة والكوميدية محدودة الأحداث والشخصيات والمحاور على عكس سد الغريب.

 

*لماذا برأيك لا تتوفر لدينا أعمالاً درامية إيجابية تسهم في تغيير النمطية السلبية السائدة لدى المجتمع؟

 

**يعود ذلك ببساطة إلى عدة أسباب: أولاً: ليس لدينا دعم نوفر مواد متلفزة، ثانيا: المجتمع اليمني أصبح يشاهد أعمال عربية وأجنبية بسبب عدم توفر ما يريده من محتوى، ثالثاً: أعمالنا اليمنية لا تظهر إلا في رمضان مع وجبة الشفوت والسنبوسة، رابعاً: هناك كتاب و شخصيات من المبدعين قادرين أن يكتبوا ويمثلوا ولكن لم يحصلوا على فرصة وأنا من ضمن هؤلاء فقد عانيت كثيرا وقدمت أعمالي للكثير من المخرجين والقنوات اليمنية بعد أشواق وأشواك والبعض خاف من كتاباتي لأنها مكلفة انتاجيا والبعض لم يستوعب كتاباتي لأن همه هو أن يحصل على (لقمة حلوة) في رمضان ومسلسل يثير الضحك فقط، بيد أني وجدت أناس التقي معهم في الرؤية، منهم المخرج هاشم وعبدالله ابراهيم وهذا ما جعلنا نبحر ونتتج سد الغريب، وفي الحقيقة إن كرسنا الإعلام والدراما لإيجابيات المجتمع فقط، فهذا غير صحيح ونكون نغالط أنفسنا، لأن الدراما هي التي تعكس مجتمعنا وواقعنا والناس أحبت سد الغريب لأنه لامس قلوبهم و حياتهم في الريف وفي المدينة، اقترب من الفرح والحزن، وأحيانا الدراما لا تعرض من الحقيقة إلا بنسبة 30% ونجملها ونقدمها بأسلوب درامي، وأحيانا يكون الواقع أكثر خيالا من الدراما.

 

*هل تستطيع يسرى الكتابة بحرية، أم أنها مقيدة بعادات وتقاليد وفوضى مجتمعية؟

 

**يسرى عباس لا تحب أن تضع لنفسها حداً في الكتابة ليس لإنها مقيدة من قبل عادات أو تقاليد أو فوضى أو غيره وإنما كل ما يهمني هو حياة الفرد والمجتمع والإنسان و حياته اليومية والكاتب هو من يضع الحقيقة بقالب درامي.

 

*هل نستطيع القول أن المرأة الريفية قادرة على المنافسة وانتاج أعمال أدبية ودرامية مثيرة للاهتمام؟

 

**صحيح أنني عشت في الريف وفي المدينة وتعلمت أشياء كثيرة من عادات وتقاليد المجتمع وبفضل الله ثم أهلي ودعمهم وصلت إلى ما أنا عليه الآن وأقولها نعم تستطيع المرأة أن تنافس وتعمل و تتفوق خاصة إذا علمت ماذا تريد وأين ستضع أقدامها وفي الحقيقة للأهل دور فعال في نجاح بناتهم سواء كان في الريف أو المدينة.

 

*يسرى تمثل نموذجا متميزا لبنات مديرية الخبت بمحافظة المحويت، كيف تنظرين لوضع المرأة - وخاصة فئة الشباب منهن- في مديريتك؟

 

**أحظى باهتمام واحترام من بنات مديرتي والكثيرات يتواصلن معي ويشجعنني وإن شاء الله أكون عند حسن ظنهن وظن الجميع، وأنا فخورة جدًا كوني من مديرية الخبت ومن المحافظة الجميلة مدينة السلام محافظة المحويت.

 

*كيف تقيمين الأعمال الدرامية في القنوات الفضائية، وما الذي شد انتباهك؟

 

**مع الأسف، منذ سنة ـتقريباًـ لم أتابع أي مسلسل يمني أو عربي بسبب انشغالي، علما أني محبة لشاشة التلفاز وأحب الدراما السورية والمصرية والخليجية وأحب أن أشاهد أعمال عربية يكون بطلها ممثل معين أو لكاتب معين.

 

*ما هي مفاجأة الكاتبة يسرى للعام القادم؟

 

**ليس لدي أي مفاجئة للعام القادم، ولكني اعتزم الاشتغال على أفكار جديدة، وأقدم عمل كبير ومميز مثل سد الغريب.

 

*كلمة أخيرة.

 

-أشكر الله على كل ما أعطاني، وأشكر أبي وأمي وأسال الله أن يعطيهم الصحة والعافية ويخليهم لي، ولإخواني وأخواتي وأخوالي وأعمامي وصديقاتي وشكرا لشركة "دوت نوشن" التي انتجت المسلل، والتي أضافت ليسرى عباس إبداعاً ممثلة بالأستاذ هاشم هاشم، والأستاذ عبدالله يحيى ابراهيم والأستاذ راكان الانسي والأستاذ خالد سلام وكل أفراد "دوت نوشن".


وأشكر أيضاً كل زميلاتي وزملائي من طاقم مسلسل سد الغريب، وأشكر كافة الناس الذي تعرفت عليهم في عام 2020، وأتمنى أن يمضي هذا العام على خير، وأن تنقضي أزمة فيروس كورونا من العالم، وأرجو السلام والأمان لوطني اليمن الحبيب وأن أفرح بالعيد مع عائلتي، وأسعد بنجاحي في مسلسل "سد الغريب".


التعليقات