سفير يمني مهد لها والزبيدي رعى ترميمها كمنجز للانتقالي وتل أبيب احتفت بها وصمت رئاسي
مقبرة اليهود في عدن.. هل تصبح بوابة التطبيع بين الانتقالي وإسرائيل؟ (تحليل)
- عامر الدميني السبت, 27 أغسطس, 2022 - 12:06 صباحاً
مقبرة اليهود في عدن.. هل تصبح بوابة التطبيع بين الانتقالي وإسرائيل؟ (تحليل)

[ مقبرة اليهود في عدن - وكالات ]

تفاعلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل واسع مع ترميم مقبرة اليهود في عدن، من قبل المجلس الانتقالي، الذي وجه رئيسه عيدروس الزبيدي بعملية الترميم، وقدمه كمنجز لمجلسه الممول من دولة الإمارات، وظهر أحد الإعلاميين العاملين مع الانتقالي في إحدى القنوات الإسرائيلية متحدثا عن الأمر.

 

هذا الخبر الذي تحول لعناوين عريضة في عدة صحف إسرائيلية، سلط الضوء على العديد من التطورات والرسائل المرتبطة بالموضوع، ويكشف دلالات عديدة ومؤشرات سنتطرق لها في هذه المادة.

 

اهتمام الإعلام الإسرائيلي

 

عدة وسائل إعلام إسرائيلية تناولت خبر الترميم، ومنها صحيفة جي بوست (JPOST) التي نشرت خبرا في موقعها بعنوان: " المتمردون اليمنيون يساعدون في ترميم مقبرة يهودية عمرها 160 عاما"، وكذلك صحيفة تايمز أوف إسرائيل، التي كتبت هيئة تحريرها تقريرا بعنوان: "اليمن يرمم المقبرة اليهودية وهي ما تبقى من مجتمع مزدهر في يوم من الأيام"، وكذلك قنوات كان، والقناة الـ11.

 

ونشر موقع (jta) الإسرائيلي المتخصص بنشر وتغطية أخبار الديانة اليهودية من جميع أنحاء العالم منذ عام 1917 خبرا في موقعه الإلكتروني بعنوان: " ترميم مقبرة يهودية عمرها 160 عامًا في اليمن بمساعدة فصيل حكومي منشق".

 

الموقع نقل تصريحا لمسؤول يمني (لم يذكر اسمه) نشرته قناة كان الإسرائيلية نقلا عن صحيفة تايمز أوف إسرائيل قال فيه إن تجديد المقبرة اليهودية هو "رسالة إلى جميع سكان عدن بأن عدن مدينة سلام وأننا لن نقبل أي ضرر لأي موقع مقدس".

 

موقع وتاريخ المقبرة

 

تشير أغلب المصادر التاريخية إلى أن تواجد اليهود في عدن ارتبط بتواجد الاستعمار البريطاني للمدينة، والذي بدأ عام 1839، وكان هذا الاستعمار مصدر جذب لمختلف الجنسيات، ومن بينهم كان اليهود، الذين أسسوا معابدهم الخاصة، واشتهروا بتجاراتهم، واشتغالهم في هذا المجال، خاصة في ظل شركة الهند الشرقية التابعة لبريطانيا والتي كان ميناء عدن تابعا لها.

 

وفي كتابه عن تاريخ عدن يقول المؤرخ اليمني بلال غلام إن اليهود امتلكوا عدة مقابر في عدن، وأن أقدم وأول مقبرة يهودية كانت تقع في كريتر، بجانب سوق البلدية في المنطقة التي تُعرف بالحفيرة، وموقعها أسفل شرطة كريتر حاليا.

 

ويشير إلى أن الإنجليز عندما قرروا رصف شوارع عدن في خمسينيات القرن الماضي، طلب المهندسون تربة من نوع خاص لتعبيد الشوارع وكانت هذه التربة موجودة في مقبرة اليهود بكريتر، وبعد الاستئذان من مسؤولي الجالية اليهودية تم هدم تلك المقبرة، وأخذ التربة منها بعد حفر الموقع؛ لذا باتت معروفة لأهالي عدن بالحفيرة".

 

صورة قديمة لمقبرة اليهود في عدن - وكالات

 

ويؤكد المؤرخ بلال غلام أنه تم نقل المقبرة من كريتر إلى موقعها الجديد في المعلا، بداية الشارع الرئيسي، أسفل عقبة كريتر، ولا زالت موجودة هناك إلى اليوم.

 

تقع مقبرة اليهود في منطقة المعلا بعدن، وشيدت قبل أكثر من 160 عاما، وخصصت للجالية اليهودية اليمنية التي كانت متمركزة في عدن، وبلغ عددها أكثر من خمسين ألف شخص في أوائل القرن العشرين، وجرى تهجير نحو 49 ألف منهم بين عامي 1949 و1950 إلى إسرائيل فيما عُرف وقتها بعملية بساط الريح، وهي العملية التي جرى من خلالها ترحيل اليهود اليمنيين من مناطق سكنهم في الشمال والجنوب إلى إسرائيل بعد إعلان نشأتها كدولة، واحتلالها للأراضي الفلسطينية.

 

وتعرضت الجالية اليهودية في عدن في العام 1947م، أي قبل تهجيرهم إلى إسرائيل لأعمال عنف كبيرة، بما في ذلك إحراق محلاتهم التجارية ومنازلهم، والاعتداء على بعضهم، وذلك في أحداث شغب اندلعت لعدة أيام، إبان فترة تواجد الاستعمار الإنجليزي، وتشير معلومات تاريخية إلى أن أعمال العنف التي استهدفت اليهود في عدن حينها كانت بتواطؤ بريطاني، وذلك لدفع اليهود نحو الهجرة إلى إسرائيل، ومن أبرز الكتب التي تحدثت عن تلك الأحداث، اليمن الجمهوري لعبدالله البردوني، وتاريخ عدن لبلال غلام، ومذكرات الرئيس الأسبق علي ناصر محمد.

 

وتشير تقارير صحفية إسرائيلية إلى أن عدد اليهود الباقون في عدن وصل عام 2008م إلى بضع مئات فقط، فيما ذكرت الأمم المتحدة مطلع هذا العام أن العدد الفعلي لليهود المتبقون في عدن وصل إلى سبعة فقط.

 

وجرت صيانة المقبرة وحمايتها خلال الفترة الماضية من خلال الدولة اليمنية في عدن، سواء خلال فترة التشطير، أو بعد تحقق الوحدة، وظلت تحافظ عليها السلطات المتعاقبة، وتعرضت المقبرة لأول مرة في 2013 لاعتداءات من قبل أشخاص نبشوا القبور بحثا عن الذهب، وجرى وقف تلك التعديات في وقتها، وبعد اقتحام الحوثيين وحليفهم صالح في 2015 لعدن، تسببوا بخراب واسع للمدينة ومعالمها ومبانيها، وبدأت مرحلة فوضى في عدن.

 

فترة الانتقالي

 

بعد خروج الحوثيين من عدن، وتمكن الانتقالي من السيطرة على المدينة، تعرضت مقبرة اليهود للنبش والاعتداءات المتكررة بتغيير وإزالة معالم بعض القبور، وكذلك الاسماء المكتوبة باللغة العبرية، وشرع نافذون محليون ينتمون للانتقالي بعمليات بسط على مقبرة اليهود الواقعة في مديرية المعلا، ضمن عمليات بسط طالت العديد من المقابر الأخرى، والأراضي التابعة للدولة، ومؤسساتها في أكثر من مكان داخل عدن، وسجلت تقارير صحفية وحقوقية العديد من حالات البسط والنهب والمصادرة للأراضي في عدن من قبل قيادات في الانتقالي، أو تحظى بحمايتها، وهو ما يجعل الانتقالي المسؤول الأول عن ما تعرضت له مقبرة اليهود وغيرها.

 

هجوم وتهديد إسرائيلي

 

بعد العبث الذي مارسته قيادات الانتقالي والمليشيا التابعة لها بالعبث بمقبرة اليهود في عدن هاجم الناشط الإسرائيلي إيدي كوهين في حسابه بتويتر يوم 15 فبراير 2020 الانتقالي وعبثه في المقبرة اليهودية، وطالب بوقف البناء فوق مقابر اليهود في عدن من قبل المجلس الانتقالي.


 

 

كوهين نشر مقطع فيديو يظهر العبث بالمقبرة، وهدد بالقول " اذا لم يتم وقف البناء على مقابر يهود عدن سوف نرفع قضايا دولية على المليشيات المتطرفة والارهابية في عدن"، واستشهد بما قال أنه ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتوقفه لجنازة يهودي، متسائلا: "أين حرمة الأموات؟".

 

تطبيع الإمارات

 

لم تستجب قيادة الانتقالي لأي نداءات بوقف العبث في الأراضي، بل نشأت طبقة جديدة من التجار والأثرياء تابعة للانتقالي بفضل عملية المتاجرة بالأراضي في عدن، والعبث بها، والاستيلاء عليها بطريقة غير مشروعة، وبشكل غير مسبوق ولم تشهده المدينة من قبل.

 

ولكن  بعد التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، وتبعية المجلس الانتقالي للإمارات، بدأت قيادات المجلس الانتقالي التعبير والإفصاح عن موقفها تجاه إسرائيل، ومن ذلك تصريحات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي لقناة روسيا اليوم في فبراير 2022، والذي نشرته قناة عدن التابعة للانتقالي، وقال الزبيدي إنه مستعد للتطبيع مع إسرائيل فور استعادة دولة الجنوب، وكذلك حديثه لصحيفة عكاظ السعودية التي أجرت حوار معه في الـ14 من أكتوبر 2021، وقوله إن التطبيع مع إسرائيل مشروط، بالإضافة لتغريدات القيادي في الانتقالي هاني بن بريك.

 

وعقب تصريحات الزبيدي عن إسرائيل وفي السابع والعشرين من مارس الماضي 2022 نشرت قناة عدن المستقلة خبرا يفيد أن عيدروس الزبيدي يرعى مشروع إعادة تأهيل وصيانة المقبرة اليهودية في العاصمة عدن، ونشر ذات الخبر حساب صحيفة ساوث24 التابع للانتقالي بنسخته الإنجليزية في تويتر.

 

ظهور شلبي في قناة كان

 

ويوم الواحد والعشرين من أغسطس الجاري 2022 ظهر شخص بصفته صحفي يدعى أحمد الشلبي في قناة كان الإسرائيلية، وقال إن القيادة السياسية اليمنية (هكذا ذكرها موقع صحيفة إسرائيل أوف تايمز) تحرص على الحفاظ على المقابر، وتحترم المقابر اليهودية.


 

 

الشلبي هو أحد الشباب الذين يعملون مع الانتقالي ويناصرون فكره وأجندته، ويعمل الآن في وظيفة مدير إدارة الإنتاج البرامجي في "قناة عدن" التابعة للانتقالي منذ 2020، وسبق أن عمل كمصمم جرافيك لدى جهات إعلامية سعودية وإماراتية، وأخرى محلية ممولة من أبوظبي، مثل شركة انفوجرافيك السعودية، وموقع صحيفة عدن، وموقع نيوز يمن، وكذلك منتجا لدى قنوات أبوظبي والغد المشرق.

 

تقول صحيفة إسرائيل أوف تايمز إن الشلبي كان مترددًا في البداية في التحدث مع موقع إخباري إسرائيلي، وتشير إلى أنه غطى أعمال تجديد المقبرة في اليمن لعدة أشهر، قال الشلبي للصحيفة إن هذه الخطوة جاءت بعد سنوات من الإهمال، وأنها دمرت وتضررت أجزاء من الجدار المحيط بها "، مضيفًا أن الجهود المبذولة لتجديد الموقع كانت بقيادة منظمات مدنية تطوعية قبل أي توجيهات أو اهتمام من قبل عيدروس قاسم الزبيدي

 

الزبيدي يوجه

 

في الخامس والعشرين من أغسطس الجاري 2022 بثت قناة عدن التابعة للانتقالي تقريرا قالت فيه إن الزبيدي وجه بسرعة ترميم مقبرة اليهود في عدن، وتوفير الحماية اللازمة لها وغيرها من المعابد والكنائس في عدن، والضرب بيد من حديد لكل من يحاول العبث بها، وعرضت القناة مشاهد لعملية ترميم وصيانة المقبرة.


 

 

القناة ذاتها نقلت تصريحا عن نائب رئيس ما يسمى الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي مختار اليافعي قوله إن بدء العمل لصيانة وتأهيل المقبرة جاء تنفيذا لتوجيهات الرئيس الزبيدي حفاظاً على المقبرة وتقديساً لأرواح ساكنيها، معتبرا ذلك رسالة يقدمها (الرئيس) الزُبيدي بأن عدن مدينة مسالمة ولا يمكن الإضرار بأي من المقدسات الدينية لكل الديانات السماوية.

 

باحث يهودي يكشف حقائق

 

في القناة (11) الإسرائيلية ظهر داني غولدشميت وهو باحث يهودي في شؤون اليمنيين، وقال للقناة إنهم في العامين الأخيرين حصلوا على معلومات بتعرض المقبرة للخراب، وتواصلوا مع مسلمين يمنيين في عدن لبحث الأمر، وأعربوا عن غضبهم لما يجري خلال لقاء مع السفير اليمني في لندن ياسين سعيد نعمان.

 

الباحث قال إنه تلقى دعوات للوصول إلى عدن، مراهنا على اتفاقية إبراهام التي تروج لها الإمارات، وكشف عن اتفاق قادم مع المجلس الانتقالي ليتمكن من الوصول لعدن والسير في شوارعها.

 

إسرائيل تحتفي

 

توجيه الزبيدي بإصلاح المقبرة، وصفه حساب "إسرائيل بالعربية" وهو حساب رسمي تابع للدولة الإسرائيلية في تويتر بأنه "خطوة تبشر بالخير في عدن اليمن".


 

 

ويقول الحساب إن جالية يهودية كانت تعيش في عدن، وتعرضت لأعمال عدائية في أواخر 1947، منها قتل ونهب وتدمير وكنس، وتطرقت في ذات التغريدة للتقرير الذي نشرته قناة كان ومراسلها ومداخلة اليمني أحمد شلبي، وطالب متابعي الحساب بعدم تفويت مشاهدة التقرير.

 

دلالات ومؤشرات

 

تشير التطورات الزمنية التي سردناها أعلاه إلى تنامي الانفتاح من قبل المجلس الانتقالي في علاقته بإسرائيل، ويأتي الاهتمام بالمقبرة كمترجم للتصريحات التي أطلقها الزبيدي سابقا حول التطبيع مع إسرائيل، وهذا التنامي في العلاقة يأتي متسقا مع دور دولة الإمارات العربية المتحدة، الممولة لأنشطة الانتقالي والداعمة له، والتي طبعت علاقتها مع إسرائيل مؤخرا، وعملت خلال السنوات الأخيرة على نقل يهود يمنيين من اليمن إلى أبوظبي، ثم إلى إسرائيل، ودول أخرى كبريطانيا، في إطار لم شمل بعض تلك الأسر.

 

لذلك يأتي انفتاح الانتقالي على إسرائيل، والغزل معها من خلال مقبرة اليهود في عدن، ضمن أجندة أبوظبي الواضحة، والتي تروج لما يسمى اتفاقية إبراهام بين الأديان، وتتخذ من الانتقالي واجهة لها في جنوب اليمن لفصله عن الشمال، وتغذي النزعة التشطيرية، وتدفع الانتقالي في هذا الاتجاه، كجزء من تسويقها له خارجا بدعم إماراتي، بينما يقوم هو بدور وظيفي لصالح أبوظبي في المقام الأول، التي تقدم نفسها كحليف رئيسي بارز لإسرائيل في المنطقة.

 

ويظهر حديث أحمد الشلبي للقناة الإسرائيلية ذات التبريرات التي سبق للإعلام الإماراتي والسعودي ترويجها، من أن التقارب مع إسرائيل والانفتاح عليها يأتي في إطار محاربة إيران في المنطقة، وهي حجة تسوقها الدولتين مؤخرا بشكل كبير، ويتلقفها التابعين لها من الأطراف الممولة منها، بينما تسارع الدولتين مؤخرا لتطبيع علاقاتها مع إيران، وتفعيل العمل الدبلوماسي المشترك.

 

هرولة الانتقالي اليوم لم تعد مستترة، بل مكشوفة، ولا يجد المجلس حرجا من الحديث عنها، ووصلت حد دفع المجلس بأحد الإعلاميين العاملين لديه في الظهور على قناة إسرائيلية، ويعد هذا أول ظهور لشخصيات يمنية في الإعلام الإسرائيلي من داخل اليمن، ومع ذلك يصف الإعلام الإسرائيلي الانتقالي بالمنشقين والمتمردين، ويتحدث عن الأمر بأنه في اليمن، وهي المفردة التي تزعج الانتقالي المتطلع للانفصال، واستعادة ما يعرف بدولة الجنوب العربي، البعيدة تماما عن اليمن، تاريخا وقضية.

 

وما يلفت الانتباه هنا أن الاهتمام بمقبرة اليهود في عدن جاءت كمبادرة من المجلس الانتقالي، الذي تصرف وكأنه حاكما للمدينة، بعيدا عن الحكومة اليمنية، وأجهزتها، وكان من المفترض أن تكون المبادرة من الدولة اليمنية والمجلس الرئاسي، الذي يشارك فيه المجلس الانتقالي، وهذا يكشف نفوذ الانتقالي هناك، ومستوى خفوت وتراجع دور مجلس القيادة الرئاسي وانقسامه، ومدى مضي الانتقالي في أجندته، ووجهته الخاصة.

 

يظهر هذا الأمر أيضا حالة التناقض التي يعيشها المجلس الانتقالي وقياداته، ففي الوقت الذي يهتم بمقابر اليهود داخل عدن، يمارس المجلس وعناصره وميليشياته ووسائل إعلامه التشطير والمناطقية والعنصرية ضد اليمنيين داخل بلدهم، وسجلت تقارير حقوقية عديدة العديد من الانتهاكات التي مارسها الانتقالي ضد يمنيين بدوافع مناطقية وحقوقية في عدة محافظات، كعدن، وسقطرى، ولحج، وشبوة، وغيرها من المدن التي يسيطر عليها، وهو ما يناقض تصريحات قيادات في الانتقالي بأن ترميم المقبرة كان رسالة سلام لسكان عدن.

 

أما الجانب الآخر فيظهر تناقض المجلس في تعامله مع قضايا السكان في عدن وغيرها، ويظهر ذلك من خلال تخلي المجلس عن الأرض التي كان قد استولى عليها في مقبرة اليهود من قبل قيادات نافذة فيه، وسارع بترميم المقبرة، بينما يمتنع ويرفض إعادة الكثير من الأراضي لسكانها في عدن، بل وتستمر الكثير من قياداته والمحسوبين عليه في السطو على أراض واسعة بقوة السلاح.

 

والملاحظ أيضا في هذه الخطوة التي أقدم عليها الانتقالي غياب ردود الفعل من قبل مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية، والأحزاب السياسية، ومجلسي النواب والشورى، وكافة المنظمات المحلية، رغم تجريم القانون اليمني للتواصل مع إسرائيل، التي لا يعترف بها اليمن، ويعاقب من يثبت تورطه في التواصل أو التخابر معها.

 

وجاءت ردة الفعل الوحيدة من قبل جماعة الحوثي التي بثت قناة المسيرة التابعة لها تقارير صحفية انتقدت تصرفات الزبيدي والمجلس الانتقالي، وظهور شلبي في القناة الإسرائيلية، معتبرة ذلك خيانة وعمالة.

 

ملاحظة المحرر:

 

يؤمن محرر المادة بمبدأ ثابت ويتعلق بأهمية صيانة المقبرة اليهودية في عدن، أو أي مكان داخل اليمن، وعدم إهمالها، وتعريضها للخراب، فهذا جزء من الاهتمام بسكان يمنيين، واحترام لخصوصية الأديان الأخرى، ومن دون أن يتحول ذلك إلى وسيلة لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وضمن أجندة تآمريه تنال من الدولة اليمنية، وتسيء لليمن واليمنيين، ولا تحترم القوانين اليمنية، وأن يكون الاهتمام بنفس الدرجة والمستوى للحقوق والحريات الشخصية والعامة لليمنيين في بلدهم أولا.

 


التعليقات