مجلس الأمن يحذر من التصعيد ويدعو إلى ضبط النفس بلبنان
- وكالات السبت, 21 سبتمبر, 2024 - 09:32 صباحاً
مجلس الأمن يحذر من التصعيد ويدعو إلى ضبط النفس بلبنان

حذر مجلس الأمن الدولي، الجمعة، من التصعيد عقب تفجيرات أجهزة اتصال في لبنان والغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

 

جاء ذلك في كلمات ألقاها مندوبو الدول الأعضاء خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، لبحث التطورات الأخيرة في لبنان.

 

وبناء على طلب من الجزائر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استمع خلالها إلى إحاطتين من مسؤولين رفيعي المستوى بالأمم المتحدة حول التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.

 

ودعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ، إلى إجراء تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن تفجيرات أجهزة اتصال في لبنان باعتبارها أفعالا "همجية ومروعة".

 

أما نائب المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن روبرت وود، فقال إننا "نتوقع اتخاذ حزب الله، وإسرائيل خطوات لتقليل الضرر على المدنيين، وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية".

 

وفي معرض تعليقه على التفجيرات بلبنان، قال مندوب فرنسا نيكولا دي ريفيير، إن "خطر اندلاع حرب مفتوحة آثارها كارثية يزداد يوميا وعلى جميع الأطراف العمل لتحقيق التهدئة".

 

بدوره، شدد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، أن "الحرب الشاملة في الشرق الأوسط لن تخدم أي طرف".

 

وقال نيبينزيا، إننا "نعتبر تفجيرات أجهزة اتصال بلبنان عملاً إرهابيا، يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وله عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الشرق الأوسط بأكمله".

 

وأمام الاجتماع، الذي شارك فيه وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، تحدثت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، وفولكر تورك المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

 

وخلال كلمته، أدان تورك، بشدة سلسلة من التفجيرات المميتة لأجهزة اتصال في لبنان، ووصفها بأنها "جريمة حرب".

 

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، شدد على أن اللجوء إلى تفجير آلاف أجهزة الاتصال عن بعد "بشكل جماعي وغادر دون اعتبار لمن يحملها أو لمن يوجد بالقرب منها. يعد أسلوبا قتاليا غير مسبوق في وحشيته وإرهابه".

 

وأضاف أن استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية وفي مناطق واسعة أو مكتظة بالسكان تشمل كافة المناطق اللبنانية أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية في المنازل والشوارع وأماكن العمل ومراكز التسوق، هو الإرهاب بعينه، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وشرعة حقوق الإنسان، ويصنف من دون أدنى شك كجريمة حرب.

 

كذلك قال عمار بن جامع، مندوب الجزائر، إن غارة اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت تؤكد أن "الاحتلال الإسرائيلي غير معني بالسلام".

 

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن لبنان مقتل 14 وإصابة 66، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.

 

وبينما قال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، إنه اغتال في الغارة القيادي العسكري البارز في "حزب الله" إبراهيم عقيل، وقادة كبارا آخرين بالحزب (لم يسمهم)، لم تنف أو تؤكد أية مصادر لبنانية رسمية أو في الحزب الأمر.

 

فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن المبنى المستهدف في الغارة أُصيب بـ4 صواريخ، لافتة إلى الغارة تسببت كذلك بانهيار مبان أخرى مجاورة.

 

وأضافت أن سيارات الإسعاف تواصل نقل المصابين والقتلى من المنطقة، وبينهم "عدد كبير من الأطفال والنساء، لأن المنطقة المستهدفة مكتظة بالسكان".

 

من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال اجتماع حكومي الجمعة، إن استهداف إسرائيل مرة أخرى للضاحية الجنوبية لبيروت، يثبت مجددا أنها "لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي"، واعتبر أنها "ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية".

 

يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان، الجمعة، إن واشنطن "لم تتلق" إخطارا مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وأردف البيت الأبيض: "لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط أفضل طريق"، ناصحا الأمريكيين بـ"عدم السفر إلى لبنان".

 

وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله" في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.

 

إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الفائت، اغتالت القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر.

 

ويأتي الهجوم في ظل "موجة جديدة" من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع "حزب الله" مرحلة جديدة.

 

وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.

 

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

 

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.


التعليقات