نازحو الصلو.. معاناة متفاقمة في ظل تجاهل الحكومة والمنظمات الإنسانية (استطلاع)
- تعز - وئام الصوفي الجمعة, 27 يناير, 2017 - 06:07 مساءً
نازحو الصلو.. معاناة متفاقمة في ظل تجاهل الحكومة والمنظمات الإنسانية (استطلاع)

مع مضي الأيام تتفاقم معاناة آلاف النازحين من أبناء مديرية الصلو، جنوب شرق تعز، ممن أجبرتهم الحرب التي أشعلتها الميليشيات الانقلابية على مغادرة منازلهم، هربا من الموت، إلا أنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة الحاجة والبرد والظروف المعيشية القاسية.
 
يتذكر الآلاف ممن نزحوا من ديارهم في الصلو، تلك الأيام الجميلة التي كانوا ينعمون بها في ديارهم قبل أن تغزوهم ميليشيات الموت القادمة من كهوف مران، لتجعل من أيامهم جحيما لا يطاق.
 
وبحسب مصادر فإن مشكلة النازحين في مديرية الصلو الواقعة جنوب شرق محافظة تعز في تزايد مستمر، حيث ارتفع عددهم من ألف إلى ثلاثة آلاف نازح، وجميعهم نزحوا من ديارهم طيلة الشهور الماضية، جراء الحرب والاعتداءات الميليشياوية.
 
ولكن بعد الهروب والنزوح إلى مناطق أخرى والإقامة في منازل مهجورة غير صالحة للسكن، جاء الموت من جديد ليهدد أطفالهم، بسبب تدهور الظروف الصحية، وكذا سوء الأحوال الجوية، بسبب برد الشتاء القارس، إلى جانب نقص الغذاء والدواء والتدفئة، وهو ما جعل النازحين يعيشون ظروف قاسية.
 
 "الموقع بوست" قام بجولة، استطلع فيها آراء بعض النازحين، الذين تحدثوا عن معاناتهم وظروفهم، وعن دور الجهات المعنية في التخفيف من معاناتهم.
 
منازل غير صالحة للسكن
 
"أم جمال" هي وزوجها وأطفالهما الثلاثة، لا يتجاوز أكبرهم عامه السابع، في حين أن أصغرهم حديث الولادة، تسكن هذه الأسرة الصغيرة في منزل قديم ومهجور، بمشاركة باقي أقاربها، المكونين من 11 نسمة، علما بأن المنزل يتكون من ثلاثة غرف فقط.
 
تحدثت "أم جمال" لـ"الموقع بوست" والخوف يتملكها: "أنا قلقة جدا على أطفالي من انتشار الأمراض، لأن المكان مزدحم جدا، والمنزل قديم غير صالح للسكن، وكونه مهجور من سنين، الثعابين منتشرة بشكل غير عادي والحشرات أيضاً، وهناك أمراض معدية، وعندما يصاب أحدهم بمرض ما، فإن العدوى تنتقل للباقين بصورة سريعة جدا".
 
وطالبت "أم جمال" الحكومة الشرعية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة المعنية بشؤون النازحين، بأن تلتفت لمعاناة النازحين في الصلو، وتقديم يد العون لإنقاذهم من الأمراض والآلام التي يعانونها.
 
البرد والحرب اتفق علينا
 
أما "أم علي"، فهي الأخرى نازحة مع أطفالها الصغار من قرية الحود، وهي تسكن في نفس المنزل القديم الذي تقيم به "أم جمال"، تقول لـ"الموقع بوست": "كأن الشتاء في هذه السنة اتفق مع الحرب علينا، فالبرد شديد وليس لنا معيل في هذه الدنيا العصيبة، فقد توفي زوجي  قبل سنتين  وبقينا بلا معيل يعيلنا أو يقوم بواجباتنا، وكما ترين بعينك هذا صغيري مصاب بنزلة برد منذ أيام وأسابيع وهو يشكو الحمى من قلة الملابس وشدة البرد وعدم الاهتمام بنا".
 
اهمال حكومي
 
من جهتها "أم محمد"، النازحة من قرية العقيبة، والتي تسكن في مبنى قديم في قرية أعماق، قالت لـ"الموقع بوست": "نتمنى من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أن تحرر مديرية الصلو، بشكل سريع واستعادة بيوتنا وأمننا، حيث المرض يخيم على أطفالي، وبصراحة البرد قارس والاهتمام بالنازحين ليس موجودا".
 
ويجمع النازحون ممن استطلع "الموقع بوست" آراءهم على ضرورة أن تلتفت الحكومة الشرعية ومنظمات حقوق الإنسان لأمرهم وتهتم بهم، وأن تعمل لتلبية احتياجاتهم البسيطة أصلا، والتي لا تتمثل سوى في المأوى المناسب، والرعاية الصحية، والإسراع في حسم المعركة من قبل الجيش الوطني كي يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.
 


- صور :

نازحو الصلو.. معاناة متفاقمة في ظل تجاهل الحكومة والمنظمات الإنسانية (استطلاع)

التعليقات