المليشيا تواجه مطالب التربويين بمحافظة إب بمزيد من الانتهاكات والتنكيل (تقرير)
- خاص الإثنين, 20 فبراير, 2017 - 08:38 مساءً
المليشيا تواجه مطالب التربويين بمحافظة إب بمزيد من الانتهاكات والتنكيل (تقرير)

بدأت عدد من مدارس محافظة إب وسط اليمن، اليوم السبت، إضراباً عن العمل احتجاجاً على تأخر صرف مرتبات التربويين منذ ستة أشهر متتالية، الأمر الذي أثر على حياتهم المعيشية كغيرهم من موظفي مختلف قطاعات الدولة، وأثر بشكل بالغ على مستواهم وأداءهم التعليمي.
 
ويعتبر ايقاف المرتبات التي يعتمد عليها موظفو القطاع العام كمصدر هام ووحيد للدخل لدى غالبيتهم إن لم يكن الجميع انتهاكًا صارخًا لحق مكتسب، في سابقة لم تشهد لها البلاد مثيلاً في عهد أيٍّ من الحكومات المتعاقبة منذ عقود.
 
تهديد ووعيد
 
لم يرق هذا التصرف الحضاري لسلطات مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المسيطرة على المحافظة منذ أكثر من عامين، فبدأت تحركاتها لمنع الإضرابات بأي وسيلة، حيث عقدت عبر سلطاتها في مكتب التربية والتعليم بالمحافظة عدة لقاءات وأجرت عدة اتصالات مع القيادات التربوية في المديريات ومدراء المدارس، لكنها لم تزيد الطين إلا بلة.
 
وتوسعت الاحتجاجات في اليوم الثاني لمدارس أخرى لم تكن مضربة، فواجهت سلطات المليشيا ذلك بإصدار بيانات تهديد ووعيد لكل من يطالب بحق، وكالعادة أكالت لهم العديد من التهم بالتخوين والارتزاق والعمالة، واستخدمت ألفاظاً غير تربوية مع قطاع تربوي هو الأوسع بالمحافظة.
 
 مباشرة القمع
 
 لم يزد تهديد سلطات المليشيا المحتجين إلا إصراراً على مواصلة الاحتجاج، الذي لم يجدوا غيره طريقاً للتعبير عن معاناتهم ومعاناة أسرهم، فأقدمت المليشيا على تنفيذ تهديداتها بحزمة انتهاكات إضافية، عبر اختطاف مدرسين وإقالة عدد من مدراء المدارس ووكلائهم على مستوى المحافظة، إضافة إلى إلغاء قرارات عدد من المستشارين، وتم ظهر اليوم الاثنين رصد حالة اختطاف لأحد المدرسين من داخل مدرسة بمديرية السياني جنوبي المحافظة، وملاحقة أخرين بتلبيسهم تهماً اعتادت إطلاقها على كل مناوئيها منذ انقلابها نهاية سبتمبر 2014.
 
مزيد من الانتهاكات
 
وتنفيذاً لتهديداتها، باشرت مليشيات الحوثي في مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، اليوم الاثنين، بإقالة مدراء خمس مدارس في عاصمة المحافظة، ومديرية المخادر شمالاً، بحجة عدم قيامهم بأداء مهامهم على النحو المطلوب، حسب تصريح مدير التربية بالمحافظة درهم الغزالي المعين من المليشيا، والذي قال إن تلك الاجراءات تأتي كمرحلة أولى، بما يعني وجود مراحل لاحقة من الانتهاكات بحق التربويين.
 
5 مدراء مرحلة أولى
 
وبحسب مدير التربية بالمحافظة في سلطة المليشيا، فإن من بين الذين شملهم التغيير اليوم، مدراء كلٌّ من مدارس الثلايا وجابر بن حيان وكمران في مديرية الظهار، ومدير مدرسة محمد الدرة بالمشنة بمدينة إب، ومدير مدرسة الصديق بمديرية المخادر، إضافة إلى تغيير عدد من وكلاء المدارس في الظهار والمشنة كمرحلة أولى وإلغاء قرارات لعدد من مستشارين مدير عام التربية، والتهديد لقرابة 300 مدير مدرسة في أنحاء المحافظة ذات الكثافة السكانية العالية.
 
صمود واصرار
 
مثلت حالة مدير إحدى المدارس بمدينة إب والذي كان أول المستهدفين من التغيير، مصدراً للإلهام لزملائه ورمزاً للإصرار والصمود للمطالبة بحقه المكتسب، حيث نشط التربوي عبدالجبار الليث مدير مدرسة كمران الأساسية بمديرية الظهار وسط مدينة إب عبر وسائل التواصل الاجتماعي في توعية المدرسين وحشد الطاقات للمطالبة بصرف مرتباتهم، ورفض التهديدات المتواصلة من سلطات المليشيا لثنيه عن نشاطه.
 
وأشار الليث في نداء لكل التربويين والتربويات، إلى أن هناك مؤامرة تحاك ضد التربويين، التي تتلخص في محاولة لسرقة حقوق ومرتبات المدرسين، لافتا إلى أن هناك دعوة من سلطات المليشيا تتلخص في إقناع التربويين بالاستمرار في العمل وأنها سوف تصرف المرتبات خلال الأشهر القادمة.
 
وحول هذه الدعوة، قال الليث إنه سيتم اختصار الفصل الدراسي الثاني، وتأتي بعد ذلك العطلة ولن تصرف المليشيا ريالا واحدا، مؤكدا أنه ليس أمام المدرسين إلا خيارًا واحدًا وهو الامتناع عن العمل وعدم الذهاب إلى المدارس.
 


التعليقات