[ مختطفون لدى مليشيات الحوثي - أرشيفية ]
اجتاح وباء الكوليرا أحد سجون العاصمة اليمنية صنعاء، والذي تستخدمه مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية معتقلا لمختطفيها من السياسيين والناشطين المناوئين لها.
وقال المحامي والقانوني عبدالرحمن برمان -في منشور على صفحته بموقع فيسبوك- "وصلتني رسالة من داخل سجن هبرة سيء الصيت، أن حالات الإصابة بمرض الكوليرا بين السجناء ارتفعت من 4 حالات إلى 24 حالة خلال يومين".
ونقل برمان عن السجناء معاناة مستمرة يعيشونها جراء انتشار المرض، وطفح المجاري التي ما زالت تفيض وتملئ العنابر في أماكن بقائهم داخل السجن مما تسبب في انتشار الأمراض والكوليرا.
وأشار إلى أن أبو علي (مشرف السجن) من قبل مليشيات الحوثي، قام بتجميع أساتذة الجامعة والمدرسين والخطباء المختطفين من جميع العنابر ونقلهم إلى أسوأ عنبر في بدروم السجن حيث الظلمة والمجاري وذلك إمعانا في تعذيبهم ونقل الأمراض إليهم.
وأضاف برمان أن "حرس السجن يقومون بتفتيش الطعام بطريقة غير صحية، حيث يلامس المفتشون الطعام بأيديهم مباشرة، مما يسبب نقل الأمراض، وذكرت الرسالة، أنه عند التفتيش يسرق الطعام".
ولفت إلى أن المليشيا تسرق جزءا من وقت الزيارة (أي الطعام) وإذا احتج المعتقل بأن زيارته ناقصة يتهم من إدارة السجن بأن لديه تلفون ويقومون بتفتيش العنبر ورمي الملابس وأدوات المعتقلين وخلطها وتوسيخها، إمعانا بالعذاب النفسي، وحتى لا يحتج المختطف مرة أخرى بأن زيارته سرقت.
وذكرت الرسالة -حسب المحامي برمان- أن مليشيات الحوثي تقوم هذه الأيام بإخراج بعض المعتقلين وتصويرهم وإرغامهم على قول اعترافات لم يفعلوها، وقول ذلك أمام الكاميرات.
وهذا ما اشارت اليه رابطة امهات المختطفين في بلاغ صحفي لها صدر اليوم السبت، وحصل "الموقع بوست" على نسخه منه، إلى تفشي مرض الكوليرا بين المختطفين في سجون العاصمة صنعاء.
وقالت الرابطة إن وباء الكوليرا انتشر في سجن احتياطي هبرة والسجن المركزي وسجن الأمن السياسي، مشيرة إلى وصول العشرات منهم إلى حالة حرجة من الجفاف الشديد، وذلك لعدم العناية الصحية وعدم نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات.
وطالبت رابطة أمهات المختطفين المفوضية السامية لحقوق الإنسان والصليب الأحمر والنائب العام بسرعة إنقاذ حياة أبنائها المختطفين المصابين ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، وإنقاذ حياة بقية المختطفين حتى لا تنتقل إليهم العدوى.
وحملت الرابطة كل المنظمات والجهات الحقوقية الدولية والمحلية والنائب العام سلامة صحة أبنائها المختطفين الذين يصابون بالعشرات من الأمراض وهم يقبعون في سجون الحوثيين بشكل غير قانوني.
وتحتجز مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المئات من المختطفين من السياسيين والناشطين والمواطنيين المناوئين لها منذ أكثر من عامين، وتمارس في حقهم شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
وبحسب تقرير رسمي لوزارة حقوق الإنسان، فإن المليشيا اختطفت أكثر من 16 ألف شخص منذ انقلابها على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وإقليميا في العام 2014، توفي منهم أكثر من 90 شخصا داخل السجون جراء تعرضهم للتعذيب.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت وفاة 51 شخصا في اليمن جراء الإصابة بمرض الكوليرا المتفشي في البلاد منذ 27 أبريل الماضي، مشيرة إلى أن هناك 2752 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا.
ويعاني اليمن من فوضى سياسية وأمنية وتردي الخدمات الصحية بسبب انقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع صالح وحصارها للمدن منذ أواخر العام 2014.