[ عمان : التحالف قصف منزل سفيرنا بصنعاء ]
على وقع تواصل العمليات العسكرية في اليمن، وصل السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين إلى صنعاء، كأرفع دبلوماسي دولي يزورها منذ بدء عمليات التحالف في اليمن في 26 مارس/ آذار الماضي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التي تُسيطر عليها مليشيا الحوثيين، عن ديدوشكين قوله لدى وصوله إلى مطار صنعاء، إنه "قام بزيارة الرياض وأجرى لقاءات مع بعض السياسيين في السعودية". وأشار إلى أنه "سيلتقي في صنعاء بالأطراف السياسية المُشاركة بالحلّ السلمي للمشكلة اليمنية".
وأعرب السفير الروسي عن "تفاؤله وتوقّعه لحلّ المشكلة اليمنية في وقت غير طويل، خصوصاً أن روسيا ترأس حالياً مجلس الأمن الدولي، وتبذل نشاطاً وجهوداً من أجل منح الأولوية للقضية اليمنية". وأوضح ديدوشكين أنه سيستمر بـ"الدور المساعد للمبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يؤدي دوراً مهمّاً جداً، وروسيا تريد أن تساعده لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن". وأعرب عن اعتقاده بأنه "حان الوقت لوقف إطلاق النار بشكل كامل وإنهاء الحرب في اليمن". وكانت أغلب البعثات الدبلوماسية قد انسحبت من صنعاء في فبراير/ شباط الماضي، وأخرى مع بدء الحرب، وبقيت سفارة روسيا من بين عدد محدود من السفارات هناك.
وجاءت زيارة السفير الروسي بعد يومين من اجتماع عُقد، بحضوره، في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، وضمّ سفراء مجموعة الدول الـ18 الداعمة للمبادرة الخليجية في اليمن، والتي تضمّ الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وخمساً من دول مجلس التعاون، ودولاً أخرى فاعلة بالملف اليمني. وناقش المجتمعون تطورات الأوضاع، واستمعوا لإيجاز من المبعوث الدولي حول مساعيه، بالإضافة إلى إفادة من المبعوث البريطاني الخاص إلى اليمن، ألن دنكن، الذي كان قد التقى بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وتحدث عن رؤية بلاده بشأن أهمية الدفع باتجاه حل سياسي.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد خلصت النقاشات إلى "التأكيد على أهمية دعم الجهود والمساعي التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، يرتكز على التنفيذ الكامل للقرار الدولي 2216".
من جهتها، بدأت الحكومة اليمنية مناقشة الأوضاع الأمنية في عدن، والمناطق المجاورة، وكلّفت قيادات في الدفاع والداخلية العمل على رفع تقارير يومية عن الأوضاع. ويقول مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة بدأت فعلياً مناقشة الأوضاع الأمنية في عدن، واطّلعت على تقارير من القيادات العسكرية والأمنية على الوضع الأمني".
ويضيف المصدر "تواصلت الحكومة مع قيادات في التحالف العربي، لدعم توجهات الحكومة في استعادة ضبط الأوضاع في عدن، ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، والإسراع في إعادة الكهرباء والماء وتوفير الغاز". ويشير إلى أن "دول التحالف، خصوصاً السعودية والإمارات، أبلغت الحكومة استعدادها توفير كل الإمكانيات التي تتطلّبها الحكومة والسلطات المحلية".
ويفيد مصدر عسكري في هذا الصدد لـ"العربي الجديد"، بأن "هناك توجّهاً لتنسيق الجهود بين قوات الجيش والتحالف العربي وبين المقاومة لضبط الأوضاع واستعادة الأمن ووقف الاعتداءات التي تطاول المرافق الحكومية، وفي مقدمتها الموانئ والمطار". ويتابع "تتخذ اللجنة الأمنية العليا في عدن تدابير احترازية لتأمين عيد الأضحى، وتهيئة الأوضاع لعودة الدراسة، وفتح المرافق الحكومية، وعودة الموظفين المدنيين إلى مكاتبهم، فضلاً عن تأمين السواحل".
ويكشف مصدر آخر في عدن لـ"العربي الجديد"، عن أنه "إلى جانب فتح بعض المرافق والمؤسسات الحكومية الهامة في عدن، فُتح مكتب الجوازات (مجمّع الإصدار الآلي) في مقرّ المجلس المحلي في مدينة صيرة بعدن، لممارسة بعض الأعمال المنحصرة في سياق تجديد الجوازات، وإضافة الأطفال في دوائر النفوس، وتعديل المهن، وصرف وثيقة سفر لمرة واحدة، تُصرف بتعليمات من السلطة المحلية في عدن، وهي للحالات الطارئة فقط".
ويتابع المصدر قائلاً إن "الحكومة والسلطات المحلية ستُدشن افتتاح مكاتب الوزارات في عدن، بعد تجهيز العديد منها، ليتمكن المواطن من ممارسة أعماله، تزامناً مع الإجراءات الأمنية التي قد تتخذها السلطات الشرعية". ويشدد على أن "السلطات المحلية، وبإشراف الحكومة، تحاول تخفيف أضرار السلطة المركزية وتنقل مهام بعض المكاتب إلى عدن، وفكّ ارتباطها بصنعاء حتى يتم تحرير العاصمة، تحديداً المصرف المركزي والبريد والاتصالات". علماً أن عدن تشهد احتجاجات شبه يومية من قبل الموظفين الحكوميين للمطالبة بصرف رواتبهم، خصوصاً أن بعضهم لم يتلقّوا رواتبهم منذ أربعة أشهر. وكانت الإمارات قد أكدت خلال لقاء جمع مبعوث لها بالحكومة اليمنية، استعدادها "توفير كل متطلبات الحكومة اليمنية الشرعية، من مشاريع في عدن والمحافظات المحيطة بها".
عسكرياً، كشفت مصادر عسكرية أن "تحرير تعز أوكل لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، التي تقع تعز ضمن إطارها، ومقر المنطقة العسكرية الرابعة في عدن". وتؤكد المصادر أن "تحرير تعز سيكون قبل تحرير صنعاء. ومن المتوقع أن تنطلق حملة عسكرية لمساندة المقاومة والجيش الشرعي داخل تعز لفك الحصار عن المحافظة".
" وتضيف المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "العملية العسكرية ستتخذ مسارين: ينطلق الأول من غرب عدن، لتحرير منطقة باب المندب وصولاً إلى المخاء. وتجري استعدادات من قبل المقاومة والجيش الشرعي لذلك، وستقوم قوات التحالف البحرية والجوية، بمساندة القوات في هذا المسار، لفتح منفذ إلى تعز، وإيصال المساعدات العسكرية للمقاومة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية إلى داخل تعز، التي تفرض المليشيات عليها حصاراً مطبقاً". وتتابع المصادر "المسار الآخر ينطلق من قاعدة العند الجوية، شمال غرب لحج، في حدودها مع تعز، ومن المحتمل أن تشارك طائرات الأباتشي في هذه المعارك".
ميدانياً، قصفت مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، المتمركزة في منطقة السبرة ولواء الحمزة في إب، مناطق العود، شمال غرب قعطبة، شمالي الضالع. وتمكنت "المقاومة" من صدّ محاولات توغّل المليشيات، بمساعدة المدفعية في معسكر الصدرين، قبل أن تتدخل طائرات التحالف العربي وتقصف مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في لواء الحمزة ومنطقة السبرة بصواريخ عدة، مع مواصلة مدافع المقاومة قصفها مناطق تمركز المليشيات، وفق ما أفاد مصدر قيادي في "المقاومة" لـ"العربي الجديد".
أما في صنعاء، فقد وقعت انفجارات عنيفة بالتزامن مع تحليق المقاتلات الحربية. وأوضح سكان من العاصمة لـ"العربي الجديد"، أن "انفجارات عنيفة هزّت أحياء جنوبي غرب صنعاء، جرّاء الغارات التي استهدفت فرعاً للمؤسسة الاقتصادية العسكرية، في شارع الستين". وحسب السكان، فقد "تصاعدت أعمدة الدخان من مكان القصف، فيما تضرر زجاج العشرات من المنازل في المناطق القريبة، وكان الموقع نفسه تعرّض لغارات في يوليو/ تموز الماضي".