[ مواجهات في صنعاء ]
توسعت رقعة المواجهات، اليوم السبت، بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في العاصمة اليمنية صنعاء، وفق شهود عيان ومصادر خاصة.
وتجددت المعارك، التي بدأت الأربعاء الماضي، في وقت مبكر من فجر اليوم السبت، في محيط منزل العميد طارق محمد عبد الله صالح (نجل شقيق صالح)، جنوبي صنعاء، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمدرعات.
وتوسعت الاشتباكات عند الفجر، في شوارع الستين، غربي المدينة، والدائري الغربي وسطها، بالإضافة إلى اشتباكات محدودة في معسكر حزيز جنوبيها، حسب مراسل "الأناضول".
وازدادت حدة المواجهات عقب خطاب لصالح، طالب فيه اليمنيين بـ"الانتفاض" على الحوثيين في عموم البلاد، ودعا التحالف العربي بقيادة السعودية إلى الحوار.
ومع حلول منتصف النهار، دارت معارك شرسة في محيط المقر السابق للجنة الدائمة لحزب المؤتمر، جناح صالح، في حي الحصبة وسط المدينة.
ووفق مراسل "الأناضول" فإن المواجهات ما تزال مستمرة في مقر اللجنة ومحيطها حتى اللحظة (14:30 ت.غ).
وأضاف أن انفجارات عنيفة دوّت خلال الدقائق الماضية جراء القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين، بالإضافة إلى استخدام الرشاشات الثقيلة.
وأغلق السكان أغلب الشوارع في المدينة، وبدت حركة السيارات محدودة، فيما تزال المحال التجارية مغلقة في المربعات السكنية التي تشهد مواجهات، كما انعدم البنزين بشكل مفاجئ من محطات الوقود.
ويخشى السكان من طول أمد المواجهات، وانعكاسها على حياتهم اليومية.
في السياق، قال مصدران في حزب صالح، إن القوات الموالية لهم سيطرت على النصف الجنوبي من المدينة بشكل كامل، وإن أغلب المرافق الحكومية والنقاط العسكرية في تلك الأحياء تخضع حاليًا لقوات "الحرس الجمهوري".
وذكر المصدران (فضلا عدم الكشف عن هويتهما)، في إفادتين منفصلتين للأناضول، أن "قوات الحرس الجمهوري سيطرت على معسكر حزيز، ومباني الرئاسة ووزارتي الدفاع والمالية، والبنك المركزي والأمن القومي (المخابرات)".
وأفادا بأن معسكري النهدين واللواء الرابع، وميدان السبعين، بالإضافة إلى شارع الزبيري الذي يتوسط العاصمة صنعاء، تحت سيطرة القوات الموالية لصالح، أيضاً.
وأضافا أن العشرات من الحوثيين سقطوا بين قتلى وجرحى وأسرى خلال المعارك، دون الإشارة إلى حصيلة محددة، فيما أكد أحد المصادر: "لن يأتي المساء إلا وصنعاء قد تحررت من الميليشيا الحوثية".
وحول خسائر القوات الموالية لصالح، قال مصدر إن قتلى وجرحى سقطوا "شهداء من أجل الحرية والكرامة"، بالإضافة إلى تضرر منزلي العميد طارق صالح، وشقيقه العقيد محمد صالح بشكل كبير.
الحوثيون من جهتهم، نفوا سيطرة قوات صالح على تلك المواقع، وأكدوا، عبر وكالة أنباء "سبأ" الخاضعة لهم، أن الوضع في "صنعاء مستتب والأجهزة الأمنية تقوم بدورها في تأمين مؤسسات الدولة واستعادة الأمن".
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية التابعة للجماعة نفيه "الادعاءات الكاذبة التي تتداولها بعض الوسائل الإعلامية الموالية للعدوان، وامتداداتها من وسائل إعلام مرتزقة العدوان في الداخل"، في إشارة إلى التحالف العربي وأنصار صالح.
من جهة أخرى، خرج العشرات من اليمنيين في عدد من شوارع العاصمة احتفالًا بتقدم القوات الموالية لصالح.
وعبّر عدد من السكان عن فرحتهم بقرب انتهاء سيطرة الحوثيين على مقاليد البلاد منذ مطلع العام 2015.
وقال "إبراهيم عمر" وهو أحد سكان حي حدة، للأناضول: "الزعيم أعاد لنا حياتنا، بالروح بالدم.. نفديك يا علي".
من جانبه، عبّر التحالف العربي، في بيان تعليقًا على التطورات في صنعاء، عن ثقته "بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي (يقوده صالح) زمام المبادرة، وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة، ستخلص اليمن من شرور المليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية".
وفي وقت لاحق، أصدرت جماعة الحوثي بيانًا، قالت فيه إن صالح "جرّ على نفسه خطيئةً هي أخطر ما بدر منه على مر تاريخه المعروف"، وأنه سيتحمل عواقب "ما سوّلت له أبو ظبي والرياض".
تجدر الإشارة أن وزارة الدفاع في حكومة "الحوثيين" وصالح، غير المعترف بها دوليًا، أعلنت مساء أمس الجمعة توقف المواجهات بين الجانبين وإزالة أسباب التوتر بينهما.
وجمع الجانبين تحالف منذ 3 سنوات اشتركوا فيه بالانقلاب على الشرعية والسيطرة على صنعاء وأغلب مدن البلاد، وفي مواجهة التحالف العربي.
ووقعت بينهما اشتباكات من وقت لآخر، على مدار الأشهر القليلة الماضية، ما اعتبره متابعون دليلًا على إمكانية انهيار التحالف الذي يجمعهما.