[ الشيخ المشرقي الموالي للمخلوع يسلم نفسه للحوثيين بعد مواجهات ]
شهدت عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية انتفاضة شعبية ومواجهات مسلحة بين تحالف الانقلاب (صالح والحوثي)، راح ضحية المواجهات العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين إلى جانب ضحايا مدنيين آخرين.
محافظة عمران التي تقع شمال العاصمة صنعاء، والرابطة بين محافظتي صعدة معقل جماعة الحوثي، وصنعاء العاصمة المعقل الرئيس للمخلوع، شهدت مواجهات مسلحة شرسة بين الطرفين في مديريتي خمر وبني صريم التابعة لقبيلة حاشد.
الأهمية الاستراتيجية
يمثل غالبية سكان المحافظة ممن يدينون بالولاء للنظام الجمهوري، وقد أكدت على ذلك أحداث عام 2014 أثناء مواجهة أبناء المحافظة مع مليشيا الحوثي التي استمرت لما يقارب العام، قدمت خلالها تضحيات كبيرة، أبرزها استشهاد العميد القشيبي ورفاقه، إلا أن المؤامرة التي أدت إلى سقوط المحافظة أثبتت على أنها البوابة الرئيسية للعاصمة صنعاء والسد المنيع للنظام الجمهوري، حيث أدى سقوطها إلى سقوط النظام الجمهوري وسيطرة مليشيا الانقلاب على أغلب محافظات الجمهورية خلال أيام.
ومن حيث التواجد والتأييد الشعبي تفتقر مليشيا الحوثي في محافظة عمران للحاضنة الشعبية، وتظل أماكن تواجدها محصورة في أجزاء بسيطة من المديريات الشمالية للمحافظة، إلا أن أهميتها الاستراتيجية لمليشيا الحوثي تتمثل في الجانب الجغرافي، وليس كحاضنة شعبية.
بوابة صنعاء الشمالية
تعتبر محافظة عمران البوابة الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء ومن أهم المحافظات الشمالية لاستقرار نظام الحكم في صنعاء، كونها المعقل الرئيسي لأكبر قبائل اليمن وهما قبيلتا حاشد وبكيل، اللتان لا تزالا تحتفظان بعاداتها وتقاليدها القبلية.
كذلك تتمتع محافظة عمران بموقع استراتيجي مهم بالنسبة للجغرافيا اليمنية، حيث تربط بين عدد من المحافظات الشمالية كصعدة وحجة والجوف والمحويت بالعاصمة صنعاء، وكونها تمثل الشريان الرئيس بين محافظتي صنعاء وصعدة معاقل شريكي الانقلاب.
تحركات قبلية
في الفترة الأخيرة زادت الاحتقانات والخلافات والاتهامات المتبادلة بين طرفي الانقلاب بالخيانة، التي أدت إلى انفجار الوضع بينهما والمواجهات المسلحة في شوارع العاصمة وبعض المناطق في المحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين من أبرزها مناطق في عمران.
وقبل اندلاع المواجهات بساعات بين مليشيا الحوثي والمخلوع أصدر بعض مشائخ قبيلة حاشد من الموالين للمخلوع بيانا يحذرون فيه مليشيا الحوثي من تصرفات وصفوها بالهوجاء.
وعقب اندلاع المواجهات في عدد من أحياء وشوارع العاصمة صنعاء، تزامنت معها تحركات قبلية في عدد من المديريات الشمالية لمحافظة عمران، كان أبرزها مديريتي خمر وبني صريم اللتين شهدتا مواجهات عنيفة بين الشيخ القبلي الموالي للمخلوع مبخوت المشرقي ومليشيا الحوثي، والتي انتهت باحتجاز الشيخ المشرقي وعدد من مناصريه وتفجير منزله، إضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.
ويعد الشيخ مبخوت المشرقي من أبرز الشخصيات القبلية التي تدين بالولاء للمخلوع صالح وممن سهلت لمليشيا الحوثي مرورها من ما سموه آنذاك بالخط الأسود، وعدم اعتراضهم في قبيلته قبيل سقوط محافظة عمران ومقتل العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع عام 2014م.