[ يتكافل الناس خلال شهر رمضان في حضرموت ]
يعيش أبناء حضرموت أجواء شهر رمضان المبارك بالمحبة والتكافل الاجتماعي، حيث يتضاعف التضامن مع الحالات الإنسانية من خلال التبرعات والمواساة ومد يد العون.
وخلال شهر رمضان تقوم مساجد حضرموت في ليالي الشهر الكريم بجمع التبرعات للحالات الإنسانية الحرجة والتي تتطلب تدخلا مستعجلا بالخارج، حيث تساهم تلك التبرعات بحسب أئمة المساجد بالمساهمة في تغطية احتياجات متطلبات الرحلات العلاجية للخارج للكثير من الأفراد.
كما يتعاون الناس على مساعدة جيرانهم بالمواد العينية أو النقود في توفير متطلبات الشهر الكريم فرضته الأزمة التي تمر بها البلاد.
وبهذا الشأن يقول المواطن علي باسعيدة، إن "شهر رمضان في حضرموت له خاصية وله مكانة كبيرة لدى مواطني وادي حضرموت لا يتأثر كثيرا بالأزمات التي تعصف بالبلد".
وأرجع ذلك إلى اعتقاد المواطنين بالمكانة العظيمة والأجر المترتب على ذلك أيا كان وضع البلاد.
ويقول باسعيدة لـ "للموقع بوست"، إن تأثر الناس بالوضع الحالي، لا يؤثر على تكافل المواطنين، حيث سرعان ما يتأقلم المواطن مع هذا الوضع من خلال حضور المواد الأساسية بمتطلبات الشهر الكريم وتوفير الحد الأدنى منها الى جانب ما يتحصل عليه المواطن من الدعم والمعونات من أهل الخير وما أكثرهم في حضرموت.
باسعيدة من أبناء مدينة سيئون لفت إلى أن المنغص الوحيد للمواطن خلال الشهر الفضيل قد يكون هي الكهرباء خصوصا وأن الوادي معروف بصيفه الحار جدا، و هذه المشكلة أو هذه الأزمة نراها هذا العام قد حلت بنسبة كبيرة بعد جهود الدولة والسلطة المحلية في حضرموت.
واختتم حديثه بأن المواطن في الوادي مواطن صبور وقنوع ويتأقلم مع الأزمات بطريقته الخاصة كونه ينظر لرمضان من زاوية إيمانية تجعله في قمة الصبر لنيل الثواب والأجر المترتب على ذلك من رب كريم.
تحديات كبيرة
رئيس إحدى المنظمات الخيرية بحضرموت شكري بن مقدم قال بأن منظمات المجتمع المدني الخيرية (جمعيات أو مؤسسات) أصبحت اليوم تمثل ظاهرة رائعة و جيدة لمجتمعنا ، و هي أيضا دليل تقدم واضح لهذا الشعب وهذا الوطن.
بن مقدم الذي يرأس جمعية السبيل بأحد ضواحي مدينة تريم أشار إلى أن قرابة أربعمئة منظمة تعمل مثل خلية النحل في ربوع وادي حضرموت تتركز مشاريعها ما يواكب الحدث وفقاً تخصص المنظمة نفسها.
وذكر في هذا الإطار أن هناك جمعيات ومؤسسات تنفذ مشاريع إفطار الصائم ومشاريع التكافل، وأخرى تتخصص في الصحة فتقيم العيادات والقوافل والتوعية الصحية وهناك في الجانب الآخر جمعيات ومؤسسات تعليمية تعمل على إقامة الأمسيات و الدورات الرمضانية.
وعن طبيعة الصعوبات التي تواجه المنظمات اعتبرها شكري بن مقدم تحديات للمنظمات التي تسعى للتغلب عليها دائما من خلال التقييم المستمر و العمل التشاركي.
و لفت إلى أن واقع المنظمات اليوم وضع استثنائي جعلها في مربع الإغاثة و تقديم المعونات والتدخلات الطارئة أكثر من تنفيذ مشاريع التنمية ، معتبرا أن واقع المنظمات بمحافظة حضرموت أفضل من غيرها يدفعها إلى أن نخطط لمشاريع لها نتائج مستقبلة مثلاً على سبيل المثال التركيز على تطوير التعليم و التدريب المهني للشباب والذي يخلق عمل قاعدة صلبة من الشباب و الفتيات المدربين المتفوقين للدخول لسوق العمل و التنمية.
حضرموت قبلة النازحين
المدير التنفيذي لمؤسسة آفاق يتفق مع زميله بن مقدم في أن الصعوبات التي تواجه منظمات المجتمع المدني وخاصة في الأعمال الإنسانية كبيرة خلقت نوعا من عدم الرضا بالنسبة للمستفيدين وتحتاج إلى تدخلات كثيرة.
ودعا المنظمات المانحة المحلية والدولية لتوسيع دائرة الاستهداف للمستفيدين وتجويد ما يقدم لهم وبصورة تحفظ كرامة المستفيد.
وأوضح بن عبيد اللاه أن مؤسسته تسعى من خلال برنامج آفاق الخير الرمضانية إلى التخفيف من معاناة الأسر الأشد حاجة، عبر تقديم السلة الغذائية للأسر الأشد حاجة وذوي الدخل المحدود في وادي حضرموت وذوي الإعاقة والغارمين.