أ ف ب: معارك الحديدة تثير مخاوف على أرواح السكان
- أ ف ب الثلاثاء, 06 نوفمبر, 2018 - 05:32 مساءً
أ ف ب: معارك الحديدة تثير مخاوف على أرواح السكان

[ آلية مدمرة في 24 تشرين الأول/اكتوبر من جراء غارة نسبت للتحالف العسكري في الحديدة في غرب اليمن ]

اندلعت معارك جديدة في محيط مدينة الحديدة اليمنية الثلاثاء بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين، في وقت يتزايد القلق على أرواح السكان الذين قد يجدون أنفسهم عالقين وسط الحرب.
 
وتسبّبت المعارك منذ بدايتها الخميس الماضي بمقتل أكثر من 150 مقاتلا من الطرفين، بحسب مصادر طبية وعسكرية في محافظة الحديدة (غرب).
 
ومن بين هؤلاء 49 مقاتلا في صفوف المتمردين وصلت جثثهم الى مستشفيين في الحديدة صباح الثلاثاء، حسبما أفاد أطباء لوكالة فرانس برس.
 
وقال مسؤولون عسكريون في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس إن المعارك تواصلت لليوم السادس على التوالي في عدة جهات، بينما أكد المتمردون الموالون لايران عبر قناة "المسيرة" الناطقة باسمهم أن الاشتباكات عنيفة جدا، لكنهم استطاعوا "إفشال كل محاولات (...) الغزاة والمرتزقة (...) للتسلل".
 
ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة التي تضم ميناء إستراتيجيا تعبر منه غالبية المواد التجارية والمساعدات.
 
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الأحمر بهدف السيطرة على الميناء، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
 
ورغم حدة المعارك الدائرة حاليا، قال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه في تصريح لوكالة فرانس برس الاثنين إن الاشتباكات المستجدّة ليست "عمليات هجومية" لدخول المدينة والسيطرة على مينائها.
 
ويؤكّد مسؤولون في القوات الموالية للحكومة أن هذه القوات تحاول قطع طريق إمداد رئيسي للمتمردين شمال الحديدة بعدما تمكّنت من قطع طريق الإمداد الرئيسي الآخر شرق الحديدة قبل أسابيع.
 
- نازحون وعالقون -
 
تثير المعارك في الحديدة مخاوف منظمات إنسانية وطبية على حياة السكان، ومن آثارها على المناطق الأخرى في حال توقف نقل المواد الغذائية والمساعدات من المدينة إلى تلك المناطق.
 
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" في تغريدات على موقعها على تويتر الثلاثاء إن "حدة العنف والمعارك الأرضية والقصف الجوي والبحري" اشتدت منذ الخميس الماضي، وإن "خطوط الجبهات" تقترب "من المناطق المدنية والمرافق الصحية".
 
وتحدّثت المنظمة عن حركة نزوح لمدنيين يغادرون الحديدة نهاية الأسبوع "بينما تفيد تقارير بأن هنالك آخرين عالقين داخل المدينة بسبب المعارك اليومية التي تزداد بسببها مخاوف وقوع المدينة تحت الحصار".
 
وكانت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" أعربت الاثنين عن "قلقها الشديد" من القتال في الحديدة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
 
وقال مدير اليمن في المنظمة تامر كيرولوس في بيان إن "هذا التصعيد الخطير على أهم مدينة وميناء في اليمن قد يضع عشرات آلاف الأطفال في خط النار ويزيد من تضييق الخناق على إيصال الغذاء والدواء إلى بلد نقدر أن الجوع الشديد والمرض فيه يقتلان ما معدله 100 طفل يوميا".
 
وأوضحت المنظمة أن العاملين في الحديدة "أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول/أكتوبر".
 
ومنذ بدء علميات التحالف في 2015، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و"أسوأ أزمة إنسانية" بحسب الأمم المتحدة.
 
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذّرت الأحد من أن "اليمن اليوم جحيم حي" مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد. كما حذّرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.
 
- موازنة جديدة -
 
وتزامن اندلاع المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي.
 
وباءت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في أيلول/سبتمبر الماضي في جنيف بالفشل بسبب غياب الحوثيين.
 
وتأتي الدعوات لعقد محادثات سلام في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي خاشقجي، كاتب الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" والذي انتقد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والحرب في اليمن، في قنصلية بلاده في إسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
 
وتتّهم منظمات حقوقية السعودية بالتسبّب بمقتل مئات المدنيين، علما أن الحرب أدت أيضا إلى مقتل عشرات الجنود السعوديين. ومساء الاثنين أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنّ ولي العهد محمد بن سلمان زار جنودا جرحى يتلقون العلاج في مستشفى عسكري بالرياض ونشرت صورا له.
 
ودفع النزاع الاقتصاد اليمني إلى حافة الهاوية، وأدى الى انهيار العملة.
 
والثلاثاء أوردت وكالة "سبأ" الرسمية للأنباء أن الحكومة اليمنية أقرّت "تشكيل اللجنة العليا للموازنة العامة للدولة"، مشيرة أن هذه اللجنة ستقوم بإعداد إطار الموازنة لعام 2019.
 
وفي حال إقرار هذه الموازنة، ستكون ثاني مرة منذ عام 2014 بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ما دفع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والبنك المركزي بالتوجه إلى عدن التي أصبحت عاصمة مؤقتة.


التعليقات