كيف تطور "سلاح الجو المسير" لدى الحوثيين؟
- الجزيرة نت السبت, 02 فبراير, 2019 - 05:24 مساءً
كيف تطور

[ قاصف2 طائرة مسيرة أعلنت عنها جماعة الحوثي ]

كتبت منى العمري، وهي مواطنة سعودية تسكن في مدينة أبها (جنوبي المملكة)، في تغريدة على موقع «تويتر» أن انفجاراً عنيفاً حدث في سماء المدينة اهتزت له أركان المنزل، وأثار حالة من الرعب.

 

عقب ذلك تصاعد وسم #خميس_مشيط على موقع تويتر، وكان المشاركون فيه يتحدثون عن الانفجار الذي سُمع دويه في مدينتي خميس مشيط وأبها المتجاورتين يوم الأربعاء، ليفصح بعد ذلك المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي تركي المالكي عن أن الانفجار ناجم عن تدمير طائرة مسيّرة حوثية.

 

وقال المالكي في بيان «من خلال فحص حطام الجسم، تبين أنه طائرة مسيرة معادية حوثية بخصائص ومواصفات إيرانية».

 

وكانت الطائرة التي أُطلقت -على الأرجح-من محافظة صعدة (أقصى شمالي اليمن) عبرت أكثر من 130 كيلومتراً داخل المملكة، قبل أن ترصدها منظومة الدفاع الجوي للقوات السعودية، وهي تعبر سماء مدينة أبها.

 

سلاح معتمد

 

واستحدث الحوثيون في حربهم ضد التحالف السعودي الإماراتي، والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ما يسمونها وحدة «سلاح الجو المسير»، التي تختص في شن هجمات عبر طائرات مسيّرة، وأكدوا مراراً أنها تصنيع محلي متطور.

 

ووفق ما أعلنته «دائرة التصنيع العسكري» للحوثيين، فإن هذه الترسانة تحوي عدداً من الطائرات، من بينها «قاصف 1» الهجومية، بمدى تحليق يصل إلى 150 كيلومتراً عن سطح الأرض، ولمدة 120 دقيقة، وقد تحمل رأساً حربياً وزنه ثلاثون كيلوغراما.

 

وتمثل الطائرة «قاصف 2k» جيلا مطورا من «قاصف 1»، وهي مزودة بنظام ذكي لرصد الأهداف وتحديدها ثم ضربها، كما يمكن تزويدها بعدد من الرؤوس الحربية.

 

لكن الطائرة الأبرز التي كشف عنها الحوثيون كانت طائرة «صماد 3»، وهي نسخة مطورة من طائرة «صماد»، وطائرة «صماد 2»، وشنت أولى عملياتها الجوية على مطار أبو ظبي، حسب ما أعلنه الحوثيون حينها، وقطعت تلك الطائرة 1200 كيلومتر.

 

وإضافة إل الطائرات الهجومية، يملك الحوثيون طائرات استطلاعية تحلّق على مدى 25 كيلومترا عن سطح الأرض، وسبق أن اُستخدمت بكثرة في العمليات العسكرية.

 

طائرة كل يوم

 

ويقول رئيس تحرير صحيفة الجيش التابعة للحوثيين العقيد عبد الغني الزبيدي إن العمليات العسكرية للطائرات المسيّرة تحولت إلى سلاح استراتيجي نوعي.

 

والأسبوع قبل الماضي، شنت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي أكثر من عشرين غارة على مواقع في صنعاء ومحيطها، وأعلن التحالف حينها أن تلك الضربات الجوية استهدفت منظومة الطائرات المسيرة للحوثيين.

 

لكن الزُبيدي يقول للجزيرة نت «ننتج في كل يوم طائرة، وأحدثها طائرات ذات تقنية كبيرة تعمد إلى تفجير نفسها في أهداف دقيقة، وتطير في منخفض جوي خارج إطار الرصد الراداري».

 

وأضاف «هذه الطائرات الصغيرة خُصصت لاختراق أحدث المنظومات الدفاعية الجوية تطوراً، وبعضها تكون قاذفة قنابل من على بعد ثلاثين متراً».

 

وخلص تقرير لمؤسسة «أبحاث التسليح أثناء الصراعات» (غير حكومية مقرها لندن) صدر في مارس/آذار 2017 إلى أن طائرات «قاصف 1» التي يملكها الحوثيون ليست محلية التصميم والصنع، وإنما صنعت في إيران واستيرادها تم على دفعات.

 

أبرز الهجمات

 

ورغم أن مراقبين عسكريين قللوا من فعالية الطائرات، خاصة أنها لا تتمتع بقدرات حربية ذكية وبالإمكان إسقاطها، فإن الحوثيين سببوا بها أضراراً كبيرة، بعد أن شنوا هجمات مميتة.

 

وكان الهجوم الأبرز هو استهداف عرض عسكري للقوات الحكومية في قاعدة العند الجوية (جنوبي اليمن)، حضره مسؤولون عسكريون بارزون في القوات الحكومية مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، وأدى الهجوم إلى مقتل ستة ضباط وجنود، بينهم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء محمد طماح.

 

وفي منتصف أبريل/نيسان وأواخر مايو/أيار من العام الماضي حاول الحوثيون استهداف مطار أبها السعودي، لكن الدفاعات الجوية أسقطت الطائرتين بالقرب من المطار.

 

وبعد ذلك بشهر، شن الحوثيون هجوماً على مقر قيادة قوات التحالف السعودي الإماراتي في عدن (جنوبي اليمن)، لكن صواريخ الباتريوت اعترضت الطائرة، ولم يُعلن عن وقوع خسائر بين قوات التحالف.

 

وبعد أسبوع، أزاح الحوثيون الستار عن الطائرة «صماد 2»، وأعلنوا استخدامها في هجوم نوعي استهدف مصفاة تابعة لشركة أرامكو النفطية في الرياض، في حين أعلنت المنشأة النفطية عن حريق في أحد الخزانات دون وقوع خسائر بشرية.

 

وفي الأسبوع التالي، أعلن الحوثيون عن هجوم بطائرة مسيرة على مطار أبو ظبي.

 

منشآت سعودية وإماراتية في خطر

 

وقالت دراسة لمركز أبعاد للدراسات والبحوث الاستراتيجية (يمني غير حكومي) إن السلاح المسيّر للحوثيين أصبح سلاحاً استراتيجيا قد يتطور ويصبح أكثر تهديداً، بعد أن وضع الحوثيون مطارات وموانئ دول الخليج تحت التهديد.

 

وأشارت الدراسة إلى أن الحوثيين قد يهاجمون منابع وشركات النفط والمصانع الحيوية وشركات إنتاج الطاقة وتكرير النفط وتحلية المياه، وقد ينعكس ذلك سلباً على الوضع الأمني والاقتصادي للسعودية والإمارات.

 

وذكرت الدراسة أن إيران زودت الحوثيين بطائرات من نوع «شاهد» يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، مع قدرة للبقاء ثلاثين ساعة في الجو، وتنفيذ مهام المراقبة والرصد وتدمير الأهداف في آن واحد.

 

وأشارت إلى أنه بمبلغ بين ألف وألفي دولار يمكن الحصول على طائرة مسيرة قاتلة، فتكلفة هذا النوع من السلاح الذكي منخفضة جداً، ويمكن الحصول على مواد تصنيعها عبر مواقع الإنترنت.


التعليقات