[ قرى حجور وتعرضها لقصف حوثي عنيف بالأسلحة الثقيلة ]
حذّرت منظمة سام للحقوق والحريات من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في كل من منطقتي "حجور" بمحافظة "حجة" شمال غربي اليمن، و"الحُشاء" في محافظة "الضالع" وسط البلاد، عبر عمليات قنص وقصف عشوائي وتهجير للسكان وتفجير للبيوت.
وأوضحت "سام" ومقرها جنيف، في بيان صحفي الاثنين، حصل "الموقع بوست" على نسخة منه، أنّ تلك الجرائم والانتهاكات أدت حتى اللحظة إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن هدم أكثر من 17 منزلاَ في منطقة "حجور"، منها 13 منزلاً بقرية "التامرة"، إضافة إلى تفجير مسجد ومدرسة وتضرر مئات المنازل بسبب القصف، وتهجير ما يزيد عن 2700 أسرة.
وقالت "سام" إنّ الانتهاكات في منطقة "حجور" بدأت عندما قصفت جماعة الحوثي في العاشر من يناير الماضي 2019 قرية "شليلة" بصاروخين من نوع كاتيوشا، مما أدى إلى مقتل 8 مدنيين نصفهم نساء، وجرح 5 آخرين.
وبيّنت "سام" أنّ مليشيا الحوثي شنت في بداية شهر فبراير هجوماً شاملاً من ثلاث جهات على منطقة "حجور"، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما فيها الدبابات ومدافع الهاون والصواريخ البالستية.
ورصدت "سام" إطلاق مليشيا الحوثي 3 صواريخ بالستية في الرابع والخامس من آذار/مارس الجاري، مما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، ونزوح أكثر من 2000 أسرة.
وذكرت "سام" أنّ ميليشيا الحوثي فرضت حصاراً اقتصادياً شاملاً على المنطقة، ثم قامت بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عنها، سعياً منها -فيما يبدو- إلى التكتيم على جرائمها، ومنعت دخول المواد الإغاثية والأدوية للسكان المحاصرين في قرى حجور المحاصرة، حيث أنشأت نقاط تفتيش مسلحة على المداخل الشرقية من جهة "قفلة عذر عمران"، وأخرى من الجهة الجنوبية من منطقة "أفلح الشام"، وثالثة من الجهة الغربية على مدخل "مستبأ".
ولفتت المنظمة الحقوقية الدولية إلى أنّ انتقام مليشيا الحوثي بشكل واسع من الخصوم من خلال تفجير منازلهم، وإحراق مزارعهم ومواشيهم، واستهداف منازلهم بالقصف العشوائي، يشي بوجود سياسة ممنهجة ومتعمدة ضدهم، مما يجعل هذه السياسات ترقى إلى أن تكون جرائم حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها والآمرين بها.
وذكرت "سام" أنها رصدت تفجير 16 منزلاً في منطقة "حجور"، وتضرر أكثر من 1500 منزل منذ بدء العملية في المنطقة، مما يعقد الوضع الإنساني بصورة كبيرة، ويعرقل عملية عودة النازحين إلى قراهم في القريب العاجل.
وبينت "سام" أنّ منطقة "الحُشاء" في محافظة "الضالع" وسط اليمن، تتعرض هي الأخرى لهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث قتل 8 مدنيين، وجرح أكثر من 30، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تفجير منزلين، بينما أجبر القصف 700 عائلة من قرى "سناح"، "قعطبة"، "الفاخر"، و"الزقمة" على ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أقل خطرا.