[ مهاجرون في استاد كرة القدم أثناء تلقيهم الغذاء والمياه - أ ف ب ]
كشفت مصادر أمنية عن وجود ثلاثة معسكرات تدريب لمرتزقة أفارقة تديرها جماعة الحوثيين في مدينة الحديدة وريفها.
وقالت مصادر أمنية بالقوات المشتركة بالساحل الغربي لـ "الموقع بوست" إن الجماعة انشأت ثلاثة معسكرات بالحديدة لتدريب مرتزقة أفارقة مستفيدة من الهدنة واتفاق ستوكهولم وعدم تعرضهم لقصف طيران التحالف.
وتحدثت المصادر عن وجود معسكر تدريبي في منطقة دير عيسى بمديرية باجل، ومعسكر في منطقة المراوعة تحديدا في مزرعة المدعو علي الحالي، ومعسكر آخر في القاعدة البحرية شمال المدينة.
يشار إلى أن الحوثيين هجروا مئات الأسر من قرى ومناطق شمال المدينة منذ مطلع العام الجاري بعد اتفاق ستوكهولم الذي جرى في 13 ديسمبر الماضي، وأجبرت أكثر من 300 أسرة تقطن قرى مديرية المراوعة على مغادرة منازلهم.
وذكرت المصادر أن الحوثيين يقومون بالاستعانة بالمرتزقة الأفارقة في حربهم ضد القوات الحكومية بالحديدة من اجل تعوض النقص في العنصر البشري.
وفقا للمصادر يستغل الحوثيون موجة التوافد الكبيرة للاجئين الأفارقة ويقومون باستقطاب العديد منهم، وبراتب يصل إلى 100 دولار أمريكي شهريا.
وأشارت إلى أنه يتم تدريب المهاجرين على مختلف التخصصات العسكرية مثل (هندسة الالغام، المدفعية، القنص، الانزال البحري والغوص، حفر خنادق وانفاق).
وأوضحت المصادر أن الحوثيين يستغلون تدفق اللاجئين عبر الشريط الساحلي الممتد الأطراف والذي يفتقد إلى عملية مراقبة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.
وكانت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة توقعت في تقريرها الأخير حجم الأعداد القادمة من القرن الافريقي نحو اليمن أن تصل إلى 282 ألف لاجئ في العام 2019، وهو ما اعتبرته المصادر رقم متوقع لا يمثل الحقيقة، مشيرة أنه لو استقطبت جماعة الحوثي 10% كفيل بتوفير جيش قوامه من 25 ألف - 30 ألف مقاتل.
وقالت المفوضية أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين سوف يستمرون في مواجهة تحديات كالتهريب والاتجار وقيود الوصول إلى الأراضي، كما سوف يستمروا في مواجهة نقاط الضعف المتزايدة، سواء في شمال البلاد أو جنوبها.
ولفتت أن مساحة الحماية الضيقة، لا سيما في الشمال، وسياسة التحركات المقيدة، لا تزال تعرض الأشخاص الذين تعنى بأمرهم المفوضية لمخاطر الحماية المتزايدة.
يذكر أن نحو 1789 مهاجرا افريقيا بينهم 389 فتى و28 فتاة تحت سن الـ18 عالقين في استاد لكرة القدم في عدن وسط وضع صحي وغذائي مأساوي عاجزين عن مواصلة رحلتهم نحو دولة خليجية للبحث عن عمل، أو حتى العودة إلى بلدانهم.
ووفقا لأرقام الامم المتحدة، وصل إلى اليمن نحو 150 ألف مهاجر العام الماضي، 92 بالمئة منهم من أثيوبيا، والباقي من الصومال ودول مجاورة أخرى.
وكانت منظمة الهجرة الدولية أعربت عن قلقها من إمكانية استمرار الوضع على ما هو عليه لوقت أطول، ومن احتمال أن يصل مهاجرون آخرون إلى اليمن.
ويشهد اليمن حربا منذ 2014 بين الحوثيين، والقوات الحكومية الموالية الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.