اتهموه بقتل أبواليمامة والانتماء للقاعدة
مختطف في سجن للانتقالي بلحج يحكي لـ"الموقع بوست" تفاصيل اختطافه وسجنه
- لحج - خاص الأحد, 29 سبتمبر, 2019 - 09:02 مساءً
مختطف في سجن للانتقالي بلحج يحكي لـ

[ الصحفي والمتحدث باسم جبهة القبيطة علي منتصر القباطي ]

15 يوماً، قضاها الصحفي والمتحدث باسم جبهة القبيطة علي منتصر القباطي، وهو مخفي قسرياً في زنزانة ضيقة بمعسكر اللواء الخامس في محافظة لحج، بعد أن اختطفته مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية المدعومة إماراتياً، أثناء مغادرته العاصمة المؤقتة عدن مساء 29 أغسطس/آب.

 

نصف شهر من الإرهاب النفسي، والتجويع، وساعات طويلة من العزلة التي لا تقطعها سوى اعتداءات الجنود ولكماتهم، يختصر الصحفي علي ما عاشه في إفادة لـ"الموقع بوست".

 

وأفرجت مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، عن الصحفي والمتحدث باسم جبهة القبيطة علي منتصر القباطي،  يوم الخميس الموافق 15 سبتمبر/أيلول، عقب إخفائه قسرياً لنصف شهر في مُعسكر اللواء الخامس التابع لمليشيات الانتقالي بمحافظة لحج، والذي يقوده مدير أمن لحج المُقال صالح السيد.

 

وكان القباطي قد تعرض للاختطاف والإخفاء قسريا، ومعه عشرات المواطنين والعسكريين من محافظات عدن، أبين، وشبوة، في يوم الخميس الموافق 29 أغسطس/آب المنصرم، عقب الغارات الجوية المعادية التي نفذها سلاح الجو الإماراتي على القوات الحكومية وهو ما أدى لتراجعها، وكسب مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتياً الموقف.

 

وقال الصحفي علي القباطي، إنه اختطف أثناء مغادرته العاصمة المؤقتة عدن، مروراً بمحافظة لحج، حيث نصبت مليشيات الانتقالي حواجز أمنية، فضلاً عن تشديد الإجراءات في الحواجز القديمة، وذلك بحثاً عن الموالين للحكومة الشرعية، خصوصاً العسكريين.

 

وأضاف القباطي في إفادة لـ"الموقع بوست" أنه تم إبقاؤهم في زنازين ضيقة، دون أن يُسمح لهم بارتياد دورات المياه، فقد كانت زنزانة الاحتجاز هي ذاتها مكان قضاء الحاجة، وتناول بقايا طعام الجنود، والذي كان يُقدم للمختطفين كوجبات.

 

وأشار إلى أن مليشيات الانتقالي قامت بأخذه عدة مرات وهو معصوب العينين طيلة الطريق، لمعسكر اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية والذي يقوده العميد مهران قباطي، وذلك في أوقات متأخرة من الليل، لأجل أن يدلهم على مخابئ السلاح، حد زعمهم.

 

وتحدث القباطي عن اتهام مليشيات الانتقالي له بكونه مشترك في عملية اغتيال أبو اليمامة، وكونه أحد عناصر تنظيم القاعدة وغيرها من التهم الكبيرة والفضفاضة، وهي إحدى طرق الإرهاب النفسي، حسبما يقول علي.

 

وعن إعداد المختطفين بمعسكر اللواء الخامس في محافظة لحج، أكد المختطف السابق بأن أعدادهم بالعشرات وهم خليط بين مدنيين وعسكريين، وتهمتهم موالاة الحكومة الشرعية، لافتاً إلى أن الجزء الأكبر من المختطفين هم من أبناء محافظة أبين.

 

وبين علي بأن الإفراج عنه تم بعد أن أُجبر على التوقيع على اعترافات وأوراق كتبت عليها اعترافات بأنه ينتمي لتنظيم القاعدة.

 

وأوضح أن أغراضه الشخصية جميعها نُهبت بالكامل، ليس هذا فحسب، يُضيف علي أنه تم استغلال هاتفه النقال فبعد أن قاموا بفتحه تم الدخول لحسابه بموقع فيسبوك ومن ثم مراسلة أصدقائه والطلب منهم مبالغ مالية تراوحت ما بين 30 -50 ألف ريال من كل شخص، بحجة أن علي في منطقة بعيدة وهو يريد تلك المبالغ بصورة عاجلة، في صورة من صور النهب التي تُمارسها مليشيات المجلس الانتقالي.

 

وأكد القباطي أن الحيلة انطلت على العديد من أصدقائه، والذين قاموا بحسن نية بتحويل مبالغ مالية للجنود الذين قاموا بأخذ الهاتف.

 

وليد بجاش، أحد أبناء تعز العاملين في العاصمة المؤقتة عدن، هو الآخر كان ضحية للأحداث التي شهدتها المدينة عقب سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية المدعومة إماراتياً، فبالرغم من كون محله التجاري الواقع في مديرية المنصورة، بعيداً عن المواجهات العسكرية، إلا أنه لم ينجُ، وناله نصيب من الانتهاكات التي توزعها  مليشيات الانتقالي المدعوم إماراتياً.

 

ففي مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، فقدت أسرة بجاش التواصل مع نجلها، وظل الوضع على ما هو قائما لنحو أسبوع، حسبما تُفيد أسرته.

 

وأفادت في حديثها لـ"الموقع بوست" أن الأسرة تواصلت مع أصدقاء لنجلهم، وأوصوهم بالبحث عنه، وهو ما تم وسط حالة من الخوف والقلق على أن يلقوا نفس مصيره، إلا أن عمليات البحث في السجون المعروفة باءت بالفشل، فالرد كان موحداً بأن وليد ليس موجوداً لديهم.

 

وأشارت إلى أنه تم تكرار الزيارات للسجن المركزي والسؤال مرات ومرات، ليكشفوا عن مصيره بعدها، حيث كان هناك منذ اليوم الأول لاختفائه واختطافه من محله التجاري.

 

وأوضحت أنه تم الإفراج عن وليد بعد دفع مبلغ 40 ألف ريال يمني، مع مصادره هاتفه وأغراضه الشخصية وما كان لديه من أموال.

 

وليد ذاته تحدث لـ"الموقع بوست" عن قيام مليشيات الانتقالي باختطاف العشرات من أمثاله لأجل ابتزازهم، وجُلهم من المحافظات الشمالية.

 

ولفت إلى أن تحديد المبالغ يتم وفق ما لديهم من معلومات حول عمل المختطف وحجم تجارته، وتفاوتت المبالغ ما بين 30 إلى 400 ألف ريال، وهو ما علمه وليد والذي ظل مختطفاً لأسبوعٍ كامل في السجن المركزي.

 

واختطفت مليشيات الانتقالي منذ سيطرتها على العاصمة المؤقتة عدن المئات قبل أن تُفرج عن دفعات بفترات متقطعة، لكن ما يزال هنالك العشرات إن لم يكونوا المئات، فلا إحصاءات رسمية حول ذلك، حيث ما تزال المداهمات مستمرة بحق الموالين للحكومة الشرعية، وكان آخرها مداهمة منزل قائد قوات الشرطة العسكرية بالجمهورية اللواء ناصر النوبة، واختطاف حراسة منزله العشرة، حيث ما يزالون معتقلين في ظروف قاسية لليوم السابع على التوالي.

 

وبالرغم من مرور قرابة الشهرين على انقلاب مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، وسيطرتها على العاصمة المؤقتة عدن، إلا أنه لا  إحصاءات رسمية لانتهاكات حقوق الإنسان بحق الموالين للحكومة الشرعية من مدنيين وعسكريين، وكذا المواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية، أو حتى إحصاءات لمنظمات حقوقية مستقلة، وهو ما يجعل الساحة ملائمة لمزيدٍ من الانتهاكات.


التعليقات