أصبح نجم كرة القدم السنغالي ساديو ماني -المحترف في ليفربول الإنجليزي-مضرب مثلٍ في الوفاء لأهل قريته التي نشأ فيها، حتى أنه بعدما فاز الشهر الماضي بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا للعام 2019، كان حزينا لعدم سفره للاحتفال باللقب الأول في تاريخه.
نشأ ماني (27 عاما) في قرية صغيرة تسمى سيديو، تقع على نهر كازامانس جنوب السنغال، وقد ولد عام 1992 لعائلة تهتم بالدعوة الإسلامية حيث كان والده إماما لمسجد القرية.
وزاد اهتمام الإعلام العالمي بماني بعد تألقه مع ليفربول وتتويجه بلقب الأفضل في أفريقيا، ورصدت قناة "كانال بلس" الفرنسية بعض جوانب حياته في فيلم تسجيلي بعنوان "صنع في السنغال".
وروى ماني في الفيلم قصة وفاة والده عام 1999 واصفا إياها بالطعنة الكبرى، بقوله إنه تلقى خبر الوفاة وعمره سبع سنوات فقط، حيث كان يلعب في الشارع وأخبره شقيقه بوفاة والدهما بسبب معاناته من آلام في معدته، نقل على إثرها لمستشفى بعيد، إذ لم تكن توجد مستشفيات في قريتهم.
وبعد نحو 19 عاما، لم ينسَ ماني وفاة والده بسبب عدم وجود مستشفى بقريته، فبنى مستشفى للقرية، كما بنى مسجدا وجدد المدرسة القديمة فيها، حتى يساهم في جعل الحياة أفضل للأجيال القادمة في مسقط رأسه، إضافة على دعمه المالي المستمر للفقراء.
وحُرم والد ماني من أن يدفن في مسقط رأسه بسبب وجود حركة تمرد في البلاد آنذاك حالت دون نقله، فدفن بالقرب من المستشفى التي توفي فيه.
ورغم وفاة والده منذ نحو عقدين، فإنه تأثر بأخلاقه كإمام لمسجد القرية، وأصبح من أكثر النجوم تواضعا رغم أنه وصل إلى قمة الكرة الأفريقية وأصبح من صفوة نجوم العالم في الساحرة المستديرة.