انتهت أمس الخميس الهدنة التي أعلنها -من جانب واحد- التحالف بقيادة السعودية لمدة أسبوعين في اليمن، دون أن تتوقف فيها المعارك بين الحوثيين وقوات الشرعية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، خصوصا أن جماعة الحوثي عبرت منذ البداية عن رفضها للهدنة.

وجاء إعلان التحالف للهدنة من جانب واحد استجابة لدعوة الأمم المتحدة إلى وقف القتال من أجل فسح المجال للجهود الدولية لمنع تفشي وباء كورونا في اليمن، ولتهيئة الأجواء أمام تسوية محتملة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.

وقد رفض الحوثيون الهدنة المعلنة واتهموا التحالف "بممارسة التدليس والتضليل على العالم"، وقال المتحدث باسمهم محمد عبد السلام في تغريدة نشرها يوم 13 أبريل/نيسان الحالي إن وقف إطلاق النار من لدن التحالف "لم يتم أصلا، بل تصاعد القصف الجوي وشن الزحوف (عمليات الزحف)".

ونقلت وكالة رويترز أن دبلوماسييْن ومصدرين آخرين مطلعين على التطورات توقعوا تمديد وقف إطلاق النار أسبوعين آخرين على الأقل، إن لم يكن حتى نهاية شهر رمضان، غير أنهم قالوا إن التحالف لم يمدد وقف إطلاق النار بعدما واصلت حركة الحوثي الهجمات، وقد رد التحالف على الحوثيين بضربات جوية.

وذكر أحد المصدرين المشار إليهما في حديث لوكالة رويترز أن "وقف إطلاق النار رمزي أكثر منه فعلي، والتحالف لم يجد أي جدوى من تمديد الهدنة".

وكشف دبلوماسي غربي يعمل في السعودية أن الحوثيين قد يشنون هجوما قريبا على مدينة مأرب إذا لم يكن هناك أي اتفاق على وقف إطلاق النار. ومأرب هي مركز محافظة تحمل الاسم نفسها، وهي غنية بالنفط، وما تزال تحت سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.

وأشارت وكالة رويترز إلى أن الأمم المتحدة حاولت في الأسبوعين الماضيين إجراء محادثات عبر الاتصال المرئي بين أطراف الصراع في اليمن، وذلك من أجل تثبيت الهدنة والاتفاق على إجراءات لبناء الثقة بين المتحاربين تمهيدا لاستئناف محادثات السلام الرامية إلى وضع نهاية للأزمة اليمنية.

وكان الحوثيون قد سيطروا على مؤسسات الدولة في صنعاء وطردوا الحكومة الشرعية أواخر العام 2014، وسيطروا على أغلب المحافظات الشمالية، وزحفوا باتجاه عدن (جنوب) قبل أن يتدخل التحالف بقيادة السعودية في مارس/آذار 2015.