من هو العميد الزيادي الذي استشهد في معارك الجوف وشُيّع اليوم بمأرب؟ (بروفايل)
- خاص - مأرب الثلاثاء, 12 مايو, 2020 - 11:11 مساءً
من هو العميد الزيادي الذي استشهد في معارك الجوف وشُيّع اليوم بمأرب؟ (بروفايل)

[ العميد أحمد الزيادي - قائد معسكر اللبنات في الجوف قبل استشهاده ]

شيّع العشرات من أبناء القوات المسلحة في محافظة مأرب، الثلاثاء، جثمان العميد أحمد الزيادي قائد معسكر اللبنات (المنطقة العسكرية السادسة ) في محافظة الجوف.

 

وقتل العميد الزيادي في معارك ضد جماعة الحوثي مطلع مارس الماضي في مدينة الحزم عاصمة الجوف.

 

ولد العميد أحمد علي يحيى الزيادي عام 1966 بقرية وحيش بمديرية السدة في محافظة إب، متزوج، وله ولدان وابنة من زوجته السابقة، وثلاثة أبناء من زوجته الأخيرة.

 

بدأ رحلته الدراسية في مدرسة صغيرة في قريته تسمى "المعلامة"، وكان من المتفوقين على أقرانه في صفوفه الدراسية، وإلى جانب دراسته كان يعمل في الحقول والأراضي الزراعية الخاصة بعائلاته، كونه الأبن الأكبر لعائلة كبيرة، ولأن والده كان مغترباً للعمل في السعودية، جعله ذلك المسؤول الأول عن عائلته في القرية.

 

حبُّه للعلم ورغبته في اكتساب المعرفة دفعاه إلى السفر صوب صنعاء والالتحاق بمعهد صنعاء العلمي، وهناك أكمل تعليمه، وحصل على تقديرات عالية، أهلته لدخول كلية الطيران الحربي، لكنه انتقل بعدها إلى الكلية الحربية.

 

وبسبب تفوقه في تحصيله العلمي، استطاع الحصول على منحة دراسية أواخر الثمانينيات إلى الاتحاد السوفيتي على رأس مجموعة من الطلاب اليمنيين الذين أرسلتهم الحكومة آنذاك لدراسة هندسة الصواريخ البالستية بعيدة المدى.

 

نال درجة البكالوريوس في هندسة الصواريخ عام 1993، ثم عاد إلى اليمن ليلتحق بصفوف الجيش اليمني ويقوم بعدة مهام عسكرية، حيث كان من كبار المهندسين والخبراء والمترجمين، وكان مرجعاً مهماً في مجاله بالنسبة للجيش اليمني، خاصة ضمن التعاون العسكري بين اليمن وروسيا، بالإضافة إلى انخراطه في صفقة السلاح الشهيرة بين اليمن وكوريا الشمالية عام 2002.

 

تتالت مهامه في الجيش وترقى في المناصب العسكرية إلى أن تولى قيادة الكتيبة السادسة في مجموعة الصواريخ في معسكر عطان التابع للحرس الجمهوري إبان حكم النظام السابق.

 

بعد انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية، عرضت عليه جماعة الحوثيين العمل معها في تركيب وإطلاق الصواريخ البالستية مقابل اعتمادات مالية مرتفعة وترقيات في الجيش، لكن الفقيد الزيادي آثر الانحياز للجمهورية والدولة اليمنية والقتال في صفوفوها حتى وهي في أضعف حالاتها.

 

وفي سبيل ذلك استطاع الإفلات من قبضة الحوثيين في صنعاء والالتحاق بالنواة الأولى للجيش الوطني في مأرب، ليشارك جنباً إلى جنب مع الفقيد اللواء عبد الرب الشدادي ورفاق سلاحه الآخرين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبمبادئهم التي أقسموا عليها حاملين أرواحهم على أكفهم.

 

وعاش الزيادي وأسرته وضعا ماديا بسيطا، حيث كان يقطن في شقة بالإيجار، وقامت جماعة الحوثي باقتحام منزله عدة مرات وعبثت بمحتوياته.

 

ومع توالي انتصارات الجيش الوطني في أكثر من جبهة، وتحرير محافظة مأرب وأجزاء من محافظة الجوف، استطاع الجيش إعادة بناء نفسه يداً بيد مع أفراد المقاومة في تلك المناطق ومن استجابوا لنداء الجمهورية من منتسبي الجيش السابق والمقاومة من باقي محافظات الجمهورية، ليتم تعيين العميد أحمد الزيادي في منصب كبير المعلمين في معسكر النصر في مأرب، ثم بعد ذلك تعين قائداً لمعسكر اللبنات التابع للمنطقة العسكرية السادسة.

 

استمر العميد الزيادي في منصبه قائداً لمعسكر اللبنات حتى استشهد في الأول من مارس 2020 في مواجهات مع الحوثيين على مشارف مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، قبل يوم من سقوط المدينة بيد الحوثيين.

 

كان الفقيد الزيادي من أشد الناس تواضعاً، ولم يكن من الذين يرتدون البزة العسكرية بكثرة، أو ممن يستغلون مناصبهم في الظهور والخروج بمواكب كبيرة تحوطها الحراسات، وكانت من كلمته (نرتدي البزة العسكرية للمهمات وللاجتماعات الخاصة بالقيادة وليس للمفاخرة أو استعراض العضلات على عامة الشعب).


التعليقات